بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين واللعن الدائم على أعدائهم أعداء الدين
ونجد بعض الصحابة كانت لا ترتاح نفسه لذكر فضائل أمير المؤمنين عليه السلام في حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فضلا عنه بعد وفاته ومنهم على سبيل المثال :
1- أنس بن مالك
أخرج الطبراني في المعجم الكبير بسنده عن أنس بن مالك قال : ( أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَائِرٌ، فَوَضَعَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: «اللهُمَّ ائْتِنِي بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَيْكَ يَأْكُلُ مَعِي» فَجَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَدَقَّ الْبَابَ، فَقُلْتُ: ذَا؟ فَقَالَ: أَنَا عَلِيٌّ، فَقُلْتُ: النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حَاجَةٍ، فَرَجَعَ ثَلَاثَ مِرَارٍ، كُلُّ ذَلِكَ يَجِيءُ، قَالَ: فَضَرَبَ الْبَابَ بِرِجْلِهِ فَدَخَلَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا حَبَسَكَ؟» قَالَ: قَدْ جِئْتُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ: النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حَاجَةٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ؟» قُلْتُ: كُنْتُ أَرَدْتُ أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِي ) فأنس الذي لا تطاوعه نسه أن يكون علي عليه السلام هو من يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله ولم يرد له هذه الفضيلة وإنما أرادها لشخص آخر ، هل تطاوعه نفسه أن ينقل فضيلة من فضائل علي عليه السلام ، هذا وأن أنسا هذا لم يشهد بحديث الغدير عندما ناشده أمير المؤمنين عليه السلام في الرحبة متعللا بأنه كبر ونسي مما حدا بأمير المؤمنين عليه السلام أن يدعو عليه فأصابه البرص ، وقد أشار إلى هذه الحادثة ابن قتيبة الدينوري في كتاب المعارف قال : ( ذكر قوم أن عليا ( رضي الله عنه ) سأله عن قول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فقال : كبرت سني ونسيت ، فقال له علي ( رضي الله عنه ) : إن كنت كاذبا فضربك الله ببيضاء لا تواريها العمامة ) .
2- أم المؤمنين عائشة
إن فضائل أمير المؤمنين عليه السلام لم تكن تلقى القبول والرضا عند عائشة لما كان بين أمير المؤمنين عليه السلام وبين عائشة من عدم الوفاق والمودة ، وهذا ما قررته كل الشواهد والأدلة التاريخية فقد أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما بسندهما عن عائشة قالت : (لَمَّا ثَقُلَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - وَاشْتَدَّ بِهِ وَجَعُهُ ، اسْتَأْذَنَ أَزْوَاجَهُ فِى أَنْ يُمَرَّضَ فِى بَيْتِى ، فَأَذِنَّ لَهُ ، فَخَرَجَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَ رَجُلَيْنِ تَخُطُّ رِجْلاَهُ فِى الأَرْضِ بَيْنَ عَبَّاسٍ وَرَجُلٍ آخَرَ . قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ فَأَخْبَرْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ أَتَدْرِى مَنِ الرَّجُلُ الآخَرُ قُلْتُ لاَ . قَالَ هُوَ عَلِىٌّ ) واخرج الحديث احمد بن حنبل في مسنده وعبد الرزاق الصنعاني في المصنف وابن سعد في الطبقات الكبرى وزادوا فيه ( ولكن عائشة لا تطيب لها نفسا بخير ) وحذف هذه الزيادة البخاري ومسلم وأوردها الطبري في تاريخ الطبري بعبارة أخرى ( ولكنها لا تقدر على أن تذكره بخير وهي تستطيع )
وفي رواية أحمد بن حنبل في مسنده عن عطاء بن يسار قال : (جَاءَ رَجُلٌ فَوَقَعَ فِي عَلِيٍّ وَفِي عَمَّارٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا عِنْدَ عَائِشَةَ فَقَالَتْ أَمَّا عَلِيٌّ فَلَسْتُ قَائِلَةً لَكَ فِيهِ شَيْئًا وَأَمَّا عَمَّارٌ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَا يُخَيَّرُ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا اخْتَارَ أَرْشَدَهُمَا ) واستنادا إلى هذه الرواية الصحيحة فان عائشة قد كتمت فضائل أمير المؤمنين عليه السلام واكتفت بنقل فضيلة لعمار بن ياسر بل لم تدافع عن علي عليه السلام ولم تزجر هذا الذي جاء ينتقص عليا عليه السلام في محضرها .
