إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شرح دعاء كميل الحلقة (5)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرح دعاء كميل الحلقة (5)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد ما أحصاه علمك
    وصلنا في بحنا الى النص المقدس التالي
    ( وبقوتك التي قهرت بها كل شيء , وخضع لها كل شيء , وأذل لها كل شيء )
    الواو : نحويا حرف عطف تربط بين طرفين ( معطوف ومعطوف عليه ) وقد يكون الطرفين مفردين , او جملتين .
    وعملها انصباب الحكم الموجود في الطرف الأول (المعطوف عليه) على الطرف الثاني وهو المعطوف . اي كل الاراء الموجوده على النص السابق (الذي بيناه في الحلقة السابقة )تنصب على هذا النص في الجملة.
    أي الآراء الواردة في حرف الجر الباء نفسها تنطبق عليها .
    المراد من القوه : القدرة لاستعداد الشيء لعمل اي شيء اي انها جوهر القوة المحضة , التي جنسها متضمن فصلها وفصلها متضمن جنسها وهي ليس من سنخ القوى التي اودعها الله تعالى في الانسان اي مطلق الكمال .
    القوة التي أودعها الله في الإنسان
    كما ورد في شرح الدعاء للسيد عبد الاعلى السبزواري :-
    (هناك عشرة قوى اودعها الله بالأنسان ,سبعه منها مدركة للجزئيات وهي:-
    - المدركة للمعاني
    - الحس المشترك
    - الباصرة
    - السامعه
    - الذائقة
    - الشامة
    - اللامسة
    واثنان منها للحركة ( الحركة العامة و الحركة الشوقيه ).
    واخرى العقل اي العاقلة وهي المدركة للكليات وهي متقسمة الى اربع قوى :-
    - القوى يستعد بها الانسان لإدراك القوه الغريزيه .
    - القوى التي يحصل بها العلم بان الاثنين اكثر من الواحد .
    - القوى التي يحصل بها العلوم المستفادة من التجارب بمجاري الاحوال .
    - القوى التي يعرف بها الانسان عواقب الامور فيقمع الشهوه الداعية الى اللذه العاجلة ويتحمل المكروه العاجل لسلامة الاجل .
    فإذا حصلت تلك القوى سمي صاحبها عاقلاً . الاولى والثانية حاصلة بالطبع والثالثة والرابعة حاصلة بالاكتساب .
    والى ذلك اشار امير المؤمنين ( عليه السلام ) بقوله :
    رأيت العقل عقلين
    فمطبوع ومسموع
    ولم ينفعك مسموع
    اذ لم يكن مطبوع
    كما لا تنفع الشمس
    وضوء العين ممنوع ).
    وهذه القوة لا يمكن ان يتصف بها الله لا ن قوة الله ليس من سنخ هذه القوه . لان قوة الله تدل على ذاته وهذه القوى كلها ممكنه محتاجة لعلتها وهي الله .فكل شيء ممكن مغلوب بقوة الله ومقدور بقدرته حتى السموات , (َمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) الزمر 67
    اثبات قدرة الله تعالى عقلاً
    لاشك ان كل ممكن مفتقر الى علته فإذا كانت علته هي الواجب تعالى ثبت المطلوب وان كانت علته ممكن اخر جرى الكلام فيه بعينه . فثبت بهذا التقريب ان الله قادر على ايجاد جميع الممكنات اما بالذات او بواسطة مقدور الخر .
    الادلة القرانيه على عموم قدرته :

    - (وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) النور 45
    - (فَانْظُرْ إِلَى آَثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) الروم 50
    - (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ) الروم 54
    - (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فاطر 1
    - (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) غافر 62
    - (هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) غافر 68
    - (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا) الطلاق 12
    - (إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ) الحج 14
    - (َوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا) فاطر 44
    - (أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ & إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) يس 81-82.
    الادلة الروائية على عموم قدرته
    - عن الامام الصادق (عليه السلام ) ( ان الله سبحانه وتعالى لا يوصف بعجز , وكيف يوصف وقد قال في كتابه ( وما قدروا الله حق قدره ) فلا يوصف بقدرة الاكان اعظم منها ) التوحيد للصدوق
    - عن الصادق (عليه السلام ) قال : ( ان ابليس قال لعيسى بن مريم (عليه السلام ) : ايقدر ربك على انن يدخل الارض بيضه ولا يصغّر الارض لولا يكبّر البضة ؟ قال عيسى (عليه السلام ): ويلك: على ان الله لا يوصف بعجز ومن اقدر من يلطف الارض ويعظم البيضه ) التوحيد للشيخ الصدوق
    - عم الصادق (عليه السلام ) ( قيل لأمير المؤمنين (عليه السلام ) هل يقدر ربك ان يدخل الدنيا في بيضة من غير ان يصغّر الارض ولا يكبّر البيضة ؟ان الله تبارك وتعالى لا ينسب الى العجز والذي سألتني لا يكون ) التوحيد للشيخ الصدوق .
    الفرق بين القهر والخضوع
    القهر : لغتاً : اخذهم قهراً اي من خير رضاهم والقهر الغلبه والاخذ من فوق .
    الخضوع : لغتاً : الذل والاستخذاء .
    التخاضع : التذلل والتقاصر والخضوع في البدن هو الاقرار بالاستخدام.
    ذل : لغتاً : الذل مصدر الذلول اي المنقاد من الدواب ذل يذل ذلاً .
    ودابة ذلول بينة الذل ومن كل شيء ايضا ذللته تذليلاً .
    نرى الفرق بين القهر والخضوع والاذلال هي اختلاف في استخدام القوى او يمكن ان نسميها تدرج في استخدامها فالقهر كما هو مبين معناه تدل على الغلبه وهو ما يبين مقدار قوة كبيره والخضوع يحتاج الى شيء اقل من القهر كي تخضع الاشياء والتذليل اقل قدرة من القوه وهذه اشارة الى انها كلها تحت سيطرة الله تعالى .
    فبقوته المطلقة التي يتمكن منها من كل شيء .
    فهنا عندما قرن الامام القوة بالقهر والخضوع والاذلال اراد الاشارة الى هيمنت الله عز وجل وجبروته , واشارة الى اظهار العجز وإذلال القوه التي تُصوِرت ان لها قوة ذاتيه من نفسها فان الله يقهرها بالفناء لاظهار الحقيقة التي يغطيها الغرور والتكبر عند اكثر الوجود . فكل القوى والقدرات محتاجة الى رب العظمة فيمنع الفيض الممتد منه عز وجل يفنى كل الوجود (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ & وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) الرحمن 26 -27
    بعد ان روينا ظمئنا من هذا النص المدس ننتقل الى النص الاخر (وبجبروتك التي غلبت بها كل شيء ) في الحلقة القادمة وفقنا الله الى ذلك . و الحمد لله رب العالمين
    sigpic
يعمل...
X