بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد بعدد أنفاس الحسين والعباس ( عليهما الصلاة والسلام)
اللهم صل على محمد وال محمد بعدد أنفاس الحسين والعباس ( عليهما الصلاة والسلام)
وأصول الكرم
يتفجر الكرم لما يكون من اهله الخواص
( أصول) معناها بديهي معروف وهو الاساس في كل شيء أو مايبنى عليه الشيء من الجمادات
كما لو قلنا اصول الفقه فأن الفقه له أصل يعتمد عليه كلياً ويتغذى منه ولو ان هذا المثل فيه كلام
من باب المدرسة الاخبارية والمدرسة الاصولية
أما ( الكرم) فقد أعطى لها معنى صاحب كتاب شرح الزيارة الجامعة السيد حسين الهمداني رحمه الله
قائلاً ( الكرم هو سخاء النفس بما تحب بل هو صفة لكل مرضي فاضل في جنسه) قال تعالى ( أنه لقرانٌ كريم ) سورة الواقعة ( وكتاب كريم ) سورة النمل ( زوج كريم) سورة الشعراء
( مقام كريم) سورة الشعراء ( قولاً كريماً) سورة الاسراء ( رسولاً كريم) وهذه بجنسها كريمة
يعنى أن اهل البيت عليهم السلام ( هم المنبع الكامل والحقيقي للكرم ) المصدر شرح الزيارة الجامعة للسيد حسين للهمداني
ص 125
ليس من السهولة على الفرد أن يكون كريماً الا بعد مجاهدات كبيرة للنفس وحتى لو وصل
الى الكرم فكذلك للكرم مقامات ومراتب عظيمة تختلف باختلاف الناس
فمقامات الكرم عند اهل البيت ( صلوات الله عليه واله) لايضاهيها احداً ابداً
وفي هذا المقطع من الزيارة الجامعة وصف الائمة ( عليهم الصلاة والسلام) بأصول الكرم لأنهم الواسطة الكبرى في أفاضة الكرم حتى لمن يطلب هذا الصفة وافاضة وبركات للوجود كافة
المادية والمعنوية ..
فأذا قلت في الزيارة ( بكم يفتح الله وبكم يختم) أي ما من شيء الا بابه الى الأرض هم أهل البيت
وهم ختام كل شيء ينتهي بهم
وهذه الأرض ستنتهي بهم يوماً من الايام بظهور القائم ( عجل الله فرجه الشريف)
وهنا يقول الشيخ عبد الله جوادي الاملي ( دامت بركاته ( فكل موجودات عالم الامكان متحلقة حول مائدة كرم الأئمة ( عليهم الصلاة والسلام)
أي هم ( قطب الرحى) صلوات الله عليهم اجمعين)
وفي الحقيقة أنك لوذهبت الى كتب الاخلاق مثل جامع السعادات للشيخ النراقي
أو أحياء علوم الدين للغزالي
أو المحجة البيضاء للكاشاني
تجدها عندما تتكلم الى الكرم وصاحب هذه الصفة يعطيك طعم خاص لتلك الصفة فكيف اذا رأئت عينك كريماً
وفي الختام ( اللهم أرزقنا رؤية الطلعة الرشيدة والغره الحميدة المهدي المنتظر (عج )
أنتظرونا في شروحات أخر لباقي الزيارة وصلى الله على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين