بسم الله اولا واخرا
اللهم صل على محمدوال محمد
الشيخ صالح الحريري ا لمتوفى ١٣٠٥ قال من قصيدة حسينية :
اللهم صل على محمدوال محمد
الشيخ صالح الحريري ا لمتوفى ١٣٠٥ قال من قصيدة حسينية :
ألا إن رزء أودع القلب غلة |
مدى الدهر في إيقادها ليس تنقع |
|
وأضحت به جمّ الخطوب كأنها |
ليال بها وجه البسيطة أسفع |
|
غداة بها آل النبي بكربلا |
تجاذبها أيدي المنون وتسرع |
|
بيوم غدا زند الأسنة وارياً |
ضراماً به يصلى الكميّ السميدع |
|
إذ البيض في ليل القتام كواكب |
تغيب بهامات الرجال وتطلع |
|
تقيم فروض الحرب في سبط أحمد |
فتسجد فيه البيض والسمر تركع |
|
إلى أن هوى فوق الصعيد مزملاً |
تروح عليه العاديات وترجع |
صالح بن محمد الجواد الحريري البغدادي الشهير بالشيخ صالح الحريري ، كان أديباً ملماً ببعض العلوم الآلية ، يتحرف بصناعة الأدب وكان شاعراً متوسط الطبقة ينزل بغداد والكاظميين فمن شعره قوله :
قد جلونا من الكؤوس عروسا |
فتجلّت على الأكف شموسا |
|
واستحالت بأن تراها عيون |
بعيان لو لم تحلّ الكؤوسا |
|
فاذا ذاق عاشق من طلاها |
تركته لم يدرك المحسوسا |
وقوله :
كل يوم لك رزق |
أي فرخ لا يزق |
|
فلكم من قبل عاشت |
أمم شتى وخلق |
|
مرّت الدنيا عليهم |
مثلما قد مرّ برق |
|
فوّض الأمر إلى من |
هو بالأمر أحق |
|
ان تكن للصبر رقّاً |
فبه للرقّ عتق |
|
أي يوم قد تقضى |
ليس فيه لك رزق |
|
فأرض فيما أنت فيه |
انت مملوك ورق |
|
ولقد يكفيك مما |
ملكت يمناك مذق |
|
فدع الحرص فإن |
الحرص عصيان وفسق |
|
سوف تاتيتك المنايا |
بغتة فالموت حق |
|
أيها المغرور رفقاً |
ليس بعد اليوم رفق |
|
إنما الشوكة تُدميك |
كما يؤذيك بق |
|
لك في أنفك يوماً |
من تراب الأرض نشق |
|
هذه الدنيا لعمري |
للورى فتق ورتق |
|
إن صفا للعيش كأس |
فصفاء الكأس رنق |
|
إنما الدنيا كبابٍ |
فيه للافات طرق |
|
فدع الباطل فيها |
كم به قد دق عنق |
|
واجتنب صحبة من في |
طبعه للغدر عرق |
|
واغتنم فرصة يوم |
رب يوم فيه رهق |
|
كل آن في البرايا |
لسهام الموت رشق |
|
ان خير الناس فضلاً |
مَن له في الخير سبق |
|
كن بدنياك صموتاً |
آفة الانسان نطق |
|
حلية الانسان فيها |
عفة منه وصدق |
|
وقصارى الخلق يوماً |
لهم لحد يشق |
ومن شعره قوله :
ولايتي لأمير النحل تكفيني |
عند الممات وتغسيلي وتكفيني |
|
وطينتي عجنت من قبل تكويني |
بحبّ حيدر كيف النار تكويني |
توفي سنة الف وثلثمائة وخمس ببغداد ونقل إلى النجف فدفن بها ورثاه بعض الشعراء رحمه الله وكان مولده سنة ١٢٦٥ ه. ولم تزل اسرته معروفة ببغداد تتعاطى التجارة وتعرف ب ( آل الحريري ) ، وقد ترجمه العلامة السماوي في ( الطليعة ).