الإمالة

[العقيلة الطالبية]

اللهم صل على محمد وال محمد

الإمالة

الإمالة: هي النطق بالألف الممالة بين الألف والياء الصحيحتين، لإمالة شيء عربي، كانت بعض القبائل العربية تفعله وليس كلها قريش قوم النبي صلى الله عليه واله وسلم كانوا أهل فتح، لم يكونوا يميلون هكذا والقرآن نزل عربياً بمعنى باللهجات العربية كلها والنبي صلى الله عليه واله وسلم كان يقرئ كل قوماَ بما اعتادوه من ظواهر لهجية، بالنسبة إلينا في رواية حفص عن عاصم، وردت عندنا كلمة واحدة بالإمالة.

وهناك نوعين من الإمالة خلط صوت الألف بصوت الياء بنسبة تكون فيها الغلبة للألف، وهو ما يسمى عند القراء بالإمالة الصغرى، ونسبة أخرى خلط صوت الألف بصوت الياء بنسبة واحدة يعني خمسين في المئة ألفاً وخمسين بالمئة ياء، هذا ما يسميه القراء الإمالة الكبرى، عندنا برواية حفص عن عاصم كلمة واحدة فيها إمالة كبرى وليس عندنا ولا كلمة فيها إمالة صغرى، يوجد هذا في ورش وفي أبي عمرو البصري إلى آخره، لكن عندنا في حفص وهي كلمة واحدة كلمة ( مجريها )، في سورة هود عليه السلام قال تعالى على لسان نوح:

﴿ وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِاِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا﴾

[ سورة هود: 41]

هكذا رواها حفص عن شيخه عاصم وعاصم عن شيخه عبد الله بن حبيب السُلَمي عن سيدنا زيد بن ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ( مجريها ومرساها )، لو كانت القراءة بالتشهي كان يقول ( مجريها ومرسيها )، أو يقول ( مجراها ومرساها )، أما أن يميل ( مجريها )، ويفتح ( مرساها )، فهذا دليل على أن القراءة بالتلقي والمشافهة، هكذا نقلت إلينا هذه الكلمة ( ري )، ( مجري )، بالإمالة الكبرى، لا حظوا بأن الراء هنا أصلها (مَجْرَاهَا) الراء مفتوحة ولكنها لما أميلت لم تعد مفخمة، قبل الإمالة كنا نقول ( مجراها )، ( راها )، لأن الراء مفتوحة و معنا أن الراء المفتوحة تكون مفخمة ولكنها لما أميلت لم يعد التفخيم يناسبها فصار النطق براء مرققة ( مجري )، ( رِي )، لاحظوا أنها مرققة، علماءنا وضعوا للإمالة علامة وهي على شكل معين في الرياضيات يوضع تحت الحرف الممال تحت حرف الراء:
أيضا جردوا الراء من الحركة، لا نجد فوق الراء فتحة.


لاحظوا العلامة التي تحت حرف الراء، أنظروا إلى الشكل المعين هذا علامة الإمالة ولاحظوا بأن الراء مجردة من الحركة ليس فوق الراء فتحة.