بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
شرح مختصر المعاني للخطيب القزويني من كتاب مفتاح العلوم للسكاكي مع حاشية التفتزاني
المطلب الاول: بيان مجموعة من الاسئلة الوارد في المقام
السؤال الاول : لماذا لم يقل الشارح رتب الكتاب على خطبة ومقدمة وثلاثة فنون فاين الخطبة؟
الجواب : ان الخطبة لم تقصد في الكلام ,لانها مجرد بسملة وتحميد ,من باب ان الكلام لا يبتدا الا بها .
السؤال الثاني : هنالك خاتمة في علم البديع خارجة عنه فلماذا لم يقل الشارح : وخاتمة بعد كلمة (ثلاثة فنون) ؟
الجواب : ان الخطبة تبحث عن السرقات الشعرية ,وهل هي داخلة في فن البديع او لا ؟ الشارح سوف يثبت انها من نفس الفن وليست بخارجة عنه كما سوف يأتي في محله ان شاء الله تعالى .
زيادة توضيح : ان علم البديع يعطي لعلم البلاغة حسناً ورونقاً وظيفته التحسين اللفظي والمعنوي .
مثال :ان العباء مثلا ان كانت مطرزة بكذا سوف تكون اكثر جمالا واكثر حسناً ,فكذلك السرقات الشعرية .
ولهذا حصل الخلاف هل هي من علم البديع او لا ؟ الشارح كما قلنا سوف يثبت انها من علم البديع ,فلا حاجة الى افردها بالذكر لانها قد ذكرت ضمنا .
وقول الشارح (وجعل الخاتمة ...) اشارة الى هذا الاشكال
السؤال الثالث : ماهو الوجه في الانحصار لهذه العلوم الثلاثة هل هو عقلي ام إستقرائي ؟
الجواب : ان المطالب التي ذكرت في الكتاب ,اما ان تكون مقصودة او لا ,الذي ليس بمقصود هي المقدمة ,واما الذي يكون مقصود فاما له دخل في تأدية المعنى المراد ويسمى علم المعاني ,واما الذي ليس له دخل في تأدية المعنى ,اما ان يحترز عن التعقيد المعنوي فهو علم البيان ,اولا فهو علم البديع .
فان الحصر وان كان من شبيه الحصر العقلي الا انه حصر استقرائي وليس عقلي ,لكن مطالب الكتاب استدعت ان يكون التقسيم هكذا .
السؤال الرابع : ان كلمة (رتب) من الافعال التي تتعدى بنفسها فلماذا عداها الشارح بواسطة حرف جر وقال )رتب المختصر على مقدمة ...) ؟
الجواب : ان الافعال المتعدية احياناً تتضمن معنى (الاشتمال) (اشتمل) فتقول مثلا (اشتمل على كذا ) فان كلمة اشتمل على وزان كلمة رتب مع ان كلمة (اشتمل) تعدت بواسطة حرف جرٍ ,فكلمة رتب تضمنت معنى كلمة اشتمل .
السؤال الخامس : لماذا نكر الشارح كلمة (مقدمة) دون كلمة (الفن) على ماهو مقدم في كل باب ؟
الجواب : ان كلمة الفن كان لها عهد ذكري (فن ـ الفن) دون كلمة مقدمة فليس لها عهد ذكري .
اتمام : ان التنوين الذي في كلمة مقدمة تارة يكون للتعظيم (مقدمةٌ) او (وضوانٌ من الله) وتارة للتحقير او التقليل .
الشارح التفتزاني قال : ان الكلام في مثل هذه الامور مضيعة للوقت وليس البحث فيه من دأب المحصلين .
فائدةٌ : ان كلمة مقدمة هل هي من (قدِم) او من( قدَم) بالفتح اي هل تقول مقدِمة او مقدَمة
هل بصيغة اسم الفاعل (بالفتح) او بصيغة اسم المفعول (بالكسر) فان من المعلوم ان كلمة (قدَم) بالفتح فعل لازم تقول :قدم زيد ,دون المفعول
الشارح التفتزاني قال : لابد من قراءتها بصيغة اسم الفاعل (بالفتح)
لكن السؤال لماذا ؟
الجواب : ان كلمة (مقدَمة) بالفتح اي قدمت امام المقصود وعلى المباحث الثلاثة اي شيء عرض على تلك المباحث .
واما ان نقراها بصيغة اسم المفعول بالكسر (مقدِمة) سوف تكون ذات قدمت امام المقصود ,وهو امر غير مناسب للمعنى , اذ المعنى ان ماتحتوية المقدمة ان يكون امام المقصود وليس من ذاتيات المباحث .
السؤال السادس : هل هذه المقدمة مقدمة علم ام مقدمة كتاب ؟
لكي يتضح الفرق بينهما لابد من بيان مقدمة قلنا : ان مقدمة العلم يكون نفس العلم متوقف عليها ,كما هو الحال من مباحث التجريد للشيخ الطوسي رحمه الله فقدم مقدمة تحتوي على جملة من المسائل المنطقية والفلسفية لكي يتوصل الى مباحث الالهيات ,وكذا ما فعله المناطقة
بصغرى القياس وكبراه .
واما مقدمة الكتاب فلا دخل لها بالكتاب ولا يتوقف عليها نفس العلم ,بل هي تحتوي على امور ثلاث :
1 الموضوع
2 تعريف ذلك الموضوع
3 الغاية والفائدة المترتبة على ذلك اتضحت
اذا اتضحت هذه المقدمة ,قلنا ان المقدمة في هذا الكتاب ليست مقدمة علم اي لا يتوقف نفس المختصر على وجودها ,بل هي من قبيل مقدمة كتاب , لان الشروع في المطالب تتوقف عليها تعريفاَ بدوياً .
يتبع ...