إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بعض من مواعظ أمير المؤمنين عليه السلام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بعض من مواعظ أمير المؤمنين عليه السلام

    بسم الله الرحمن الرحيم
    لا تكن ممن يرجو الاخرة بغير العمل، ويرجّي التوبة بطول الامل، يقول في الدنيا بقول الزاهدين، ويعمل فيها بعمل الراغبين، إن أعطي منها لم يشبع، وإن منع منها لم يقنع، يعجز عن شكر ما أوتي، ويبتغي الزيادة فيما بقي، ينهى ولا ينتهي، ويأمر بما لا يأتي، يحب الصالحين ولا يعمل عملهم، ويبغض المذنبين وهو أحدهم، يكره الموت لكثرة ذنوبه، ويقيم على ما يكره الموت له، إن سقم ظلَّ نادماً، وإن صحَّ أمن لاهياً، يعجب بنفسه إذا عوفي، ويقنط إذا ابتلي، إن أصابه بلاء دعا مضطراً، وإن ناله رخاء أعرض مغتراً، تغلبه نفسه على ما يظن، ولا يغلبها على ما يستيقن، يخاف على غيره بأدنى من ذنبه، ويرجو لنفسه بأَكثر من عمله، إن استغنى بطر وفتن، وإن افتقر قنط ووهن، يقصّر إذا عمل، ويبالغ إذا سأل، إن عرضت له شهوة أسلف المعصية وسوف التوبة، وإن عرته محنة انفرج عن شرائط الملة، يصف العبرة ولا يعتبر، ويبالغ في الموعظة ولايتعظ، فهو بالقول مدلّ، ومن العمل مقلّ، ينافس فيما يفنى، ويسامح فيما يبقى، يرى الغنم مغرماً، والغرم مغنماً، يخشى الْموت ولا يبادر الفوت، يستعظم من معصية غيره ما يستقل أَكثر منه من نفسه، ويستكثر من طاعته ما يحقره من طاعة غيره، فهو على الناس طاعن، ولنفسه مداهن، اللهو مع الاغنياء أحب إليه من الذكر مع الفقراء، يحكم على غيره لنفسه ولا يحكم عليها لغيره، يرشد غيره يغوي نفسه، فهو يطاع ويعصي، ويستوفي ولا يوفي، ويخشى الخلق في غير ربه، ولا يخشى ربه في خلقه. (نهج البلاغة: 811)
    **************

    إنما المرء في الدنيا غرض تنتضل فيهالمنايا، ونهب تبادره المصائب، ومع كل جرعة شرق، وفي كل أَكلة غصص، ولا ينال العبدنعمةً إلا بفراق أخرى، ولا يستقبل يوماً من عمره إلا بفراق آخر من أجله, فنحن أَعوانالمنون، وأنفسنا نصب الحتوف، فمن أَين نرجوا البقاء وهذا الليل والنهار لم يرفعامن شيء شرفاً إلا أَسرعا الكرة في هدم ما بنيا، وتفريق ما جمعا؟! (نهج البلاغة:818)
    **************
    الناس في الدنيا عاملان:عامل عمل في الدنيا للدنيا، قد شغلته دنياه عن آخرته، يخشى على من يخلفه الفقر، ويأمنه على نفسه، فيفني عمره في منفعة غيره , وعامل عمل في الدنيا لما بعدها، فجاءه الذي له من الدنيا بغير عمل، فأحرز الحظين معاً، وملك الدارين جميعاً، فأصبح وجيهاً عندالله، لا يسأَل الله حاجة فيمنعه. (نهج البلاغة: 843)
    **************
    اعلموا علماً يقيناً أَن الله لم يجعل للعبد ـ وإن عظمت حيلته، واشتدت طلبته، وقويت مكيدته ـ أَكثر مما سمّي له في الذكر الحكيم، ولم يحل بين العبد في ضعفه وقلة حيلته وبين أن يبلغ ما سمّي له في الذكر الحكيم، والعارف لهذا العامل به أعظم الناس راحة في منفعة، والتارك له الشاكّ فيه أعظم الناس شغلاً في مضرَّة. وربَّ منعم عليه مستدرج بالنعمى، وربّ مبتلى مصنوع له بالبلوى ! فزد أَيها المستمع في شكرك، وقصّر من عجلتك، وقف عند منتهى رزقك. (نهج البلاغة: 844)
    **************
    كان لي فيما مضى أَخ في الله، وكان يعظمه في عيني صغر الدنيا في عينه، وكان خارجاً من سلطان بطنه فلا يشتهي ما لا يجد ولا يكثر إذا وجد، وكان أَكثر دهره صامتاً فإن قال بذّ القائلين ونقع غليل السائلين، وكان ضعيفاً مستضعفاً! فإن جاء الجدّ فهو ليث غاب وصل واد لا يدلي بحجة حتى يأتي قاضياً، وكان لا يلوم أَحداً على ما يجد العذر في مثله حتى يسمع اعتذاره، وكان لا يشكو وجعاً إلا عند برئه، وكان يقول ما يفعل ولا يقول ما لا يفعل، وكان إذا غلب على الكلام لم يغلب على السكوت، وكان على ما يسمع أحرص منه على أَن يتكلم، وكان إذا بدهه أَمران نظر أَيهما أَقرب إلى الهوى فخالفه , فعليكم بهذه الخلائق فالزموها وتنافسوا فيها، فإن لم تستطيعوها فاعلموا أَن أخذ القليل خير من ترك الكثير. (نهج البلاغة: 847)
    **************
    من نظر في عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره، ومن رضي برزقالله لم يحزن على ما فاته، ومن سلّ سيف البغي قتل به، ومن كابد الامور عطب، ومناقتحم اللجج غرق، ومن دخل مداخل السوء اتهم، ومن كثر كلامه كثر خطؤه، ومن كثر خطؤهقل حياؤه، ومن قل حياؤه قل ورعه،من قل ورعه مات قلبه، ومن مات قلبه دخل النار، ومننظر في عيوب الناس فأنكرها ثم رضيها لنفسه فذاك الاحمق بعينه. والقناعة مال لاينفد، ومن أكثر من ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير، من علم أن كلامه من عمله قلكلامه إلا فيما يعنيه. (نهج البلاغة: 859)
    **************

    الله *يا دمعة *رقيه *
    *شفاعتكم سادتي يوم الورود *
يعمل...
X