بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
الله تعالى عالم
والدليل :احكام الخلق
قال صاحب التجريد الشيخ الطوسي (والاحكام والتجرد واستناد كل شيء اليه دلائل العلم )
وهو دليل المتكلمين :انه تعالى فعل الافعال المحكمة وكل من كان كذلك فهو عالم , اما المقدمة الاولى فحسية :لان العالم اما فلكي او عنصري واثار الحكمة والاتقان فيهما ظاهر مشاهد واما الثانية فضرورية لان الضرورة قاضية بان غير العالم يستحيل منه وقوع الفعل المحكم المتقن مرة بعد اخرى .
قال الحكيم اللاهيجي :ان الاستدلال بهذا الوجه (أي الاحكام والاتقان )غير مختص بالمتكلمين بل هو احرى بالحكماء لان وجود الاحكام والاتقان من التدابير الكلية والمنافع الجزئية انما ظهرت بحسن سعيهم وشدة اعتنائهم كما لا يخفى على المتدرب في علومهم الطبيعية والرياضية .(شوارق الالهام ج5 ص 128
...
قوله (انه تعالى فعل الافعال المحكمة) ان الاحكام هو كون المصنوع بحيث يترتب عليه ما اراده الصانع ان يترتب عليه من دون زيادة ونقيصة وكان على الحد الذي ينبغي ان يكون عليه ونحن اذا تاملنا في كل مصنوع في العالم وجدناه كذلك .
قوله (وكل من كان كذلك فهو عالم) ان القضايا الضرورية التي يدركها العقل بلا حاجة الى النظر والاستدلال على قسمين :
الاول : ما يحكم بها العقل الضروري الفلسفي الذي لا يمر على أي احتمال مخالف , فلا يصدق بشيء الا بعد رفض جميع الاحتمالات المنافية , وهذا كالحكم بحاجة المعلول الى العلة واستحالة الدور واجتماع الضدين .
الثاني :ما يحكم بها العقل الجليل العرفي الذي قد لا يعتني ببعض الاحتمالات المنافية اذا كان في غاية الضألة وان كان عارفا به وملتفتا اليه وهذا كالحكم بامتناع المقارنة الدائمة بين حادثين ليس بينهما علاقة العلية والمعلولية وقد اشتهر قولهم ( ان الاتفاقي لا يدوم ) وهذه القاعدة هي الاساس للتجريبيات في المنطق القديم .
والحكم بامتناع صدور الفعل المحكم من فاعل غير عالم , من القسم الثاني من البديهيات العقلية , اذ فرض خلافه لا يؤدي الى اجتماع النقيضين او ارتفاعهما . لكن هذا الاحتمال مما لا يعتنى به عند العقل الجليل العادي , والمشاهدة والاستقراء في حال الانسان وافعاله العلمية تؤيدان هذا الحكم العقلي البديهي .
والحمد لله منتهى رضاه
اللهم صل على محمد وال محمد
الله تعالى عالم
والدليل :احكام الخلق
قال صاحب التجريد الشيخ الطوسي (والاحكام والتجرد واستناد كل شيء اليه دلائل العلم )
وهو دليل المتكلمين :انه تعالى فعل الافعال المحكمة وكل من كان كذلك فهو عالم , اما المقدمة الاولى فحسية :لان العالم اما فلكي او عنصري واثار الحكمة والاتقان فيهما ظاهر مشاهد واما الثانية فضرورية لان الضرورة قاضية بان غير العالم يستحيل منه وقوع الفعل المحكم المتقن مرة بعد اخرى .
قال الحكيم اللاهيجي :ان الاستدلال بهذا الوجه (أي الاحكام والاتقان )غير مختص بالمتكلمين بل هو احرى بالحكماء لان وجود الاحكام والاتقان من التدابير الكلية والمنافع الجزئية انما ظهرت بحسن سعيهم وشدة اعتنائهم كما لا يخفى على المتدرب في علومهم الطبيعية والرياضية .(شوارق الالهام ج5 ص 128
...
قوله (انه تعالى فعل الافعال المحكمة) ان الاحكام هو كون المصنوع بحيث يترتب عليه ما اراده الصانع ان يترتب عليه من دون زيادة ونقيصة وكان على الحد الذي ينبغي ان يكون عليه ونحن اذا تاملنا في كل مصنوع في العالم وجدناه كذلك .
قوله (وكل من كان كذلك فهو عالم) ان القضايا الضرورية التي يدركها العقل بلا حاجة الى النظر والاستدلال على قسمين :
الاول : ما يحكم بها العقل الضروري الفلسفي الذي لا يمر على أي احتمال مخالف , فلا يصدق بشيء الا بعد رفض جميع الاحتمالات المنافية , وهذا كالحكم بحاجة المعلول الى العلة واستحالة الدور واجتماع الضدين .
الثاني :ما يحكم بها العقل الجليل العرفي الذي قد لا يعتني ببعض الاحتمالات المنافية اذا كان في غاية الضألة وان كان عارفا به وملتفتا اليه وهذا كالحكم بامتناع المقارنة الدائمة بين حادثين ليس بينهما علاقة العلية والمعلولية وقد اشتهر قولهم ( ان الاتفاقي لا يدوم ) وهذه القاعدة هي الاساس للتجريبيات في المنطق القديم .
والحكم بامتناع صدور الفعل المحكم من فاعل غير عالم , من القسم الثاني من البديهيات العقلية , اذ فرض خلافه لا يؤدي الى اجتماع النقيضين او ارتفاعهما . لكن هذا الاحتمال مما لا يعتنى به عند العقل الجليل العادي , والمشاهدة والاستقراء في حال الانسان وافعاله العلمية تؤيدان هذا الحكم العقلي البديهي .
والحمد لله منتهى رضاه