إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فوائد وجود الإمام المهدي عليه السلام وعجل الله فرجه الشريف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فوائد وجود الإمام المهدي عليه السلام وعجل الله فرجه الشريف

    بسم الله الرحمن الرحيم
    **************************************************************

    فوائد وجود الإمام المهدي عليه السلام وعجل الله فرجه الشريف
    ******
    ********************************************************
    الفائدة الأولى:
    إن نفس وجود الإمام موضوع لحصول المعرفة والإيمان، فإن من لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية.

    الفائدة الثانية:
    إن وجود الإمام وجود للحجة الإلهية والبينة الربانية، ولولا الحجة لساخت الأرض بأهلها.

    الفائدة الثالثة:
    أن الإمام عليه السلام واسطة للفيوضات الإلهية فالآية الشريفة في سورة القدر (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) ، فصيغة التنزل صيغة مضارعة تفيد الاستمرار، أي كلما كانت ليلة القدر نزلت الملائكة وروح القدس بإذن الله من كل أمر من الأمور المقدرة للخلق وللموجودات، و(من كل أمر) _ كل أداة تعميم _ والأمر شيء منكر يفيد العموم.
    لقد كانت الملائكة تنزل على رسول صلى الله عليه وآله حين وجوده فيس دار الدنيا ، ولكن بعد شهادة رسول الله تنزل على من؟ تنزل على الأئمة الذين هم خلفاء الله وخلفاء الرسول، وإلاّ لكان نزول الملائكة لغواً وعبثاً.
    ولعلّ ممّا يدل على أن جميع المقدرات تنزل على أهل البيت أرواحنا فداهم الزيارة المطلقة الحسينية الأولى، التي هي من أصح الزيارات،
    .. وَبِكُمْ يَمْحُو ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ، وبِكُمْ يَفُكُّ الذُّلَّ مِنْ رِقابِنا، وَبِكُمْ يُدْرِكُ اللهُ وِتْرَةَ كُلِّ مُؤْمِن يَطْلَبُ بِها، وَبِكُمْ تَنْبِتُ الاَْرْضُ اَشْجارَها، وَبِكُمْ تُخْرِجُ الاَْرْضُ ثِمارَها، وَبِكُمْ تُنْزِلُ السَّماءُ قَطْرَها وَرِزْقَها، وَبِكُمْ يَكْشِفُ اللهُ الْكَرْبَ، وَبِكُمْ يُنَزِّلُ اللهُ الْغَيْثَ، وَبِكُمْ تُسَبِّحُ الاَْرْضُ الَّتي تَحْمِلْ اَبْدانَكُمْ وَتَسْتَقِرُّ جِبالُها عَنْ مَراسيها اِرادَةُ الرَّبِّ في مَقاديرِ اُمُورِهِ تَهْبِطُ اِلَيْكُمْ وَتَصْدُرُ مِنْ بُيُوتِكُمْ وَالصّادِرُ عَمّا فُصِّلَ مِنْ اَحْكامِ الْعِبادِ،..

    الفائدة الرابعة:
    أن الإمام عليه السلام حتى إذا كان غائباً له مقام الشاهدية يشهد على الخلق، لأن من عدالة الله سبحانه وتعالى، كما ثبت في باب التوحيد، أنه إنما يجازي مع الشهادة، وإنما يجازي مع الأشهاد الذين يشهدون بذنب شخص فيعاقبه، ويشهدون بحسن أعمال شخص فيثيبه, كل هذا حسب العدالة وبحسب الشهادة وبحسب الإخبار القطعي في الآية الشريفة (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَ يَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً)(1)، أنتم يا أهل البيت شهداء على الناس والرسول شهيد عليكم.
    فلولا الأئمة ولولا وجود الإمام الغائب من يشهد عند الله في المحكمة الإلهية في زمان الإمام الحجة روحي فداه؟ إذن وجوده ضروري لشهادته يوم القيامة بتنصيص الكتاب.

    الفائدة الخامسة:
    إن وجوده فينا هو طمأنينة للقلوب واستقرار, لأن وجوده كوجود رسول الله روحي فداه، ألا تلاحظون في كتب السير العامة والخاصة ينقل عن الصحابة أنهم كانوا يقولون: (كنا نلتجئ برسول الله إذا اشتد البأس والحرب وهو أقربنا إلى العدو؟).(2)
    والإمام كالرسول في جميع الخصوصيات إلا مسألة الرسالة، لذلك وجود الإمام بنفسه قوة للقلب فإذا كان إحساسنا بأن الإمام موجود وإن كان غائباً نطمئن أن العذاب مرفوع عنا وأن الرحمة نازلة بنا، ووجوده يكون موجباً إلى الاطمئنان، لذلك جاء في الحديث الرضوي الشريف أن الإمام هو مَفْزَعُ الْعِبَادِ فِي الدَّاهِيَةِ النَّآدِ (3)، أي العظيمة, فوجوده يوجب الاطمئنان وإن كان غائباً.

    الفائدة السادسة:
    إن وجود الإمام لطف من الله تعالى لأنه يمد الخلق ولأنه يعين الخلق والمخلوقات والموجودات, فكم يعين المحتاجين ويعرف الضالين وينجي المؤمنين ألا تلاحظون كم من مريض قد شفي ببركة الحجة روحي فداه؟ وكم من عطشان قد أرواه؟ وكم من مضطر قد نجا في المهلكات؟ وكم من شخص ضالٍّ في الطريق قد هداه؟ وعاجز قد أغناه؟ فوجوده لطف على العباد وإن كان غائباً.

