تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد بعدد أنفاس الحسين والعباس ( عليهما الصلاة والسلام)
اللهم صل على محمد وال محمد بعدد أنفاس الحسين والعباس ( عليهما الصلاة والسلام)
ومنتهى الحلم
تأخذنا هيبة مقاطع هذه الزيارة حالة غريبة وننسى أنفسنا بفيض حروفها وصلنا الى هذا المقطع منها .
( ومنتهى) هو نهاية الشيء الذي انتهى فيه نفس هذا الشيء
وقد قال الشيخ الأحسائي ( رحمه الله ) المنتهى هو الغاية التي ليس وراءها شيء
أما ( الحلم)
هو عدم المسارعة الى المعاقبة مع القدرة وذلك يكون عن العلم بالعواقب فيؤخر العقوبة أما لكرم النفس وذلك العفو والتجاوز والمسامحة
واما لكون عدم المسارعة في الانتقام ابلغ من الانتقام ( شرح الزيارة الجامعة الشيخ الاحسائي)
ويعتبر (الحلم )
من أسم الله (الحليم ) وأهل البيت(ع) هم أسماء الله تعالى ومظاهر لتلك الاسماء الجليلة
وقال الشيخ الاملي في نهاية شرحه لهذه الفقرة
قائلاً( أن أهل البيت عليهم الصلاة والسلام وصلوا اعلى مراتب الحلم والصبر بحسب هذا المقطع من الزيارة
) المصدر شرح الزيارة الجامعة للاملي
وهنالك نكتة جميلة
وهي أن هذا المقطع قد قرن بقبله العلم حيث هكذا المقطع ( وخزان العلم ومنتهى الحلم )
حيث يوجد أرتباط وثيق بين الحلم والعلم وهنا قال الامام علي ( عليه السلام)
( لن يثمر العلم حتى يقارنه الحلم ) المصدر غرر الحكم ج5 ص 36
وقال الامام الجواد ( عليه السلام) ( الحلم لباس العالم فلا تعرين منه) بحار الانوار ج75ص 362
وقالى الامام علي عليه السلام ( العلم اصل الحلم ) وقال ( الحلم زينة العلم) المصدر شرح غرر الحكم ج1 ص 249
فلا أنفكاك بينهما حسب روايات أهل البيت (ع)
بين الحلم والعلم
ولهذا يبين مقال الامام الهادي (ع) كيف ربط العلم بالحلم
وتبقى مدرسة الحلم مدرسة كبرى لاينالها اي احد في هذا العالم أما أهل البيت ( صلوات الله عليهم اجمعين) فقد كانوا قطب الرحى في الحلم والعلم والصبر
واذا ذهبت الى ابراهيم الخليل ( عليه السلام ) كيف نعته الله بالحلم في سورة هود لما ارادو الملائكة بأنزال العقوبة على قوم لوط فقال تعالى( يجادلنا في قوم لوط , أن ابراهيم لحليم أواه منيب )
ففي هذه الحالة توجه ابراهيم الخليل (ع) الى الله بالدعاء ليطلب عدم نزول العقوبه بهم
وهكذا ما جرى على رسول الله وأهل البيت ( عليهم الصلاة والسلام)
من تحملهم أوجاع وظلم الناس لهم وكان قولهم ( أن قومي لايعلمون ) مضمون الاية حتى لاتنزل بهم العقوبة التي أستحقوها
فصلوات الله عليهم اجمعين وصلى الله على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين