إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من خصائص الدولة المهدوية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من خصائص الدولة المهدوية

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وأل محمد
    لابد للامام المهدي {عجل الله فرجه الشريف} من أن يقوم بعدة خطوات واجراءات عملية وميدانية على طريق تأسيس الدولة الاسلامية العادلة.
    ويقع في أولويات هذه الخطوات قيامه {عجل الله فرجه الشريف }حين ظهوره على الملأ باستئصال رموز الكفر والنفاق والانحراف من على وجه الأرض؛ كتمهيد لبسط سلطانه وضمان عدم وجود من يحاول مواجهة هذه الدولة.
    وحينما يلجأ {عجل الله فرجه الشرف} لتأسيس نظام جديد ,فأن هذا الأمر يفترض الغاء كل الأنظمة والقوانين الحاكمة في المجتمع البشري .لذا فاننا يمكننا وضع هذا الافتراض العقلي وهو قضاء الامام المهدي {عجل الله فرجه الشرف } على تلك الأنظمة والغاؤها من ساحة الوجود ووضع البديل الصالح عنها.
    وهذا ما يتطلب مواجهة حادة وقاسية ضد كل الحكام الذين يفرضون سيطرتهم بالقوة على شعوب العالم وبالخصوص الاسلامي ,ويكون دور الامام ازالة هذه الرموز الحاكمة والعمل على توحيد الأمة الاسلامية لتكون في ظل الحكومة الاسلامية العادلة والواحدة التي تنصره فيها كل الشعوب الاسلامية,لأنه {عجل الله فرجه الشريف} يتبنى الرؤية التي لا تعترف بتجزئة البشرية الى حدود ودول .....بل دولته عالمية واحدة برئاسة واحدة وقيادة واحدة ,ومعه تزال وتمحى كل الأنظمة والقوانين الدولية ,ولايوجد بعد ذلك دول متعدد- وهذه واحدة من خصائص الدولة المهدوية ...
    وفي اعتقادنا ان هذا الوضع الجديد سيكون له آثاره الايجابية على الأمة وسيفتح لها باب الشعادة والرخاء والسلام والعدل بين البشر أجمعين .
    من خصائص الدولة المهدوية :
    1-القيادة المعصومة:فالرئاسة والقيادة العليا في الدولـة التي لن تكون ملكية ولارئاسية ولا دكتانورية,ستكون امامية,لأن الحاكم الأعلى سيكون هو الامام المنصوب من قبلالله عزوجل وسيمارس هذا المنصب الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف بنفسه, في القيادة العليا ويوكل قيادة المناطق المختلفة في العالم الى أصحابه المخلصين (حكام الله في أرضه).
    فشكل وطبيعة الدولة المهدوية هو نفس شكل وطبيعة الدولة التي أسسها رسول الله
    صلى الله عليه واله وسلام والتي يكون في مركزها الأعلى النبي
    { ص} ومن بعده الأئمة الخلفأء المعصومين عليهم السلام .
    2- أن التشريع في هذه الدولة لله عزوجل وحـده دوان سـواه: وليس من خصائص الشعب أو المجالس المنبثقة عنـه كما في الدول والأنظمة القائمة في عالمنا المعاصر ,كما أن الامام المعصوم ليس الا مبلغا لهذا التشريع ومطبقا لأحكامه,وحاميا له.
    3- الغاء كل التيارات الفكريهة المنحرفة والضالة ,بحيث لايسمـح في ظل الدولة الاسلامية المهدوية لأي انسان أن يتحدث مـا يشاء من الرأي والعقيدة ,وأن يتبنى مـا يشاء من المعتقدات والأفكار ,وخصوصا اذا تضمن اتجاهه ورأيه مخالفة صريحة للأطروحة العادلة الكاملة. ولايقتصر الأمر في الدولة المهدوية على الغاء التيارات الفكرية بل يطال الأمر الأديان والمعتقدات,فلا يبقى فكر ولا معتقد ولا دين الا الاسلام.
    عـن الامام الكاظم عليه السلام قال في تفسير قوله عز وجل:{ليظهره,على الدين كــله }1 يظهره على جميع الأديان عند قيام القائم
    {عجل الله فرجه الشريف }2.
    4- القضاء على مظاهر الفسـاد الأخلاقي والاجتماعي : من قبيل من الغس والربا والتغابن في المعاملات التجارية, ومنع تبذل النساء وشرب الخمور.
    فمع ارساء الامام المهدي لدولته نطوى صفحة المنكر وتفتح للانسانية معالم صفحة الأمر بالمعروف وتجسيده في المجتمع.


