بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد ما أحصاه علمك
بعد أن تطرقنا في الحلقة الأولى إلى معنى الدعاء ومقامة, سنبدأ في هذه الحلقة والحلقات القادمة عن شرح النص المقدس لدعاء كميل .
قال(ع) (بسم الله الرحمن الرحيم)
قد بدأ الأمام بالبسملة لسرها العظيم و بها تمام الأعمال فقد روي عن الأمام علي (عليه السلام) عن النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) " كل أمد ذي بال لا بذكر بسم الله فهو ابتر ) وسائل الشيعة 7/170 باب 17
وروي عن الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) :- (ما من احد وهمه أمر يما من احد وهمه أمر يغمه أو كربته كربه فرفع رأسه إلى السماء ثم قال ثلاث مرات بسم الله الرحمن الرحيم إلا فرج الله كربته وأذهب غمه إن شاء الله تعالى ) مكارم الأخلاق 346 في المهمات .
وفي حديث أخر (لا يرد دعاء أوله بسم الله الرحمن الرحيم ) مستدرك الوسائل 5/304 باب 16.
ومن المؤكد إن دعاء كميل سيكون مضمون إلاجابه لأنه مبتدئ ببسم الله الرحمن الرحيم فقد يروى إنها قريبه من الاسم الأعظم كما روي عن الإمام على بن موسى الرضا (عليه السلام ) :- (إن بسم الله الرحمن الرحيم تقترب من الاسم الأعظم اقتراب سواد العين من بياضها ) .
قال (ع): ( اللهم )
اللهم :لغتا : أصلها يا الله أمنا بالخير فحذفت لكثرة الدوران على الألسن والأكثر أصلها يا الله حذفت ياء النداء وعوضت بدلها الميم ألمشدده لتؤدي دور التعظيم و الإجلال والتقديس وللتعبير عن عظمة ورفعة وعلو المخاطب (الله) جل شأنه , ومن هنا فمن غير اللائق تقدم على الله سبحانه شيء حتى لو كان مجرد حرف فهو الأول و الأخر كي يتحقق الانسجام بين القوالب اللفظية التي نعبر عنها ونحاول تجسيدها .
وقال سيبويه في خصوص لفظة الله جل وعلا :
(هو مشتق واصله اله دخلت عيله ألاف واللام فقي الإله فنقلت حركت الهمزة إلى اللام فبقي (الله) فاُسكنت اللام الأولى وأدغمت وفخم تعظيماً لكنه ترقق مع كسر ما قبله ) مجمع البحرين
ويؤكد كلام سيبويه ما ورد في بعض الأخبار ومنه قوله (ع) :- (يا هشام الله مشتق من إله والإله يقتضي مألوها ً وكان إلهاً إذ لا مألوه) التوحيد للصدوق باب 29
وذكر صدر المتألهين السبزواري في شرح دعاء الصباح كلام يدل على عدم اشتقاق اللفظ من شيء قال :-
(أصل (لفظ) الله كان الهاء المستديرة لمناسبة إن الدائرة أفضل الأشكال واصلها وإنها لا نهاية لها إذ الخط ينتهي بالنقطة وهي طرف الخط ولا طرف للدائرة وان البدو والختم فيها واحد وقد تكتب بالدائرتين إشارة إلى الجمال والجلال وقد تكتب بدائرة واحدة إلى إن صفاته الحقيقة عين ذاته تعالى هذه بالمناسبة حسب الرسم والكتب.
وإما بالمناسبة بحسب اللفظ والنطق فلأنها جارية على أنفاس الحيوانات كلها سواء كانت أهل الذكر والعلم بالعلم التركيبي أو العلم البسيط .
ثم أعرب بالضم إشارة إلى ترفع المسمى ثم تارة اشبع إشارة إلى انه تعالى فوق التمام وانه فوق مالا يتناهى بما لا يتناهى عدةً ومده وشده فصار بالإشباع هو (قل هو الله احد) .
