إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إن ألفاظ حديث الغدير لا تدل على الخلافة وهي أمر عظيم يجب أن يبّلغ بلاغا مبينا 2

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إن ألفاظ حديث الغدير لا تدل على الخلافة وهي أمر عظيم يجب أن يبّلغ بلاغا مبينا 2



    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
    الشاهد الثالث : نزول آية إكمال الدين وإتمام النعمة



    لقد نصت الأحاديث الصحيحة على نزول قوله تعالى سورة المائدة 3 : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) بعد خطبة الغدير فقد ورد في تأريخ بغداد للخطيب البغدادي بسند صحيح عن أبي هريرة حيث قال : ( لمَّا أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: " أَلَسْتُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ؟ "، قَالُوا: بَلَى يا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: " مَنْ كُنْتُ مَولاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ "، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: بَخٍ بَخٍ لَكَ يَابْنَ أَبِي طَالِبٍ أَصْبَحْتَ مَوْلايَ وَمَوْلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) ونزول هذه الآية المباركة بعد حديث الغدير من الأدلة الواضحة على أن المراد من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه ) هو إثبات الإمامة والخلافة لعلي عليه السلام من بعده صلى الله عليه وآله وسلم إذ لا يوجد ما يصلح لإكمال الدين وإتمام النعمة في حديث الغدير إلا مقام الخلافة والإمامة في الأمة لأن الإمامة تعني حفظ الدين وقيادة الأمة والدفاع عن حريم الرسالة الإسلامية بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

    الشاهد الرابع : قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( اللهم وال من والاه وعاد من عاداه )

    إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في حديث الغدير : ( اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأحب من أحبه ، وابغض من يبغضه ، وانصر من نصره واخذل من خذله ) ، قال الهيثمي في مجمع الزوائد : ( رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة ، وهو ثقة ) فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم لما صدع بما خوّل الله سبحانه وصيه من المقام الشامخ بالرئاسة العامة على الأمة جمعاء والإمامة المطلقة من بعده كان يعلم أن تمام هذا الأمر بتوفر الجنود والأعوان وطاعة الأصحاب مع علمه بأن في الملأ من يحسده وفيهم من يحقد عليه وستكون من بعده هنات ، وقد أخبر صلى الله عليه وآله وسلم مجمل الحال كما ورد في مسند احمد قوله : ( إن تؤمروا عليا، ولا أراكم فاعلين، تجدوه هادياً مهديا )

    فطفق صلى الله عليه وآله وسلم يدعو لمن والاه ونصره ، وعلى من عاداه وخذله ، ليتم له أمر الخلافة وليعلم الناس أن موالاته مجلبة لموالاة الله سبحانه ، وأن عداؤه وخذلانه مدعاة لغضب الله وسخطه .

    الشاهد الخامس : حديث الغدير في سياق حديث الثقلين

    قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المستدرك للحاكم النيسابوري : ( إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ: أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنَ الْآخَرِ، كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى، وَعِتْرَتِي، فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِي فِيهِمَا، فَإِنَّهُمَا لَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ ثُمَّ قَالَ: ( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مَوْلَايَ، وَأَنَا مَوْلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ ) ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: ( مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَهَذَا وَلِيُّهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ ) فبعد أن بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم الدور الأساس للكتاب والعترة في مسيرة الأمة والرسالة الإسلامية وحث الناس على التمسك بهما لأجل النجاة من الهلكة والورود عليه صلى الله عليه وآله وسلم عند الحوض أراد أن يعين للمسلمين الرجل الأول من العترة وهو علي عليه السلام ، علي الذي لا يفارق القران ولا القران يفارقه ، حيث قال صلى الله عليه وآله وسلم في مناسبات أخرى : ( علي مع القران والقران مع علي ، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض )

    إذن فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم قد ترك في أمته خليفتين ، خليفة صامت وهو كتاب الله تعالى وخليفة ناطق بالحق وهو علي عليه السلام والعترة من بعده .
يعمل...
X