بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
وبعد هذا البيان نقول : الجمع ينقسم إلى جمع تصحيح ويسمى السالم وهو ما سلم فيه لفظ الواحد ( مسلم مسلمون ) والى جمع تكسير وهو ما تغير فيه لفظ الواحد تحقيقا ( أسد أُسد ) أو تقديرا ( فُلك فلك ) ، ثم جمع التصحيح ينقسم إلى مذكر ومؤنث ، فالمؤنث هو ما زيد في آخره ألف وتاء ( مسلمات ) وأما جمع المذكر السالم ( جمع المذكر السالم أي جمع المفرد المذكر السالم لأن الجمع للألفاظ ، والمذكر من التذكير وهو معنى والمعاني لا تجمع ، والسالم الذي سلم واحده في الجمع ) فيلحق آخره واو مضموم ما قبلها رفعا وياء مكسور ما قبلها جرا ونصبا يليهما نون مفتوحة ( للفرق بين المثنى والجمع ) نحو ( جاء المسلمُونَ ) ، ( رأيت المسلمِينَ ) ، ( مررت بالمسلمِينَ ) والسبب في أن إعراب جمع المذكر السالم بهذا الإعراب ( بالواو رفعا وبالياء جرا ونصبا ) هو انه كالمثنى في كثرة دوره في الكلام فأجري مجرى المثنى في خفة العلامة ( الدالة على الجمع ) وترك الإخلال بظهور الإعراب فجعلت علامة الجمع المذكر السالم في الرفع واوا لأنها من أمهات الزوائد ومدلول بها على الجمعية مع الفعل اسما في نحو قولهم ( فعلوا ) ( الواو فاعل ) وحرفا نحو ( أكلوني البراغيث ) ( أكل : فعل ماضي مبني على الضم ، الواو : علامة على الجمع ، النون : للوقاية ، الياء: مفعول به ، البراغيث : فاعل ) وضموا ما قبل الواو إتباعا وجعلوا الإعراب فيه بالانقلاب لامتناع ظهور الحركات على الواو المضموم ما قبلها ( للثقل ) فلجيء إلى الإعراب ببقاء الواو في الرفع على صورتها في أول الوضع ، فإذا دخل عامل الجر قلبوا الواو ياء لمكان المناسبة ( مناسبة الكسرة ) وكسروا ما قبل الياء كما ضموا ما قبل الواو لئلا يلتبس الجمع بالمثنى في بعض الصور في حالة الإضافة وحملوا النصب على الجر كما في التثنية والسبب هو لو قلبت الواو ألفا في النصب لفضى ذلك إلى الالتباس بالمثنى المرفوع ولحقت النون عوضا عن الحركة والتنوين (حكم النون في التثنية وجمع المذكر السالم حكم التنوين في المفرد ) ولذلك تحذف للإضافة وفتحوها تخفيفا وفرقا . ويرد الجمع المذكر السالم في موردين : الأول / الجامد ( ما لم يؤخذ من غيره ) ويتمثل بالعلم ( عامر ) ويشترط فيه شروط : 1- أن يكون علم لمذكر( زيد ) ، احترازاً عن المؤنث، فلا يقال في زينب: زينبون، إلا إذا سمي به مذكر 2- أن يكون عاقل ، سواء كان عاقلا بالفعل أو بالقوة ويخرج به مثل باشق 3- أن يكون خالي من تاء التأنيث ، احترازًا من نحو طلحة وحمزة مما فيه تاء التأنيث، وإن كان مسماه مذكرًا هذا على مذهب البصريين لا يجوز جمعه بواو ونون فلا يقال فيه طلحون وإنما يقال طلحان، وجوز الكوفيون جمعه بواو ونون 4- أن يكون خالي من التركيب، فما كان مركبًا سواء كان تركيبًا إسناديًّا (شاب قرناها) أو مركبًا مزجيًّا (بعلبك) أو مركبًا إضافيًّا حيث يُستغنى بجمع أوله عن ثانيه والجمع المركب ألإسنادي والمركب المزجي لا يجمع بواو ونون وإن أجاز الكوفيون جمعه بواو ونون في المزجي. الثاني / المشتق ( ما يؤخذ من غيره ) ويتمثل بالموصوف ( مذنب ) ويشترط فيه شروط : 1- أن يكون صفةً لمذكر، فإن كان صفةً لمؤنث لا يجمع بواو ونون؛ لأن هذا الجمع خاصٌ بجمع المذكر، سواء كان علماً أو صفةً، وخرج به ما كان صفةً لمؤنث، فلا يقال في حائض: حائضون 2- أن يكون مذكر عاقل ويخرج به ما كان صفةً لمذكر غير عاقل، نحو سابق صفة فرس فلا يجمع بواو ونون. 3- أن يكون خالي من تاء التأنيث، خرج به ما كان فيه تاء تأنيث، مثل: علامة، لا يقال: علامون، ونسابة، لا يقال: نسابون 4- أن لا يكون من باب: أفْعَلِ فعلاء، أي: ليس من باب أفعل الذي له مؤنث على فعلاء، يعني: ليس من باب أفعل المذكر الذي له مؤنث على وزن: فعلاء، كأحمر: حمراء، فأحمر لا يجمع بواو ونون، لا يقال فيه: أحمرون، 5- أن لا يكون من باب فعلان فعلى عطشان عطشى
