الشبهات المثارة حول أدلة الإمامة الروائية 1

[عدنان الشمري]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين واللعن الدائم على أعدائهم أعداء الدين
الشبهة / إن حديث المنزلة لا يوجب فضلا لعلي ( عليه السلام ) ولا استحقاق الإمامة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتشبيه علي بهارون ليس بأعظم من تشبيه أبي بكر بإبراهيم وعيسى وتشبيه عمر بنوح وموسى كما أن هارون لم يل أمر بني إسرائيل وإنما تولى المر يوشع بن نون فلا تكون المنزلة المذكورة في الحديث إلا في القرابة فقط .

الجواب / إن حديث المنزلة من الأحاديث التي أجمع العلماء على صحتها ودلالته على إثبات فضيلة عظيمة للإمام علي عليه السلام وهي الخلافة والإمامة والولاية بعد الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم دون تقييد بحادثة معينة ونذكر بعض ألفاظه الصحيحة والصريحة التي دلت على ذلك منها :
ما أخرجه مسلم في صحيحه ( حدثنا يحيى بن يحيى التميمي وأبو جعفر محمد بن الصباح وعبيد الله القواريري وسريج بن يونس كلهم عن يوسف بن الماجشون ( واللفظ لابن الصباح ) حدثنا يوسف أبو سلمة الماجشون حدثنا محمد بن المنكدر عن سعيد بن المسيب عن عامر بن سعد ابن أبي وقاص عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعلي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي
قال سعيد فأحببت أن أشافه بها سعدا فلقيت سعدا فحدثته بما حدثني عامر فقال أنا سمعته فقلت آنت سمعته ؟ فوضع إصبعيه على أذنيه فقال نعم وإلا فاستكتا )
وأخرجه أيضا البخاري بهذا المضمون وهو واضح غير مقيد بغزوة تبوك بل هو مطلق وتقييده بذلك يحتاج إلى الدليل .
واخرج مسلم في صحيحه (حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عباد ( وتقاربا في اللفظ ) قالا حدثنا حاتم ( وهو ابن إسماعيل ) عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال ما منعك أن تسب أبا التراب ؟ فقال أما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه و سلم فلن أسبه لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول له خلفه في بعض مغازيه فقال له علي يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي وسمعته يقول يوم خيبر لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال فتطاولنا لها فقال ادعوا لي عليا فأتى به أرمد فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه ولما نزلت هذه الآية فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبنائكم [ 3 / آل عمران / 61 ] دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال اللهم هؤلاء أهلي )
واخرج احمد في مسنده أيضا عن ابن عباس في حديث طويل جاء فيه قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام ( أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى الا أنك لست بنبي انه لا ينبغي أن أذهب الا وأنت خليفتي .... أنت وليي في كل مؤمن بعدي.... )
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد في تعليقه على الحديث ( رَوَاهُ أَحْمَدُ ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ بِاخْتِصَارٍ، وَرِجَالُ أَحْمَدَ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ أَبِي بَلْجٍ الْفَزَارِيِّ، وَهُوَ ثِقَةٌ، وَفِيهِ لِينٌ ) .
وفي لفظ آخر في كتاب ظلال الجنة في تخريج السنة لأبن أبي عاصم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ :
(أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلا أَنَّكَ لَسْتَ نَبِيًّا إِنَّهُ لا يَنْبَغِي أَنْ أَذْهَبَ إِلا وَأَنْتَ خَلِيفَتِي فِي كُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ بعدي ) قال الألباني في تقييمه لطريق الحديث (إسناده حسن )
يتبع