بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين واله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمةعلى عدائهم اجمعين
اللهم وفقنا وسائر المشتغلين بالعلم والعمل الصالح بمحمد واله الطيبين الطاهرين(اللهم صل على محمد وال محمد)
رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي
وقول المصنف (قدس الله سره)(وَهُوَ فَرْضٌ عَلَى كُلِّ مَنْ اجْتَمَعَتْ فِيهِ الشَّرَائِطُ الْآتِيَةُ ،)بعد ان عرف الحج اعطى حكمه وهذا هو ديدن المؤلفين وحكم الحج من الاحكام الخمس(الوجوب-الحرمه-الاستحباب-الكراهية-الاباحة) هو الوجوب ولكن قيد هذا الوجوب بشروط تاتي في مابعد فكل من اجتمعت فيه هذه الشروط وجب عليه الحج وكلمة(اجتمعت) تدل على تحقق جميع الشروط فلو انخرم احدها لايجب الحج
اما قوله (قدس الله سره) (مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْخَنَاثَى .) الخنثى :هي جمع خنثى على وزن صغرى وهي التي لها عورة الرجال والنساء معا
ومعنى العبارة ان وجوب الحج مع تحقق الشرائط يشمل الرجال والنساء والخنثى
وقوله(وَلَا يَجِبُ بِأَصْلِ الشَّرْعِ إلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً ،) فالمراد منه ان الحج لايجب الامر واحدة وأراد باصل الشرع ما وجب بغير سبب من قبل المكلف كالنذر والافساد فان الشرع أوجبه لكن لا بأصله.
وقوله(وَهِيَ حَجَّةُ الْإِسْلَامِ .)أي ان الواجب باصل الشرع هي حجة الاسلام فقط
وقوله (وَتَجِبُ عَلَى الْفَوْرِ ، وَالتَّأْخِيرُ مَعَ الشَّرَائِطِ كَبِيرَةٌ مُوبِقَةٌ .)
ومعنى وجوب الفورية فيه : وجوب
المبادرة إليه في أول عام الاستطاعة مع الامكان ، وإلاففيما يليه وهكذا
ومعنى كبيرة موبقة:أي معصيةكبيرة مهلكة في الدنيا والاخرة
وهي كناية عن شدة عذابها في الآخرة أو المؤاخذة عليها في الدنيا، فيصير مؤخر الحج بمنزلة الهالك. كماصرح به
غير واحد وإن حج بعد ذلك ، لكونه كذلك في نظر اهل الشرع ، ولما رواه الصدوق عن
الفضل بن شاذان عن أبي الحسن الرضا انه كتب إلى المأمون تفصيل
الكبائر ، ومن جملتها الاستخفاف بالحج الصادق بالتأخير عن عام الاستطاعة ، مضافا
إلى ما قيل من أنه قد يصادف الترك أصلاالذى لاإشكال في أنه كبيرة ، بل في الكتاب
والسنة إطلاق اسم الكفر عليه المعلوم انه من الكبائر في النصوص والفتاوى ولو الكفر بمعنى الخروج عن الطاعة الشامل لما نحن فيه
وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