    5- شمول دولته عجل الله فرجه الشريف كل العالم :فالوعد الالهي للبشرية بتطبيق العدل لابد وأن يكون شاملا لكل الناس ,فلا تحرم منه فئة وتنعم به فئة أخرى .
    ورد عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل الذين مكناهم في الأرض أقامو الصلاة وءاتو الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور )
    2قال عليه السلام
    المهدي وأصحابه يملكهم لله مشارق الارض ومغاربها ,ويظهر الدين .ويميت الله عزوجل به وبأصحابه البدع والباطل كما أمات السفهة الحق لايرى أثر من الظلم ,ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ,ولله عاقبة الأمور
    2.
    وتشير بعض الأحاديث الى أن دولة الامام المهدي التي سيقيمها ستكون أعظم من الدولة التي أقامها النبي سليمان وذو القرنين .عن الامام علي عليه السلام.
    (أن ملكنا أعظم من ملك سليمان بن داود,وسلطاننا أعظم من سلطانه)1
    وتضافرت الأحاديث عن النبي وأوصيائـه أن الامام المنتظر يملك الدنيا بأسرها وتدين لامامته جميع شعوب العالم وأمم الأرض .

    6-
    التأييد الالهي المطلق والدعم الكامل لها: لأن الله سبحانه وتعالى وعد في كتابه الكريم بالوقوف الى جانب الحق والعدل أينما وجد.وفي كل زمان ومكان (ياأيها الذين أمنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )2 وعن الامام الباقر عليه السلام أنه قال ان الملائكة الذين نصروا محمد صلى الله عليه واله وسلم يوم بدر في الأرض ما صعدوا بعد ولا يصعدون حتى ينصروا صاحب هذا الأمر وهم خمسة آلاف)3
    ودولة الامام المهدي التي ستقوم في آخر الزمان هي واحدة من أبرز مصاديق العدل ونصرة الدين الالهي فلا شك
    بأنها ستحظى بتأييد اللهودعمه.
    7-
    تكامل الوعي البشري :فلا يعودة هناك مجال لقوى الاستكبار في أن تتحكم في عقول البشر وتسير بهم وفق ارادتها وتسخيرهم لمصالحها .فمن خلال دولة الامام المهدي ينتشر الوعي وتتفتح الأذهان والعقول وتتوحد الرؤية والنظرة الى القضايا بمجلها.
    روى عن الامام الباقر عليه السلام قالاذا قام قائمنا وضع الله يده على رؤوس, العباد فجمع بها عقولهم ,وكملت به أحلامهم)