وتارة اُدخلت عليه لام الاختصاص والتمليك فصار له (له الخلق والأمر ) ثم اشبع فتح اللام إشارة إلى إن من عنده الفتوح التامة فصار لاه , ثم ادخل عليه لام التعريف إشارة إلى انه تعالى معروف ذاته لذاته ولما سواه (أفي الله شك فاطر السموات والأرض ) فصار(لفظ) الله)انتهى كلامه .
ومن الواضح إن (اللهم) تتضمن منادى وهو الله جل وعلا ومناديا هو الإنسان إذن فثمة نداء من الداني إلى العالي , وصيغة النداء إن دلت في هذا المعنى فتدل إلى إن المنادى في موضع الفقر والحاجة لأنه نداء من الفقير المطلق إلى الغني المطلق ومن العاجز عن كل شيء إلى القدير على كل شيء . ومن هنا فمن الأدب إن لا ندعُ الله عز وجل بأشياء تافه وبسيطة أو أمور لا قيمة لها تلتصق بالتراب والدنيا بل من الأدب أن نسأل الله أمر يليق بعلوه ومقامه ومن الأدب أيضا أن يكون تكلمنا معه في ذروه الأدب .
ليس هذا وحسب بل على الداعي أن يعي كل الوعي إن العبارات من هذا الدعاء لو لم يأذن الله له بالدعاء بها لما قدر إن يتفوه بكلمه واحدة أي لولا إذن المعشوق لما استطاع العاشق الكلام , فلسان الداعي متصل بقدرة الله وبها ينطق وبلطفه وكرمه ينفتح .
ويجب أن يعي أيضاً انه في قبضته ورهن إرادته وقدرته وفي حريم مملكته فالداعي عندما يقول(اللهم) فليعلم من يحدث ومع من يتكلم فهو قد مكث بين يدي أكرم الأكرمين وجبار السموات والارضين فعيله أن يتأكد ويطمئن أن كل ما سيطلبه يناله بقدرة الله .
بعد أن ارتشفنا من ينبوع الدعاء ننتقل إلى نص مقدس أخر (إني أسألك) في الحلقة الثالثة وفقنا الله لذلك .
والحمد لله رب العالمين
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد ما أحصاه علمك
بعد أن تطرقنا في الحلقة الأولى إلى معنى الدعاء ومقامة, سنبدأ في هذه الحلقة والحلقات القادمة عن شرح النص المقدس لدعاء كميل .
قال(ع) (بسم الله الرحمن الرحيم)
قد بدأ الأمام بالبسملة لسرها العظيم و بها تمام الأعمال فقد روي عن الأمام علي (عليه السلام) عن النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) " كل أمد ذي بال لا بذكر بسم الله فهو ابتر ) وسائل الشيعة 7/170 باب 17
وروي عن الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) :- (ما من احد وهمه أمر يما من احد وهمه أمر يغمه أو كربته كربه فرفع رأسه إلى السماء ثم قال ثلاث مرات بسم الله الرحمن الرحيم إلا فرج الله كربته وأذهب غمه إن شاء الله تعالى ) مكارم الأخلاق 346 في المهمات .
وفي حديث أخر (لا يرد دعاء أوله بسم الله الرحمن الرحيم ) مستدرك الوسائل 5/304 باب 16.
ومن المؤكد إن دعاء كميل سيكون مضمون إلاجابه لأنه مبتدئ ببسم الله الرحمن الرحيم فقد يروى إنها قريبه من الاسم الأعظم كما روي عن الإمام على بن موسى الرضا (عليه السلام ) :- (إن بسم الله الرحمن الرحيم تقترب من الاسم الأعظم اقتراب سواد العين من بياضها ) .
قال (ع): ( اللهم )
اللهم :لغتا : أصلها يا الله أمنا بالخير فحذفت لكثرة الدوران على الألسن والأكثر أصلها يا الله حذفت ياء النداء وعوضت بدلها الميم ألمشدده لتؤدي دور التعظيم و الإجلال والتقديس وللتعبير عن عظمة ورفعة وعلو المخاطب (الله) جل شأنه , ومن هنا فمن غير اللائق تقدم على الله سبحانه شيء حتى لو كان مجرد حرف فهو الأول و الأخر كي يتحقق الانسجام بين القوالب اللفظية التي نعبر عنها ونحاول تجسيدها .
