بسم الله اولا واخرا
اللهم صل على محمدوال محمد
اللهم صل على محمدوال محمد
السيد حسن قشاقش ا لمتوفى ١٣٦٨قال يصف شهداء الطف :
وردوا على الهيجا ورود الهيم |
ورأوا عظيم الخطب غير عظيم |
|
وتنازعوا كأس المنية بينهم |
في غير ما لغوٍ ولا تأثيم |
|
يتسابقون إلى الهجوم وكأنهم |
خلقوا ليوم تسابق وهجوم |
|
وكأنهم والحرب تزفر نارها |
من انسهم في جنة ونعيم |
|
و كأنما بيض الظبا بيض الدمى |
لاقتهم برحيقها المختوم |
|
تروي حديث الموت عن عزماتهم |
بيض الصفاح على القضا المحتوم |
|
من كل أصيد قد نماه أصيد |
وكريم قوم ينتمي لكريم |
|
يستعجلون البذل قبل أوانه |
ويسارعون لدعوة المظلوم |
|
نثروا كما نظموا الجماجم والطلى |
فتشابه المنثور بالمنظوم |
|
وجدوا الحياة مع الهوان ذميمة |
والموت في العلياء غير ذميم |
|
وتقدموا للموت قبل إمامهم |
ولقد يجوز تقدّم المأموم |
السيد حسن بن محمود بن علي بن محمد الأمين بن أبي الحسن موسى بن حيدر بن إبراهيم بن أحمد الحسيني الشقرائي العاملي المعروف ب ( قشاقش ) والشهير بالأمين وينتهي نسبه إلى الحسين ذي الدمعة بن زيد الشهيد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام عالم جليل وشاعر مطبوع. ولد عام ١٢٩٩ ه. في قرية عثرون التي انتقل اليها أبوه من شقراء ، قرأ على أخيه السيد علي وفي مدرسته ست سنوات ، قال السيد الأمين في الأعيان : هاجر إلى العراق عام ١٣١٦ ه. فقرأ فيها عليّ علمي الأصول والفقه إلى أن خرجت من النجف عام ١٣١٩ ه. وكان يسكن معي في دار واحدة نحواً من ثلاث سنوات كان فيها مكباً على التحصيل والدرس والتدريس ، وقرأ على الشيخ أحمد كاشف الغطاء ، وعلى الشيخ علي ابن الشيخ باقر آل الجواهر ثم سافرت إلى الشام وبقي هو في النجف نحواً من عشر سنين يحظر دروس الخارج ويقرأ عليه الطلاب ، وعاد إلى جبل عامل عام ١٣٣٠ ه. وأراد السكنى في مسقط رأسه عثرون فذهب اليها فلم تستقر به الدار فخرج منها إلى شقراء وبقي فيها عدة سنين استفاد منه جماعة وانتهلوا من علومه منهم الشيخ محمد جواد الشري قبل ذهابه للعراق ثم انتقل إلى خربة سلم بطلب من أهلها فاكرموا وفادته وقاموا بما يجب حياً وميتاً. وكان عالماً فاضلاً فقيهاً بارعاً محققاً مدققاً حاد الفهم وأديباً شاعراً متميزاً في حسن نظمه ورصانة شعره ، وترجم له صاحب الحصون المنيعة ، وخلّف من الآثار العلمية رسالة في الرد على الوهابية ، مجلد في الطهارة ، منظومة في الرضاع أسماها ( فصيلة اليراع في مسائل الرضاع ) ، منظومة في الاجتهاد والتقليد ، فمن شعره وهو يتشوق إلى الوطن عندما توجه العراق سنة ١٣١٦ ه.
لئن كنت مأسور الفؤاد بنأيكم |
فطرفي في قاني المدامع مطلق |
|
ومن عجب قلبي وجسمي تباعدا |
فهذا شئاميٌ وذلك معرق |
|
أنام إذا ما هزني الشوق حيلة |
لعلّ خيالاً منكم اليوم يطرق |
|
وكنا جميعاً فرّق الدهر بيننا |
وما خلتُ يوماً أننا نتفرق |
|
فيا دارنا بالشام هل لك رجعة |
لصبٍ يصب الدمع طوراً ويغدق |
|
سقاك الحيا اما تذكرت جيرة |
بك استوطنوا أو شكت بالريق أشرق |
وبين ضلوعي نار وجد تسعّرت |
ولولا دموعي كدت بالوجد أحرق |
|
لحقت بقومي في المكارم والعلى |
وما كل من رام المكارم يلحق |
|
وأصبحت لا أبغي سوى العز متجراً |
وكل امرء لا يبتغي العزّ أحمق |
|
أراب وقلبي قد تعلّق في ولا |
أبي حسن الكرار والقلب يعلق |
|
وصرت له جاراً ومن كان جاره |
عليٌ أبو السبطين ذاك الموفق |
ترجم له علي الخاقاني فذكر مراسلاته ومجموعة من أشعاره وقال : توفي بمدينة بيروت جمادى الآخرة عام ١٣٦٨ ه. ودفن في ( خربة سلّم ) بموكب مهيب مشى فيه أكثر من مائة سيارة اشترك فيه جميع الأعيان والوجوه ورثاه جمع من الشعراء في اليوم السابع وهو يوم اسبوعه ، وعدّدوا مزاياه ومميزاته وعدد الشعراء والخطباء وترجم له السيد الأمين في الأعيان وذكر طائفة من أشعاره فمنها قوله :
لي جسم أضناه ذكر المغاني |
وفؤاد أصماه حب الغواني |
|
وضلوع من الغرام تثقّفن |
فها هنّ كالقسي حواني |
لجواد شبر