بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين واله المعصومين ولا سيما إمام زماننا خاتم الوصيين ولعنة الله على أعدائهم ابد الآبدين (اللهم عرفني حجتك فانك ان لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني)
ان معرفة علامات الظهور القاضية بمعرفة الأمام المهدي عليه السلام وزمن ظهوره واجبة على المكلف المطالب بانتظار ظهوره ونصرته غائبا والانضمام إلى حركته ومناصرته عندما يحين فرجه الشريف (اللهم عجل فرجه)
وهذا يتطلب سعي الجميع الى معرفة ملامح زمن الظهور
وقد وردت عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) طائفة من الروايات في علامات الظهور تلقي الضوء على مجمل الظروف التي ستواكب عملية ظهور المنقذ المنتظر الذي يترقب ظهوره المؤمنون بلهفة وقد قسمت علامات الظهور الى قسمين
القسم الاول :العلامات المحتومة وتكون على نوعين:
- علامات الظهور الحتمية :-وهي العلامات التي لا يغيرها البداء ولا تتخلف أو تتاخر بل تكون متسلسلة ومشروطة الواحدة بالاخرى ومن هذه العلامات
1-خروج السفياني
2-النداء
3-طلوع الشمس من مغربها
4-قتل النفس الزكية
5- ظهور اليماني :-تعد شخصية اليماني من اهم الشخصيات التي نوهت عليه الروايات وان رايته اهدى الرايات وقد قرنت الروايات شخصيته بشخصية السفياني الذي يمثل حالة الانحراف ومعالم الظلم (1)(2)
6-الخسف في لبيداء(بيداء المدينة المنورة ) من المحتوم الذي اكدت عليه الروايات (حدثنا الفضل ابن شاذان عمن رواه عن أبي حمزة الثمالي قال :-قلت لابي جعفر عليه السلام خروج السفياني من المحتوم قال نعم والنداء من المحتوم وطلوع الشمس من مغربها من المحتوم وقتل النفس الزكية محتوم وخروج القائم من ال محمد (صلى الله عليه واله) محتوم قلت وكيف يكون النداء قال ينادي من السماء اول النهار الا ان الحق مع علي وشيعته ثم ينادي ابليس في اخر النهار من الارض الا ان الحق مع عثمان وشيعته فعند ذلك يرتاب المرتابون )(3)
روى ألمجلسي عن عمر ابن حنظله بسنده قال سمعت ابا عبد الله (عليه السلام)يقول (قبل قيام القائم خمس علامات محتومة اليماني والسفياني والصيحة وقتل النفس الزكية والخسف في البيداء)(4)
هذه العلامات هي العلامات التي لابد من حدوثها لاهميتها وتأثيرها على الظهور
- علامات محتومة متعلقة :-أي علامات معلقة حتميتها على عدم تغيير البداء فان للبداء وعدمه مدخلية في حتمية التحقيق أو التخلف فما هو البداء
البداء : هو ظهور الشيء بعد خفائه كما لو بدا للإنسان رأي جديد في شيء وكان قد عزم على عمله من قبل ثم تجلت مصلحة قد غفل عنها ثم بد له ان يستأنف العمل على حسب ما ظهر من الصلاح والرضا وهذا غير جائز على الله تعالى ولكن وحسب اعتقاداتنا نحن الأمامية أن الأشياء مشروطة بشروطها وموقوفة على تمامية عللها وإيجاد مقتضياتها فان الامور تحصل عند توفر شروطها وإيجاد متعلقاتها كما ورد في أخبار النبي والأئمة الأطهار عليهم السلام بان مضاعفة الأرزاق وتأخير الأعمار مرتبطة ومشروطة لادعاء وصلة الارحام والعكس بالعكس
وفي بعض علامات الظهور يقع البداء فان الله له القدرة البالغة في تغييرها وتبديلها تبعا لمتغيرات المصلحة المتعلقة بالعباد أنفسهم ألا إن التغيير في العلامات المحتومة يكون تغييرا في جزئياتها وليست في كلياتها كتغيير زمن حدوثها ولا يمكن تحديد المحتوم الذي يقع فيه البداء لما في ذلك من تعلق بعلم الله المكنون وارادته المنزهة عن ان تنالها معارفنا أو تدركها عقولنا (5)
النوع الثاني : العلامات المشروطة :وهي التي يتعلق تحققها على تحقق غيرها أو ايجاد شروطها ومقتصياتها فما لم تتحقق شروطها لا تتحقق وجودها فهي اذن علامات معلقة على دواعيها ومقتضياتها مثلا قتل النفس الزكية متوقف على اعلان دعوته عليه السلام
والخسف متعلق على على خروج السفياني ووصوله الى قرب المدينة فان الله يخسف بجيشه في البيداء
هذه بعض العلامات المشترطة التي تتحقق بتحقق بعض العلامات المرتبطة بها ارتباطا موقوفا على تحققها
المصادر
(1)مجلة الانتظار العدد التجريبي ص114
(2)اليماني راية هدى –سماحة السيد محمد علي الحلو –ص27
(3)الارشاد للشيخ المفيد –ص405
(4)بحار الانوار52-204
(5) علامات الظهور جدلية صراع أم تحديات مستقبل –السيد محمد علي الحلو –ص128 ص143