بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
وقوله سبحانه وتعالى (فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشيْطنِ إِنّهُ عَدُوّ مّضِلّ مّبِينٌ (15))
وقوله سبحانه وتعالى (فوكزه موسى) * اى دفع في صدر العدو بجمع كفه (ولكزه) مثل وكزه ولهزه أي ضرب موسى هذا العدو بقبضة يده القوية على صدره،
وقوله سبحانه وتعالى (فقضى عليه) * قيل: أي: قتله، وأصله أنهى حياته . وقيل: (أي: قضى على العدو بحكم الله، فوكزه فمات)
وقوله سبحانه وتعالى: "فوكزه موسى فقضى عليه" ضميرا "وكزه" و"عليه" للذي من ، والقضاء هو الحكم والقضاء عليه كناية عن الفراغ من أمره بموته، والمعنى: فدفعه أو ضربه موسى بالوكز فمات، وكان قتل خطإ ولو لا ذلك لكان من حق الكلام أن يعبر بالقتل.
وقوله سبحانه وتعالى: "قال هذا من عمل الشيطان ) الإشارة بهذا إلى ما وقع بينهما من الاقتتال حتى أدى إلى موت القبطي وقد نسبه نوع نسبة إلى عمل الشيطان إذ قال: "هذا من عمل الشيطان" و"من" ابتدائية تفيد معنى الجنس أو نشوئية، والمعنى: هذا الذي وقع من المعاداة والاقتتال من جنس العمل المنسوب إلى الشيطان أو ناش من عمل الشيطان فإنه هو الذي أوقع العداوة والبغضاء بينهما وأغرى على الاقتتال حتى أدى ذلك إلى مداخلة موسى وقتل القبطي بيده فأوقعه ذلك في خطر عظيم وقد كان يعلم أن الواقعة لا تبقى خفية مكتومة وأن القبط سيثورون عليه وأشرافهم وملؤهم وعلى رأسهم فرعون سينتقمون منه ومن كل من تسبب إلى ذلك أشد الانتقام.
فعند ذلك تنبه (عليه السلام) أنه أخطأ فيما فعله من الوكز الذي أورده مورد الهلكة ولا ينسب الوقوع في الخطإ إلى الله سبحانه لأنه لا يهدي إلا إلى الحق والصواب فقضي أن ذلك منسوب إلى الشيطان.
وقيل «قال هذا من عمل الشيطان» يعنى الاقتتال الذي وقع بين الرجل لا ما فعله موسى (عليه السلام) من قتله «إنّه» يعنى الشيطان «عدوّ مضل مبين» ـ
وقيل (هذا من عمل الشيطان) * اى من اغوائه حتى زدت من الايقاع به، وإن لم اقصد قتله. وقيل: ان الكناية عن المقتول، فكأنه قال: ان المقتول من عمل الشيطان اي عمله عمل الشيطان. ثم وصف الشيطان بأنه * (عدو) * للبشر ظاهر العداوة.
الحمد لله رب العالمين
للموضوع تتمة