وقال سيبويه في خصوص لفظة الله جل وعلا :
(هو مشتق واصله اله دخلت عيله ألاف واللام فقي الإله فنقلت حركت الهمزة إلى اللام فبقي (الله) فاُسكنت اللام الأولى وأدغمت وفخم تعظيماً لكنه ترقق مع كسر ما قبله ) مجمع البحرين
ويؤكد كلام سيبويه ما ورد في بعض الأخبار ومنه قوله (ع) :- (يا هشام الله مشتق من إله والإله يقتضي مألوها ً وكان إلهاً إذ لا مألوه) التوحيد للصدوق باب 29
وذكر صدر المتألهين السبزواري في شرح دعاء الصباح كلام يدل على عدم اشتقاق اللفظ من شيء قال :-
(أصل (لفظ) الله كان الهاء المستديرة لمناسبة إن الدائرة أفضل الأشكال واصلها وإنها لا نهاية لها إذ الخط ينتهي بالنقطة وهي طرف الخط ولا طرف للدائرة وان البدو والختم فيها واحد وقد تكتب بالدائرتين إشارة إلى الجمال والجلال وقد تكتب بدائرة واحدة إلى إن صفاته الحقيقة عين ذاته تعالى هذه بالمناسبة حسب الرسم والكتب.
وإما بالمناسبة بحسب اللفظ والنطق فلأنها جارية على أنفاس الحيوانات كلها سواء كانت أهل الذكر والعلم بالعلم التركيبي أو العلم البسيط .
ثم أعرب بالضم إشارة إلى ترفع المسمى ثم تارة اشبع إشارة إلى انه تعالى فوق التمام وانه فوق مالا يتناهى بما لا يتناهى عدةً ومده وشده فصار بالإشباع هو (قل هو الله احد) .
وتارة اُدخلت عليه لام الاختصاص والتمليك فصار له (له الخلق والأمر ) ثم اشبع فتح اللام إشارة إلى إن من عنده الفتوح التامة فصار لاه , ثم ادخل عليه لام التعريف إشارة إلى انه تعالى معروف ذاته لذاته ولما سواه (أفي الله شك فاطر السموات والأرض ) فصار(لفظ) الله)انتهى كلامه .
ومن الواضح إن (اللهم) تتضمن منادى وهو الله جل وعلا ومناديا هو الإنسان إذن فثمة نداء من الداني إلى العالي , وصيغة النداء إن دلت في هذا المعنى فتدل إلى إن المنادى في موضع الفقر والحاجة لأنه نداء من الفقير المطلق إلى الغني المطلق ومن العاجز عن كل شيء إلى القدير على كل شيء . ومن هنا فمن الأدب إن لا ندعُ الله عز وجل بأشياء تافه وبسيطة أو أمور لا قيمة لها تلتصق بالتراب والدنيا بل من الأدب أن نسأل الله أمر يليق بعلوه ومقامه ومن الأدب أيضا أن يكون تكلمنا معه في ذروه الأدب .
ليس هذا وحسب بل على الداعي أن يعي كل الوعي إن العبارات من هذا الدعاء لو لم يأذن الله له بالدعاء بها لما قدر إن يتفوه بكلمه واحدة أي لولا إذن المعشوق لما استطاع العاشق الكلام , فلسان الداعي متصل بقدرة الله وبها ينطق وبلطفه وكرمه ينفتح .
ويجب أن يعي أيضاً انه في قبضته ورهن إرادته وقدرته وفي حريم مملكته فالداعي عندما يقول(اللهم) فليعلم من يحدث ومع من يتكلم فهو قد مكث بين يدي أكرم الأكرمين وجبار السموات والارضين فعيله أن يتأكد ويطمئن أن كل ما سيطلبه يناله بقدرة الله .
بعد أن ارتشفنا من ينبوع الدعاء ننتقل إلى نص مقدس أخر (إني أسألك) في الحلقة الثالثة وفقنا الله لذلك .
والحمد لله رب العالمين