تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
الشبهة / لو نص النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على علي ( عليه السلام ) لظهر كنص أبي بكر على عمر
لقد كان النص على علي عليه السلام واضحا ومشهورا قد بلّغه النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأكثر من مائة ألف صحابي في يوم الغدير ، وقد رواه أكثر من مائة من الصحابة بالإضافة إلى النصوص الأخرى الدالة على الإمامة التي قالها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مناسبات عديدة .
أما النص على عمر من قبل أبي بكر قد اشتهر ولم يكتم بسبب أن الذي نص عليه أبو بكر هو عمر بن الخطاب وهو الذي استلم الخلافة بعد أبي بكر فالنص يصب في مصلحته فلذا قام بتوثيقه وحفظه ، ونقل النص على علي عليه السلام لا يصب في مصلحة السلطة آنذاك ، لذا شاهدنا الحرب العشواء لإخفاء النص على أمير المؤمنين عليه السلام واستنكار فضائله ، فقد روى الحاكم النيسابوري في المستدرك عن مالك بن دينار ، قال : ( سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَنْ كَانَ حَامِلُ رَايَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيَّ وَقَالَ: كَأَنَّكَ رَخِيُّ الْبَالِ، فَغَضِبْتُ وَشَكَوْتُهُ إِلَى إِخْوَانِهِ مِنَ الْقُرَّاءِ فَقُلْتُ: أَلَا تَعْجَبُونَ مِنْ سَعِيدٍ؟ أَنِّي سَأَلْتُهُ مَنْ كَانَ حَامِلَ رَايَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَظَرَ إِلَيَّ وَقَالَ: إِنَّكَ لَرَخِيُّ الْبَالِ، قَالُوا: إِنَّكَ سَأَلْتُهُ وَهُوَ خَائِفٌ مِنَ الْحَجَّاجِ، وَقَدْ لَاذَ بِالْبَيْتِ فَسَلْهُ الْآنَ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: «كَانَ حَامِلَهَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ» هَكَذَا سَمِعْتُهُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ»)
ومع كل ذلك نرى أنه قد حُفظ لنا النص على أمير المؤمنين عليه السلام مع كل ما واجهه هذا النص وصاحبه عليه السلام من محاولات طمس وتغييب على مدى قرون عديدة .