إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

علم الله تعالى بالاشياء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • علم الله تعالى بالاشياء

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد
    علم الله تعالى

    ان البحث حول علمه تعالى يقع في الجهات التالية :
    1- علمه تعالى بذاته وهو علم حضوري بلا اشكال .
    2- علمه تعالى بالموجودات قبل ايجادها , أي في مرتبة ذاته سبحانه , قهو علم حصولي عند المشائين ومن تبعهم من المتكلمين , وحضوري اجمالي عند الاشراقيين , وحضوري اجمالي في عين انه كشف تفصيلي عند صدر المتالهين واتباع مدرسته .
    3- علمه تعالى بالموجودات بعد ايجادها , أي في مرتبة فعله سبحانه ,وهو على وجه كلي عند المشائين , وشامل للكليات والجزئيات جميعا عند الاشراقيين واصحاب الحكمة المتعالية .

    تبيين علمه تعالى على قاعدة الاشراق

    والانصاف ان طريقة شيخ الاشراق ومتابعيه اقرب الى الحق من طريقة غيره من الحكماء وغيرهم في باب العلم
    كارتسام الصور الذي قال به الشيخان ( الفارابي وابن سينا ) واتباعهما . ووجود المثل التي قال بها افلاطون الالهي , واتحاد العاقل والمعقول الذي ذهب اليه فرقوريوس ومتابعوه من المشائين , وثبوت المعدومات سواء نسب الى الخارج كما زعمته المعتزلة أو الى الذهن كما زعمه بعض مشايخ الصوفيه , مثل الشيخ
    القونوي على ما نقل عنهم , أو العلم الاجمالي الذي اكتفى به أكثر المتاخرين .( علي الرباني الكلبيكاني . ايضاح المراد في شرح كشف المراد ص50 )

    وتلك الطريقة أي اثبات علمه تعالى على قاعدة الاشراق مبناها :
    على ان علمه تعالى بذاته هو كونه نورا لذاته , وعلمه بالاشياء الصادرة عنه كونها ظاهرة له , فعلمه تعالى محض اضافة اشراقية عنده , فواجب الوجود مستغن في علمه بالاشياء عن الصورة , وله الاشراق والتسلط المطلق , فلا يحجبه شيء عن شيء , وعلمه وبصره واحد , وعلمه يرجع الى بصره لا ان بصره يرجع الى علمه كما في غير هذه القاعدة , ونوريته نفس قدرته فان النور فياض لذاته بمعنى ان علمه بالاشياء نفس ايجاده لها , كما ان وجود الاشياء عنه نفس حضورها لديه , فله اضافة الفعالية الى جميع الاشياء , بها يصحح جميع الاضافات كالعالمية وغيرها اذ هي عينها في التحقيق .
    لكن هذه الطريقة لا تخلو من قصور من جهة ان مناط علمه تعالى بالاشياء لو كان نفس وجوداتها وظهوراتها لم يكن في مرتبة ذاته علم بشيء من الاشياء بل يكون عالميته بالاشياء مجرد اضافة اليها المتاخرة عن ذاته ( شرح الهداية الاثيرية ج2 ص162 -169 ).

    طريقة صدر المتألهين في علمه تعالى :

    وبالجملة هذا المسلك أصح المسالك في كيفية علم الواجب الحق وهذا خلاصة كلامه (( ان الواجب تعالى لما كان مجردا عن المادة والقوة والاستعداد في غاية التجرد فيكون عقلا وعاقلا ومعقولا ,ولما كنت الممكنات باسرها مستندة اليه على الترتيب النازل منه والصاعد اليه , بحيث لا يقدح هذه الكثرات والمركبات في وحدته الحقة وبساطته الصرفة , فجميع الموجودات في سلسلة الحاجة يرتقي الى ذاته , وذاته علة تامة لها ولعللها , ونسبته الى الجميع سواء كانت مفارقات او ماديات , نسبة واحدة ايجابية عقلية , وليست فيه جهة امكانية , ففاعليته وقيوميته لا يكون في شيء من الرماتب بحسب القوة , وكذا علمه بشيء من الامور الممكنة الوقوع ليس ظنا , لان اسباب وجود الممكن يرتقي اليه فهو يعرف الممكن باسبابه التي بها يجب وجوده .
    وكما ان كماله بايجاد الاشياء هو بكونه من تمامية الوجود وفرط التحصل على نحو يفيض عنه جميع الموجودات والخيرات , وهو غني في ذاته عما سواه فكذلك كماله في علمه ليس بنفس حضور ذوات الاشياء أو صورها عنده حتى يكون بحيث لو لم يكن ذواتها العينية او صورها العلمية في مرتبة ذاته تعالى , لزم كونه فاقدا لكمال قي مرتبة ذاته , واجدا له في مراتب متاخرة عنها , ليلزم استكماله بغيره بعد نقصه في حد ذاته , تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا بل كماله العلمي كونه في العاقلية على غاية يستتبع انكشاف ذاته على ذاته , انكشاف ذوات الاشياء بذواتها على ذاته , بناء على ان معلولاته من حيث انها معلولاته معقولاته وبالعكس , بلا تفاوت بالذات او الاعتبار وانما التفاوت في اللفظ وبحسبه يقع التاخير والتقديم في التعبير لا في المعبر عنه .
    فاذا كان معقولية ذاته مبدأ لمعقولية سائر الاشياء له وانكشافها لديه كما ان وجوده مبدأ لوجودها مرتبطة به منتسبة اليه على الترتيب السببي والمسببي , وكان ترتيبها الوجودي الصدوري هو بعينه ترتيبها العقلي الشهودي , كان ذاته تعالى علما بجميع الموجودات , وذاته تعالى اولى بان يسمى علما بالموجودات العينية من الصور الحاصلة عنه في الاذهان , فان معلوميتها بالصور يكون معلومية بالعرض , ومعلوميتها بسبب معلومية ذاته بذاته , الذي هو مبدأ لوجودها على نحو الانكشاف والظهور لديه , وصدورها على وصف المثول بين يديه يكون معلومية بالذات , ولا شك ان ما يعلم به الشيء بالذات أولى بان يسمى علما بذلك الشيء مما يعلم به ذلك الشيء بالعرض , ففي علمه بالكل كثرة حاصلة بعد الذات , والكل بكثرته منكشف له بوحدته , وبذات يعلم جميع الموجودات لا بغيره , فذاته علم بجميع الاشياء , هذا غاية ما تيسر لنا في هذا المطلب بحسب النظر البحثي والسلوك الفكري , وحق الوصول الى هذا المطلب الشريف العالي يحوج الى سلوك طريقة الابرار من اصحاب الارتقاء الى ملكوت ربك الاعلى لتتلخص النفس من غشاوة الطبيعة على حدقة البصيرة وظلمة الهيولى الموجبة للعمى , ويلوح لها شيء من انوار علوم الملائكة والاولياء )) ( المبدأ والمعاد ج1 ص 191-194)...

    والحمد لله منتهى رضاه
يعمل...
X