3- معاوية بن أبي سفيان
إن معاوية لم يحاول كتم فضائل علي عليه السلام ومحاربتها فحسب بل أراد أن يؤسس لسّنة مغايرة وهي سب أمير المؤمنين عليه السلام ولعنه على منابر المسلمين ، فقد أخرج مسلم في صحيحه عن عامر بن سعد بن ابي وقاص عن أبيه قال : ( أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال ما منعك أن تسب أبا التراب ؟ فقال أما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه و سلم فلن أسبه لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول له خلفه في بعض مغازيه فقال له علي يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي وسمعته يقول يوم خيبر لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال فتطاولنا لها فقال ادعوا لي عليا فأتى به أرمد فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه ولما نزلت هذه الآية فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبنائكم دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال اللهم هؤلاء أهلي ) فهذه السنة السيئة التي سنها معاوية بن أبي سفيان فتحت الباب واسعا لمسلسل المصائب والنوائب التي جرت على أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم ، قال القرطبي في التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة : ( فقد صدر عنهم من قتل أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسبيهم، وقتل خيار المهاجرين والأنصار بالمدينة وبمكة وغيرها، وغير خاف ما صدر عن الحجاج، وسليمان بن عبد الملك، وولده من سفك الدماء، وإتلاف الأموال، وإهلاك الناس بالحجاز والعراق وغير ذلك، وبالجملة وغير ذلك، وبالجملة فبنو أمية قابلوا وصية النبي صلى الله عليه وسلم في أهل بيته وأمته بالمخالفة والعقوق، فسفكوا دماءهم وسبوا نساءهم وأسروا صغارهم وخربوا ديارهم وجحدوا فضلهم وشرفهم واستباحوا لعنهم وشتمهم، فخالفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصيته وقابلوه بنقيض مقصودة وأمنيته، فواخجلتهم إذا وقفوا بين يديه، وافضحيتهم يوم يعرضون عليه )
يتبع
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين واللعن الدائم على أعدائهم أعداء الدين
ونجد بعض الصحابة كانت لا ترتاح نفسه لذكر فضائل أمير المؤمنين عليه السلام في حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فضلا عنه بعد وفاته ومنهم على سبيل المثال :
1- أنس بن مالك
أخرج الطبراني في المعجم الكبير بسنده عن أنس بن مالك قال : ( أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَائِرٌ، فَوَضَعَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: «اللهُمَّ ائْتِنِي بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَيْكَ يَأْكُلُ مَعِي» فَجَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَدَقَّ الْبَابَ، فَقُلْتُ: ذَا؟ فَقَالَ: أَنَا عَلِيٌّ، فَقُلْتُ: النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حَاجَةٍ، فَرَجَعَ ثَلَاثَ مِرَارٍ، كُلُّ ذَلِكَ يَجِيءُ، قَالَ: فَضَرَبَ الْبَابَ بِرِجْلِهِ فَدَخَلَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا حَبَسَكَ؟» قَالَ: قَدْ جِئْتُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ: النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حَاجَةٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ؟» قُلْتُ: كُنْتُ أَرَدْتُ أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِي ) فأنس الذي لا تطاوعه نسه أن يكون علي عليه السلام هو من يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله ولم يرد له هذه الفضيلة وإنما أرادها لشخص آخر ، هل تطاوعه نفسه أن ينقل فضيلة من فضائل علي عليه السلام ، هذا وأن أنسا هذا لم يشهد بحديث الغدير عندما ناشده أمير المؤمنين عليه السلام في الرحبة متعللا بأنه كبر ونسي مما حدا بأمير المؤمنين عليه السلام أن يدعو عليه فأصابه البرص ، وقد أشار إلى هذه الحادثة ابن قتيبة الدينوري في كتاب المعارف قال : ( ذكر قوم أن عليا ( رضي الله عنه ) سأله عن قول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فقال : كبرت سني ونسيت ، فقال له علي ( رضي الله عنه ) : إن كنت كاذبا فضربك الله ببيضاء لا تواريها العمامة ) .
