كتاب المثالب الخمسة من مصادر السنة
المثلبة الرابعة عشر
(أبو بكر لا يعقل )
قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (الحجرات الآية :4)المثلبة الرابعة عشر
(أبو بكر لا يعقل )
( البيان : كيف أتبع أحدا لا عقل له ؟ وكيف أخذ ديني ؟ وهو أعز حتى من النفس ، للان الدين هو الذي يصلح البشر ، وجعلهم يعيشون برغدا وأمان ، ولي ذلك فرض الله تعالى الجهاد ، وبه يسعد الإنسان ،ويرضي الرحمن ، ويدخل الجنان ،وبغيره يشقى الإنسان، ويعصي الرحمن ،ويطيع الشيطان،ويدخل النيران،واستفهمنا أن لا أتبع إلا العاقل ، لو سأل سائل ما هو المقصود (بأبي بكر لا يعقل) هل هو مجنون وهذا يكون كذب عليه للان غير مجنون ؟ للان لم تصل ألينا رواية تقول بجنونه ، وهذا المعنى الأول منتفي بل خلاف ؟ أذن الآية لما خاطبتهم بلا لا يعقلون ماهو المقصود الاية كريمة بكلمة ( لا يعقلون) ؟ نقول:هل أنهم مجانين ؟ لو كانوا مجانين كانوا غير مكلفين، والله تعالى : رفع القلم عن المجنون) أذن ليس هذا المقصود الآية ؟وأنما تقصد عقل الرشد :وهو والمنافي لإتباع الهوى والمنافي للسفه والمنافي للحمق و هو الذي يحجز الإنسان عن فعل ما يضره، و يعني أغلب هؤلاء الأعراب ليس عندهم عقل رشد وليس عندهم هذا الاطمئنان النفسي والسكينة القلبية والإيمان العالي الذي يمنعهم من فعل هذه المعصية ، وهؤلاء الإعراب صحيح أنهم مقصودين بأية ، للانهم بعيدين عن النبي محمد (صلى الله وعليه واله ) ولا يعرفونه كما يعرفونه أصحابه وكل هذا ، أن الله تعالى لم يرضى عليهم وذمهم ؟ لما جاءوا ينادون : يا محمد ) وأبو بكر بن أبي قحافة وعمر بن الخطاب، يختلفون عن الأعراب الجفاة الذين لم يعرفوا و لم يتأدبوا مع رسول الله( صلى الله وعليه واله) ليش يختلفون ؟: للانهم يعرفون النبي (صلى الله وعليه واله) وهم أصحابة ومعاشرين له ، ومثال : القائل اللي مايعرفك مايثمنكأوما يقدرك) والبعض يقول هذا شعر)
(وأبو بكر) 1- ليس هو مثل الإعراب للان يعرف قدر وعظمة ، النبي (صلى الله وعليه واله).
2- أنتهم يا علماء أهل العامة تقولون : أن أبا بكر أفضل الصحابة بعد النبي(صلى الله وعليه واله) وتقولون : أذا لم نأخذ ديننا منه ومن أين نأخذ الدين .
3- ثبت أن أبا بكر لم يكن عنده العقل الرشيد ؟ أذا قال واحد : هذه الدعوى كاذبة ؟ الجواب عليها : 1- القران الكريم بهذه الآية{ إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لايعقلون) وهذا لا عاقل يشك فيه أبدا؟
2- السنة الشريفة التي دلت على ذلك والروايات نذكرها بعد النقطة الرابعة أنشاء الله؟
4- وهي أهم الكلام كله : أن الآية الكريمة نزلت بأبي بكر وعمر ؟ والأعراب ؟ لانهم جاءوا الى النبي (صلى الله وعليه واله) جميعا ينادون يا محمد؟ والذي ليس في قلبه مرض يعرف الحق للان هذا الامر صاره واضحا كالسمش في طالعة النهار،وهذا الدليل أليك أيها القاري الكريم ،
قال الإمام شيخ الحفاظ البخاري محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزية في كتابه ( صحيح البخاري ) في كتاب تفسير القرآن في باب : { إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لايعقلون } : -
4847 - حدثنا الحسن بن محمد ، حدثنا حجاج ، عن ابن جريح ، قال : أخبرني ابن أبي مليكة أن عبدالله بن الزبير ، أخبرهم أنه قدم ركب من بني تميم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبوبكر : أمر القعقاع بن معبد ، وقال عمر : بل أمر الأقرع بن حابس ، فقال أبو بكر ما أردت إلى أو إلا خلافي ، فقال عمر : ما أردت خلافك فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما فنزل في ذلك : { يأيها الذين آمنوا لاتقدموا بين يدي الله ورسوله } حتى انقضت الآية .
((المصادر التي نقلت هذه الحادثة ))
راجع ( صحيح البخاري في ص 1026 طبعة مكتبة الإيمان ) السيرة النبوية لابن هشام ص 566
تفسير البغوي جزء7، صفحة334،
أخرجه البخاري في التفسير: باب (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون) 8 / 592، وفي المغازي، وفي الاعتصام بالكتاب والسنة.
نقل ذلك القرطبي في تفسيره، ج9، ص6121، وابن هشام في سيرته ص206
صحيح البخاري، ج6، ص172، في تفسيره سورة الحجرات
صحيح البخاري 6 / 172، باب وفد بني تميم. وفي الاعتصام، باب ما يكره من التعمق والتنازع في العلم. وصحيح البخاري 8 / 452 - 454 في تفسير سورة الحجرات، باب لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي (صلى الله عليه واله): وباب إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون.
وصحيح الترمذي، حديث 3262 في التفسير، باب ومن سورة الحجرات.
وصحيح النسائي 8 / 226