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
وبعد هذا البيان نقول : الجمع ينقسم إلى جمع تصحيح ويسمى السالم وهو ما سلم فيه لفظ الواحد ( مسلم مسلمون ) والى جمع تكسير وهو ما تغير فيه لفظ الواحد تحقيقا ( أسد أُسد ) أو تقديرا ( فُلك فلك ) ، ثم جمع التصحيح ينقسم إلى مذكر ومؤنث ، فالمؤنث هو ما زيد في آخره ألف وتاء ( مسلمات ) وأما جمع المذكر السالم ( جمع المذكر السالم أي جمع المفرد المذكر السالم لأن الجمع للألفاظ ، والمذكر من التذكير وهو معنى والمعاني لا تجمع ، والسالم الذي سلم واحده في الجمع ) فيلحق آخره واو مضموم ما قبلها رفعا وياء مكسور ما قبلها جرا ونصبا يليهما نون مفتوحة ( للفرق بين المثنى والجمع ) نحو ( جاء المسلمُونَ ) ، ( رأيت المسلمِينَ ) ، ( مررت بالمسلمِينَ ) والسبب في أن إعراب جمع المذكر السالم بهذا الإعراب ( بالواو رفعا وبالياء جرا ونصبا ) هو انه كالمثنى في كثرة دوره في الكلام فأجري مجرى المثنى في خفة العلامة ( الدالة على الجمع ) وترك الإخلال بظهور الإعراب فجعلت علامة الجمع المذكر السالم في الرفع واوا لأنها من أمهات الزوائد ومدلول بها على الجمعية مع الفعل اسما في نحو قولهم ( فعلوا ) ( الواو فاعل ) وحرفا نحو ( أكلوني البراغيث ) ( أكل : فعل ماضي مبني على الضم ، الواو : علامة على الجمع ، النون : للوقاية ، الياء: مفعول به ، البراغيث : فاعل ) وضموا ما قبل الواو إتباعا وجعلوا الإعراب فيه بالانقلاب لامتناع ظهور الحركات على الواو المضموم ما قبلها ( للثقل ) فلجيء إلى الإعراب ببقاء الواو في الرفع على صورتها في أول الوضع ، فإذا دخل عامل الجر قلبوا الواو ياء لمكان المناسبة ( مناسبة الكسرة ) وكسروا ما قبل الياء كما ضموا ما قبل الواو لئلا يلتبس الجمع بالمثنى في بعض الصور في حالة الإضافة وحملوا النصب على الجر كما في التثنية والسبب هو لو قلبت الواو ألفا في النصب لفضى ذلك إلى الالتباس بالمثنى المرفوع ولحقت النون عوضا عن الحركة والتنوين (حكم النون في التثنية وجمع المذكر السالم حكم التنوين في المفرد ) ولذلك تحذف للإضافة وفتحوها تخفيفا وفرقا . ويرد الجمع المذكر السالم في موردين : الأول / الجامد ( ما لم يؤخذ من غيره ) ويتمثل بالعلم ( عامر ) ويشترط فيه شروط : 1- أن يكون علم لمذكر( زيد ) ، احترازاً عن المؤنث، فلا يقال في زينب: زينبون، إلا إذا سمي به مذكر 2- أن يكون عاقل ، سواء كان عاقلا بالفعل أو بالقوة ويخرج به مثل باشق 3- أن يكون خالي من تاء التأنيث ، احترازًا من نحو طلحة وحمزة مما فيه تاء التأنيث، وإن كان مسماه مذكرًا هذا على مذهب البصريين لا يجوز جمعه بواو ونون فلا يقال فيه طلحون وإنما يقال طلحان، وجوز الكوفيون جمعه بواو ونون 4- أن يكون خالي من التركيب، فما كان مركبًا سواء كان تركيبًا إسناديًّا (شاب قرناها) أو مركبًا مزجيًّا (بعلبك) أو مركبًا إضافيًّا حيث يُستغنى بجمع أوله عن ثانيه والجمع المركب ألإسنادي والمركب المزجي لا يجمع بواو ونون وإن أجاز الكوفيون جمعه بواو ونون في المزجي. الثاني / المشتق ( ما يؤخذ من غيره ) ويتمثل بالموصوف ( مذنب ) ويشترط فيه شروط : 1- أن يكون صفةً لمذكر، فإن كان صفةً لمؤنث لا يجمع بواو ونون؛ لأن هذا الجمع خاصٌ بجمع المذكر، سواء كان علماً أو صفةً، وخرج به ما كان صفةً لمؤنث، فلا يقال في حائض: حائضون 2- أن يكون مذكر عاقل ويخرج به ما كان صفةً لمذكر غير عاقل، نحو سابق صفة فرس فلا يجمع بواو ونون. 3- أن يكون خالي من تاء التأنيث، خرج به ما كان فيه تاء تأنيث، مثل: علامة، لا يقال: علامون، ونسابة، لا يقال: نسابون 4- أن لا يكون من باب: أفْعَلِ فعلاء، أي: ليس من باب أفعل الذي له مؤنث على فعلاء، يعني: ليس من باب أفعل المذكر الذي له مؤنث على وزن: فعلاء، كأحمر: حمراء، فأحمر لا يجمع بواو ونون، لا يقال فيه: أحمرون، 5- أن لا يكون من باب فعلان فعلى عطشان عطشى