2- أم المؤمنين عائشة
إن فضائل أمير المؤمنين عليه السلام لم تكن تلقى القبول والرضا عند عائشة لما كان بين أمير المؤمنين عليه السلام وبين عائشة من عدم الوفاق والمودة ، وهذا ما قررته كل الشواهد والأدلة التاريخية فقد أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما بسندهما عن عائشة قالت : (لَمَّا ثَقُلَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - وَاشْتَدَّ بِهِ وَجَعُهُ ، اسْتَأْذَنَ أَزْوَاجَهُ فِى أَنْ يُمَرَّضَ فِى بَيْتِى ، فَأَذِنَّ لَهُ ، فَخَرَجَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَ رَجُلَيْنِ تَخُطُّ رِجْلاَهُ فِى الأَرْضِ بَيْنَ عَبَّاسٍ وَرَجُلٍ آخَرَ . قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ فَأَخْبَرْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ أَتَدْرِى مَنِ الرَّجُلُ الآخَرُ قُلْتُ لاَ . قَالَ هُوَ عَلِىٌّ ) واخرج الحديث احمد بن حنبل في مسنده وعبد الرزاق الصنعاني في المصنف وابن سعد في الطبقات الكبرى وزادوا فيه ( ولكن عائشة لا تطيب لها نفسا بخير ) وحذف هذه الزيادة البخاري ومسلم وأوردها الطبري في تاريخ الطبري بعبارة أخرى ( ولكنها لا تقدر على أن تذكره بخير وهي تستطيع )
وفي رواية أحمد بن حنبل في مسنده عن عطاء بن يسار قال : (جَاءَ رَجُلٌ فَوَقَعَ فِي عَلِيٍّ وَفِي عَمَّارٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا عِنْدَ عَائِشَةَ فَقَالَتْ أَمَّا عَلِيٌّ فَلَسْتُ قَائِلَةً لَكَ فِيهِ شَيْئًا وَأَمَّا عَمَّارٌ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَا يُخَيَّرُ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا اخْتَارَ أَرْشَدَهُمَا ) واستنادا إلى هذه الرواية الصحيحة فان عائشة قد كتمت فضائل أمير المؤمنين عليه السلام واكتفت بنقل فضيلة لعمار بن ياسر بل لم تدافع عن علي عليه السلام ولم تزجر هذا الذي جاء ينتقص عليا عليه السلام في محضرها .
3- معاوية بن أبي سفيان
إن معاوية لم يحاول كتم فضائل علي عليه السلام ومحاربتها فحسب بل أراد أن يؤسس لسّنة مغايرة وهي سب أمير المؤمنين عليه السلام ولعنه على منابر المسلمين ، فقد أخرج مسلم في صحيحه عن عامر بن سعد بن ابي وقاص عن أبيه قال : ( أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال ما منعك أن تسب أبا التراب ؟ فقال أما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه و سلم فلن أسبه لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول له خلفه في بعض مغازيه فقال له علي يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي وسمعته يقول يوم خيبر لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال فتطاولنا لها فقال ادعوا لي عليا فأتى به أرمد فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه ولما نزلت هذه الآية فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبنائكم دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال اللهم هؤلاء أهلي ) فهذه السنة السيئة التي سنها معاوية بن أبي سفيان فتحت الباب واسعا لمسلسل المصائب والنوائب التي جرت على أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم ، قال القرطبي في التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة : ( فقد صدر عنهم من قتل أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسبيهم، وقتل خيار المهاجرين والأنصار بالمدينة وبمكة وغيرها، وغير خاف ما صدر عن الحجاج، وسليمان بن عبد الملك، وولده من سفك الدماء، وإتلاف الأموال، وإهلاك الناس بالحجاز والعراق وغير ذلك، وبالجملة وغير ذلك، وبالجملة فبنو أمية قابلوا وصية النبي صلى الله عليه وسلم في أهل بيته وأمته بالمخالفة والعقوق، فسفكوا دماءهم وسبوا نساءهم وأسروا صغارهم وخربوا ديارهم وجحدوا فضلهم وشرفهم واستباحوا لعنهم وشتمهم، فخالفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصيته وقابلوه بنقيض مقصودة وأمنيته، فواخجلتهم إذا وقفوا بين يديه، وافضحيتهم يوم يعرضون عليه )
يتبع