بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
البلاغة
قال :البلاغة في الكلام والمتكلم ,اذ ان المفرد لا يوصف بالبلاغة ,لانه لم يسمع من العرب ذلك اللهم صل على محمد وال محمد
البلاغة
تعريف البلاغة : البلاغة في الكلام هي عبارة عن مطابقة الكلام لمقتضى الحال مع فصاحته .
وفي المقام ركنان اساسيان قد اخذا في التعريف :
الاول : ان يكون الكلام فصيحا
الثاني : مطابقته لمقتضى الحال
فان التعريف مركب من جزئين وفهم المركب من فهم اجزاءه ,فنقول :في كلمة حال , لدينا في المقام مقتضى ومقتضي ,فلو شك شخص ما بوجود شيء وعدمه فمقتضى الحال هو (التوكيد ) فنقول :ان زيدا لقائم , فان مقتضى الحال هو التوكيد لمن شك ,وكذا مقتضى الحال لمن انكر ,وكذا المقتضى لمن جهل فان المقتضى للحال ان نعلم .
وعليه :
اولا : ان مقتضى الحال هي الحالة التي تستدعي كيفية التعامل مع الحالة ولا بد ان تطابقها
الثاني : ان المقتضي ,هو الامر الزائد على الكلام الذي مؤداه رفع نقيضه او اثبات نقيضه ,من خلال الموكدات او الانكاريات وهكذا بحسب الحالة .
الثالث : انه لابد مقتضى الحال ان يطابق المقتضي له كما لو كان المقام مقام حزن وانا فرحٌ فهو من عدم المطابقة , كما قالوا لكل مقام مقال ,ولكل حال مقتضي ومقتضى ,المقتضي هو المكان ,والمقتضى هو الحال الذي يكون عليه حال المكان ويطابقه .
هذا هو الشرح للحال ومقتضى الحال وما يقتضيه ,بدواً ,لكن الشارح التفتزاني شرح لنا هذا المطلب من الناحية التحقيقية ايضا ,لكن قبل الولوج به من الناحية التحقيقية ,لابد من التنبيه على ان في السرح البدوي المتقدم ,جعلنا (المؤكدات والتنبيهات والتوضيح والايجاز والاطناب وماشابه ذلك) هو نفس الخصوصية التي يقتضيها الحال ,اي جعلنا نفس هذا التوكيد مثلا مقتضى الحال .
فان مقتضى الحال هو عبارة عن هذه الامور التي ذكرت من التوكيد والايجاز في مقام الذكاء والاطناب في مقام الغباء .فهي نفسها مقتضى الحال .
واما من الناحية التحقيقية ,فيختلف الامر ,اذ ان مقتضى الحال ليس هو الخصوصية المشتملة على التوكيد والايجاز والاطناب وغيرها ,بل كل الكلام بمجموعه مع اشتماله هذه الخصوصية يسمى مقتضى الحال.
والخلاصة :
اولا :ان الشارح بحث هذا البحث من جهتين الاولى بدوية ,والثانية تحقيقية .
ثانيا : قال : بدواً ان مقتضى الحال هو نفس الخصوصية من (التوكيد في مقام الانكار والايجاز في مقام الذكاء والاطناب في مقام الغباء) فهو نفس هذه الامور التي توضح المطلوب , والمقتضي هو ما يستدعي للمناسبة .
ثالثا : اختلف قوله من الناحية التحقيقية في ذلك ,حيث جعل مجموع الكلام مع خصوصيته المشتملة عليه مقتضى الحال ,اي ان كل الكلام نسميه مقتضى الحال ,لا فقط هذه الامور التي تكون مؤداها التوضيح والايجاز وما شابه .