بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
هناك شبهة تقول ان الروايات الدالة على الغيبة ان سبب الغيبة هو خوف الامام على نفسه من القتل ولكن هذا التعليل ما يعتقده الشيعة في حق الائمة لانهم يعلمون متى يموتون فهذا تناقض .
الجواب :
ان الرد على هذا يكون بامرين :
الاول : ان حياة الامام مشروطة باختفائه عن الناس وهذا لاينافي علمه بمدة عمره او وقت وفاته او من يقتله لان الله اعطاه القدرة على العلم بذلك لكن ليس مطلقاً بل هو مشروط باختفئه وهروبه من القتل ان احتمل او جزم بذلك فرسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يعلم متى يموت ولكنه خرج وآوى الى الغار فهل يصح ان نقول ان هذا تناقض بين هروبه وبين علمه بالموت ؟ وهذا الامر ينطبق على نبي الله موسى (عليه السلام) فانه يعلم انه سيكون حياً وسيكون رسولاً ، قال الله تعالى ((وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ)) ومع ذلك قال الله تعالى ((فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ)) وقال ايضاً على لسان موسى (عليه السلام) ((فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ)) فموسى (عليه السلام) فر من الموت خوفاً على نفسه فهل هذا يعد تناقضاً بين هروبه وعلمه بموته ؟ اذاً فإن هناك شروطاً لحياة الانبياء والائمة (عليهم السلام) منها الهرب او الخوف من القتل ولا تناقض بين الامرين .
الامر الثاني :
قال الله في كتابه العزيز ((يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ)) وهذا ما يطلق عليه بلوح المحو والاثبات فيشمل الموت والحياة وغير ذلك من الامور ، قال الشيخ المفيد (قد يكون الشئ مكتوبا بشرط فيتغير الحال فيه.
قال الله تعالى: (ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده) فتبين أن الآجال على ضربين: ضرب منها مشترط يصح فيه الزيادة والنقصان، ألا ترى إلى قوله تعالى: (وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب) وقوله تعالى: (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض) فبين أن آجالهم كانت مشترطة في الامتداد بالبر والانقطاع بالفسوق.) فالآجال وطول العمر كلها مشروطة بشروط والائمة (عليهم السلام) غير مستثنين من هذا القانون الإلهي .