    الفائدة السابعة:
    هي الفائدة التي بيّنها الرسول الأعظم صلى الله عليه واله والإمام الصادق عليه السلام وكذلك الإمام المهدي في بعض التوقيعات، وهي أن وجوده كالشمس التي غيبتها السحب, (كالشمس إذا جللّتها السحب) وهذا وجود مفيد كوجود الشمس.
    جاء في كتاب كمال الدين حيث سئل الرسول صلى الله عليه وآله: كيف ينتفع بالإمام في غيبته؟ فقال: والذي بعثني بالنبوة إنهم ليستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن تجلّلها سحاب.(4)
    وكذلك في الحديث الصادقي: ينتفعون به كانتفاعهم بالشمس إذا سترها السحاب.(5)
    وفي التوقيع الشريف: الانتفاع بي في غيبتي كالانتفاع بالشمس إذا غيبتها عن الأبصار السحاب.(6)
    وهو من أجمل أنواع التشبيه, حيث أن للشمس الدور القيادي في جميع المنظومة الشمسية وفي جميع الكواكب الكونية، ولولا الشمس ولولا جاذبية الشمس لاختلّت جميع حركاتها، فالشمس كأنها قائد للكواكب له الدور القيادي في تنظيم الكواكب, وكذلك وجود الإمام الحجة له الدور القيادي في جميع الموجودات ولولاه لساخت الأرض بأهلها.
    وكذلك من حيث الاستفادة بالضوء كنور الشمس وينتفع به ولو كان خلف السحاب, وجميع الموجودات شجرها وإنسانها ونباتها وأرضها, الجميع يستفيدون بنور الشمس كل بقدر ما يحتاج وإن كان خلف السحاب، إنه ينوّر العالم بوجوده ولولاه لا ظلمّت الدنيا ولولاه لما كانت الدنيا مضيئة ولما كانت مستقرّة ولما سكن إليها أحد, وجوده ينير الدنيا ويضيء القلب روحي فداه.
    إضافة إلى أن التعبير بالتجليل (يجلّلها السحاب)، في اللغة العربية: السحاب قسموه إلى أقسام: السحاب الممطر والسحاب المجلل، وعند صاحب مجمع البحرين(7) أعلى الله مقامه يبين ما مضمونه السحاب المجلّل: هو السحاب الذي يجلل الأرض ويعمها بمطره كأنه المطر الذي يعم, ويسمى مجلل السحاب الذي له مطر يعم وإن كان مستوراً وإن كان غير مرئي لانه مستور مع عموم خيره لجميع الموجودات كالمطر الذي يصيب الغث والسمين ويصيب من ينتفع به من جميع الموجودات.
    إذن فالانتفاع بالإمام المهدي بتنصيص الرسول والأئمة أرواحنا فداهم كالانتفاع بالشمس، وهل يستغني الناس عن الشمس؟

    الفائدة الثامنة:
    أن وجوده روحي فداه رعاية للشيعة، بوجوده ينتفعون وبدعائه الذي يستجاب ولا يرد عن ربِّ العالمين، كما بينه هو روحي فداه في رسالتيه إلى الشيخ الأعظم المفيد أعلى الله مقامه.
    هناك رسالتان يذكرهما الطبرسي أعلى الله مقامه في الاحتجاج(9) تلقاهما الشيخ الأعظم المفيد من الإمام الحجة, في الرسالة الأولى:
    (نحن وإن كنا ثاوين بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين حسب الذي أراناه الله تعالى لنا من الصلاح ولشيعتنا المؤمنين في ذلك ما دامت دولة الدنيا للفاسقين فإنا نحيط علماً بأنبائكم _ انباؤكم أمام عيني أراها وأحيط بها علماً _ ولا يعزب عنا شيء من أخباركم.. إلى أن يقول: إنا غير مهملين لمراعاتكم _ بأبي وأمي يراعي جميع شيعته _ إنّا غير مهملين لمراعاتكم ولا ناسين لذكركم، ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء _ اللأواء يعني الشدة والضيق _ واصطلمكم الأعداء _ وجوده بهذه المثابة وجود للمراعاة, مراعاة الشيعة ورعاية الشيعة _ ثم يقول عليه السلام: فليعمل كل امرئ منكم بما يقرب من محبتنا ويتجنب ما يدنيه من كراهتنا وسخطنا، فإن أمرنا بغتة وفجأة حين لا تنفعه توبة).
    وبيّن في الرسالة الثانية:
    (إننا من وراء حفظهم _ يعني الشيعة _ بالدعاء الذي لا يحجب عن ملك الأرض والسماء، فلتطمئن بذلك من أوليائنا القلوب وليتقوا بالكفاية منه).
    واخيرا نقول لولاه عجل الله فرجه الشريف لما بقي للتشيع إلاّ الاسم ، ولانمحى التشيع منذ قرون ، بالأخصّ بعد ملاحظة ما جرى على التشيع من ظلم على مرّ القرون ، إذ الكثير من الفرق التي لم تلق عشر ما لاقاه التشيع من مصاعب أبيدت ولم يبق منها إلاّ ما يحدّثنا التاريخ عنها .

    (1) البقرة: 143.
    (2) المصنف لابن أبي شيبة ج7 ص578 ب 13 ح1، كنز العمال للمتقي الهندي ج10 ص397 ح 29943.
    (3) بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج 25 ص131.
    (4) إكمال الدين وإتمام النعمة: 253 الحديث 3 من الباب 23.
    (5) إكمال الدين وإتمام النعمة: 207 الحديث 22 من الباب 21.
    (6) إكمال الدين وإتمام النعمة: 483 الحديث 4 من الباب 45.
    (7) مجمع البحرين للطريحي: 1/ 389.
    (8) الاحتجاج للشيخ الطبرسي: 2/ 322.
    (9) التبيان للشيخ الطوسي ج 5 ص 295، وتفسير جوامع الجامع للشيخ الطبرسي ج2 ص 93.
    sigpic
يعمل...
X