إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إن حديث الغدير في نظر طائفة من أهل العلم زاد الوضاعون فيه 2

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إن حديث الغدير في نظر طائفة من أهل العلم زاد الوضاعون فيه 2

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
    وقد ألف علماء أهل السنة كتبا كثيرة في جمع طرق حديث الغدير ، منهم أبو العباس بن عقدة ، قال عنه ابن حجر العسقلاني في فتح الباري : ( وَأَمَّا حَدِيث " مَنْ كُنْت مَوْلَاهُ فَعَلِيّ مَوْلَاهُ " فَقَدْ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ ، وَهُوَ كَثِير الطُّرُق جِدًّا ، وَقَدْ اِسْتَوْعَبَهَا اِبْن عُقْدَة فِي كِتَاب مُفْرَد ، وَكَثِير مِنْ أَسَانِيدهَا صِحَاح وَحِسَان )



    كما وصرح الذهبي في تذكرة الحفاظ حيث قال : ( وأما حديث الطير فله طرق كثيرة جدًّا قد أفردتها بمصنف ومجموعها هو يوجب أن يكون الحديث له أصل. وأما حديث: "من كنت مولاه ... " فله طرق جيدة وقد أفردت ذلك أيضًا )

    وكثيرة هي المؤلفات التي توجب الاطمئنان بشهرة الحديث واستفاضته بين العلماء ، فالحديث صحيح لا ريب في صدوره من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يشكك في صحته إلا ابن حزم وابن تيمية ومن سار على خطاهم كالقفاري من المعاصرين وليس ذلك إلا استمرار لنهج بني أمية الذي يهدف إلى الانتقاص من علي عليه السلام وتشويه صورته من خلال أساليب متعددة ، والشواهد التاريخية على ذلك كثيرة منها ما نقله ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب في ترجمة علي بن رباح : ( كان بنو أمية إذا سمعوا بمولود اسمه على قتلوه )

    وقال محمد بن عقيل في النصائح الكافية : ( ذكر الحافظ السيوطي رحمه الله إنه كان في أيام بني أمية أكثر من سبعين ألف منبر يُلعن عليها علي بن أبي طالب بما سنّه لهم معاوية من ذلك ) فكان في تلك الظروف السياسية الحرجة نقل فضائل علي وأهل بيته عليهم السلام يعد من اكبر الجرائم والذنوب ، فهذا عبد الله بن محمد السقا ، الذي عبر عنه الذهبي في تذكرة الحفاظ بالحافظ الإمام ، لما أملى حديث الطير ، لم تحتمله النفوس ، فوثبوا به وأقاموه وغسلوا موضعه ، فمضى ولزم بيته ، فكان لا يحدّث أحدا من الواسطّيين .

    وهذا الحاكم النيسابوري ، الذي قال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء : ( وصنَّف وخرَّج، وجرَّح وعَدَّل، وصحَّح وَعلَّل، وَكَانَ مِنْ بُحور العِلْمِ عَلَى تشيُّعٍ قَلِيْلٍ فِيْهِ ) وقال أيضا في العبر في خبر من غبر : ( وانتهت إليه رئاسة الفن بخراسان، لا بل في الدنيا، ... وهو ثقة حجة ) فقد آذوه على جلالته وكسروا منبره وضيقوا عليه وألجأوه إلى الانزواء في بيته .

    وروى الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد والذهبي في تاريخ الإسلام بأن نصر بن علي لمّا حدّث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَخَذَ بِيَدِ حَسَنٍ وَحُسَيْنٍ، فَقَالَ: مَنْ أَحَبَّنِي وَأَحَبَّ هَذَيْنِ وَأَبَاهُمَا وَأُمَّهُمَا كَانَ مَعِي فِي دَرَجَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ " قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن عبد الله: لما حدث بهذا الحديث نصر بن علي، أمر المتوكل بضربه ألف سوط، فكلمه جعفر بن عبد الواحد وجعل يقول له: هذا الرجل من أهل السنة، ولم يزل به حتى تركه ) .

    فحديث الغدير من تلك الأحاديث التي حاربتها السلطات الحاكمة ، وكان المحدث يخاف من ذكر الحديث في الأوساط العامة ، ومن الشواهد على ذلك ما في مسند احمد بن حنبل ، عن عبد الملك ، عن عطية العوفي ، قال : ( سألت زيد بن أرقم فقلت له ان ختناً لي حدثني عنك بحديث في شأن على رضي الله تعالى عنه يوم غدير خم فانا أحب ان اسمعه منك فقال أنكم معشر أهل العراق فيكم ما فيكم فقلت له ليس عليك منى بأس فقال نعم : كنا بالجحفة فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم إلينا ظهرا وهو آخذ بعضد علي رضي الله تعالى عنه فقال يا أيها الناس ألستم تعلمون انى أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال فمن كنت مولاه فعلى مولاه قال فقلت له هل قال اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال إنما أخبرك كما سمعت ) .

    وما روي عن سعيد بن المسيب في كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب للكنجي الشافعي ، قال : ( قلت لسعد بن أبي وقاص : إني أريد أن أسألك عن شيء وإني أتقيك ، قال : سل عمّا بدا لك ، فإنما أنا عمك ، قلت : مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكم يوم غدير خم ؟ قال : نعم . قال : قام فينا بالظهيرة ، فأخذ بيد علي بن أبي طالب ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاده من عاداه . قال : فقال أبو بكر وعمر : أمسيت يا بن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة )


    ومع ذلك شاء الله تعالى أن تصل فضائل علي عليه السلام إلى الأجيال اللاحقة بطرق صحيحة ومتواترة حتى ذكر ابن حجر في فتح الباري عن احمد بن حنبل قوله : ( ما بلغنا عن أحد من الصحابة ما بلغنا عن علي بن أبي طالب ) يتبع
يعمل...
X