    8- تطور الحياة في عصره: فان وسائل الحياة الاجتماعية التي يستخدمها البشر في عصرنا الحاضر قد تتغير وتختلف في دولة الامام المهدي ,التي سخر الله لها ولقائدها وأصحابه الدنيا بما فيها ؛بحيث تسهل لهم ادارة شؤون الدولة ولو بواسطة القظايا الاعجازية التي يوفرها الله لهم .والتطور في الدولة المهدوية يشمل جميع العلوم في شتى الميادين العلمية والتكنولوجوية ,
    ولعل الدليل الأهم على ذلك هو مقدار العلم الذي يخرجه الامام المهدي
    عجل الله فرجه الشريف فعن مقدار العلم يروي عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال .العلم سبعة وعشرون جزءا ,فجميع ما جاءت به الرسل جزءان ,فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الجزئين ,فاذا قام القائم أخرج الخمسة والعشرين جزءا ,فبثها في الناس وضم اليها الجزئين حتى يبثها سبعة وعشرين جزءا)2ومما يشير الى انتشار الثقافة والمعرفة ,ماروي عن الباقر عليه السلام .وتؤتون الحكمة في زمانه حتى أن المرأة لتقضي في بيتها بكتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلام
    9-تسخير قوى الطبيعة للدولة المهدوية وقياداتها : وهذا أيضا نوع من التأييد الالهي لها .ومظهر من مظاهر تجلياته.ونتاج طبيعي له, وذلك من أجل توفير كل العوامل التي تساعد هذه الدولة على تثبيت أركانها وتقوية دعائمها وبسط نفوذها وسيطرتها على المقدرات الطبيعية.
    عن الامام الصادق :قال(اذا تناهت الأمور الى صاحب هذا الأمر رفع الله تبارك وتعالى له كل منخفض من الارض,وخفض له كل مرتفع ,حتى تكون الدنيا عنده بمنزلة راحته, فأيكم لو كانت في راحته شعرة لم يبصرها)
    1
    10-احياء الدين وبعث الاسلام من جديد وتعميمه عل العالم: لذلـك نقرأفي دعاء الندبـة:{أين محيي معالم الدين وأهله}, فالامام سيحيي هذا الدين بعد أن مات في قلوب العباد, دين
    {الذين ان مكناهم في الأرض أقامو الصلاة وءاتو الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر}
    2
    {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك }
    3دين
    {وانك لعلى خلق عظيم }
    4 دين المستضعفين والمظلومـين الذين وعدهم الله بوراثة هذه الأرض يقول تعالى :{ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين }5
    وهذا المعنى هو ما أشارت اليه الآية الكريمة{هو الذي لأرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله}
    حيث ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام {في تفسيرها :أظهر ذلك بعد ؟كلا والذي نفسي بيده ,حتى لاتبقى قرية الاونودي فيها بشهادة أن لااله الا الله وأن محمد رسول الله بكرة وعشيا }7 فالهدف الالهي من اقامة مشروع الدولة العادلة على يد الامام المهدي . وهو كما روي عن الصادق عليه السلام :..(ويبلغن دين محمد ما بلغ الليل حتى لايكون شرك على وجه الأرض...)1. ولتصبح الأرض صافية نقية من الكفر والنفاق كسبيكة الفضة النقية من الشوائب . وروي عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال :{أذا قام القائم دعا الى الاسلام جديدا وهداهم الىأمر قد دثر فضل عنه الجمهور,وانما سمي القائم مهديا لأنه يهدي الى أمر مضلول عنه,وسمي بالقائم لقيامه بالحق}2وتشيرالروايات بشكل واضح وجلي الى أن الامام المهدي لن يأتي بدين جديد غير الاسلام والشريعة التي بشر بها النبي محمد ولقد حاول أعداء الاسلام والتشيع الافتراء عليهم بأنهم يقولون ويدعون ان الامام المهدي سوف يأتي بدين هو غير الاسلام. والجواب على هؤلاء: أن ما هو مذكور في روايات أهل البيت هو أن الامام يأتي بالاسلام الذي دثر وترك ,ويكون على يديه احياؤه واحياء قيمه بعد محاولة بعض الناس تشويه صورته وابعاده عن حياة الناس.
    11- الرفاهية والرخاء في ظل الدولة المهدوية: لأن عصر الامام المهدي هو ذلك العصر الذي يصل فيه المجتمع الانساني الى مجتمع الغنى وعدم الحاجة ,وتمحى منه الطبقات الاجتماعية ولا يعود الناس بحاجة الى سؤال نظرا للتوزيع العادل للثروات. وقد ورد في الأحاديث الشريفة مجموعة كبيرة من الروايات التي تبين مدى النعيم الذي تحصل عليه الأمة في عصر الظهور وما يكون فيه من رخاء ووفرة في المال وسعة في الحال,فعن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أنه قال :تصدقوا ,فيوشك الرجل يمشي بصدقته فيقول الذي أعطيها :لو جئت بها بالأمس قبلتها وأما الآن فلا حاجة لي فيها ,فلا يجد من يقبلها.2
    وعن رسول الله أنه قال: {يخرج المهدي في أمتي خمسا أو سبعا أو تسعا ,فقيل له .أي شيء؟قال:سنين ,ثم قال :يرسل السماء عليهم درارا ,ولاتدخر الأرض من نباتها شيئا ويكون المال كدوسا ,قال :يجيء الرجل اليه,فيقول :يا مهدي أعطني أعطني ,قال :{فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمل }
    2 وعن رسول الله أيضا قال :تقيء الأرض أفلاذ كبدها,أمثال الأسطوان من الذهب والفضة ,فيجيء القاتل ويجيء السارق فيقول:في هذا قطعت يدي ,ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئا)3.
    12- أنها دولة القضاء والحكم العادل بين أفراد المجتمع: فلا ظلم ولا جور ولا حيف فيها ,ولن يكون فيها مظلومية لأحد . فالامام المهدي خليفة الله في الأرض , ووارث النبيين ,والداعي الى سبيل الحق والقائم بالقسط ومجلي الظلمة ومنير الحق ,والناطق بالحكمة والصدق الذي يملأ الأرض قسطا وعلا كما ملئت ظلما وجورا ينتظره الناس لازالة الهم وكشف الكرب والبلوى. فعلى يديه ستتحقق دولة العدل الالهي في آخر الزمان ليعيش الناس بأمان واطمئنان لما يرونه ويتذوقونه من طعم الايمان وحلاوة العدل الذي يحققه الامام {عجل الله فرجه الشريف} .
    ولهذا أشارت الروايات والأخبار الى معالم الزمن المهدوي وما وما يتم على يد الامام المهدي من انجازات على مستوى تحقيق الرفاهية والعدل للبشرية.
    عن الامام أمير المؤمنين عليه السلام قال...وتخرج له الأرض ,أي للمهدي .أفا ليذ كبدها وتلقي اليه سلما مقاليدها ,فيريكم كيف عل السيرة ويحيي ميت الكتاب والسنة)
    1.



    (1) بحار الأنوار,م,س:27/306.
    (2)سورة محمد,الآية 7.
    (3)بحار الأنوار,م,س:19/284/باب26.
    (4)الكافي .م,س:1/25/ح21.



    (1)البحار ,م,س:25/236/باب27/ح73.


    (1)البحار ,م,س:52/236.
    (2)سورة الحج.الآية :41.
    (3)سورة آل عمران,الآية:159.
    (4)سورة القلم,الآية:4.
    (5)سورة القصص,الآية:5.
    (6)سورة التوبة الآية:33.
    (7)المحجة فيما نزل بالقائم الحجة,م,س:86.


    (1)بحار الأنوار,م,س:51/55.
    (2)الارشاد,م,س:2/383.

    (1)معجم أحاديث الامام المهدي ,الشيخ علي الكوراني:1/236-ح144-150.
    (2)م.ن.

    (3)م,ن:1/230,ح142.
يعمل...
X