تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
قال الماتن :ولها طرفان اعلى واسفل اللهم صل على محمد وال محمد
يريد ان يقول : ان البلاغة أشبه بالخط المستقيم فان اعلى مرتبة منه يسمى بالاعجاز ,واذا تسافل الى ادنى مرتبة يسمى اقصى الاسفل
ولهذا قال :اعلى وهو حد الاعجاز وما يقاربه ,اختلف في الضمير الى اين يرجع هل الى الاعلى ام الاعجاز ؟
فان قلنا الى الاعلى ,سوف يكون المعنى :ان الاعلى مع ما يقرب منه هو حد الاعجاز الاعلى
او يكون المعنى ان الضمير يرجع الى الاعجاز فيكون المعنى الاعجاز هو وما يقرب منه
لكن الشارح رجح الى رجوع الضمير الى الاعجاز ,لان القريب من حد الاعجاز لا يكون من طرف الاعلى بل دونه .
قال :بلاغة المتكلم
هنا مطلبان
الاول ماهي النسبة بين الفصاحة والبلاغة
الثاني وجه الانحصار في مايبحث في العلوم الثلاثة (البلاغة والمعاني والبيان) .
اما المطلب الاول : قال المصنف كل بليغ فصيح ولا عكس ,قال الشارح : يريد من العكس ليس العكس المنطقي ,بل اللغوي ,لان عكس الموجبة الكلية في المنطق الى موجبة جزئية في العكس المستوي ,ولو اراد بالعكس المستوي لما صحت الجزئية .
العكس اللغوي هو الارسال بالكلية اي لا كل فصيح بليغ ,فانه قد يكون فصيح لكن غير بليغ
اذاً عكس الموجبة الكلية في العكس اللغوي هو السالبة كلية كما هو واضح .
المطلب الثاني : وجه الانحصار البلاغة في البيان والمعاني ؟
وماهي العلوم التي يحتاج اليها البليغ ؟
الجواب : انا نحتاج الى علم النحو للاحتراز عن ضعف التاليف ,وكذا فن الصرف للاحتراز عن مخالفة القياس ,نحتاح الى اللغة وهي المعاجم اللغوية لكي لا يكون الكلام غريب
لكن الخطيب القزويني قال :في المعاجم اللغوية لا يوجد عندنا كلمة غريبة وكلمة غير غريبة
اجاب الشارح على اعتراض الخطيب :انه نحن عندما تعرض علينا كلمة غريبة فلا بد ان نرجع الى المعاجم فلا نجد لها معنى فلم يذكروها وهذا يدل على انها غريبة الاستعمال اذ لم يوضعوا لها معنى ,فهي وحشية وغير مأنوسة ,وعليه نحتاج الى المعاجم اللغوية المسمى عند البليغ (متن اللغة) .
وكذلك نحتاج الى عدم التنافر من الحروف على ما ذهب اليه الخلخالي والزوزني من كون الحروف من اي قسم هي هل من الاستفالة او الاستعلاء او الشديدة او الرخوة وهكذا ,وعلى راي الشارح في ذلك هو ان نرجع الى الذوق السليم كما تقدم .
ونحتاج الى عدم التعقيد اللفظي من التقدم والتأخر والفصل بين المبتدأ والخبر ,وكذا التعقيد المعنوي الذي سوف يمر علينا في علم البيان .وكذا يحتاج البليغ الى المطابقة لمقتضى الحال وهو علم المعاني الذي يبحث في ذلك ,وبهذا تمت البلاغة .
واما علم البديع فهو من الملحقات بعلم البلاغة كما سوف يأتي ان شاء الله تعالى .
اذاً البلاغة لها ركنان اساسيان :
الركن الاول : الفصاحة
الركن الثاني : المطابقة لمقتضى الحال
واما الركن الاول الفصاحة : مرة للكلمة ومرة للمتكلم ,والمفرد لا يتصف بها
فصاحة الكلمة فيها امور
الاول :تنافر الحروف والمتكفل به على راي الشارح هو (الذوق السليم)
الثاني: مخالفة القياس العلم المتكفل به هو (علم الصرف)
الثالث : الغرابة العلم المتكفل به هو (متن اللغة اي المعاجم)
فصاحة المتكلم فيها امور
الاول : ضعف التاليف العلم المتكفل به هو (علم النحو)
الثاني : تنافر الكلمات المتكفل به هو (الذوق السليم)
الثالث : التعقيد اللفظي العلم المتكفل به هو (على النحو)
الرابع : التعقيد المعنوي العلم المتكفل به هو (علم البيان)
الركن الثاني :المطابقة لمقتضى الحال
العلم المتكفل به هو علم المعاني
فان كل هذه العلوم موجودة قبل البلاغة ,من النحو والصرف واللغة (المعاجم) وغيرها
لكن التعقيد المعنوي لم يوضع له علم ,فجاء البلاغي ووضع له علم واسماه (علم البيان)
والمطابقة لمقتضى الحال ايضا لم يوضع لها علم ,فجاء البليغ ووضع له (علم المعاني)
الخلاصة :
اولا : علم البديع هو من توابع علم البلاغة
ثانيا : ماهي العلوم التي يحتاج اليها ليكون بليغا وقد تقدم انفا
ثالثا: ما هو وجه انحصار علم البلاغة بعلمي البيان والبديع ,قلنا لان العلوم كلها موضوع لها علم مختص بها ,والبلاغة تتوقف على علوم لم يوضع لها علم ,فأنحصرت في علم البيان والمعاني .
ملاحظة : قال الشارح (بناءاً على استعمال المشترك في معنييه...)
بيان :ان المشترك في اللغة يطلق على معنيين
الاول الاشتراك اللفظي ,اللفظ واحد لمعاني متعددة كلفظ (عين)
الاشتراك المعنوي : وهو ما وضع لمعنى كلي له عدة مصاديق ينطبق عليها بالسوية كلفظ (انسان) الذي ينطبق على مصاديقه .
فنقول ان لفظ (بليغ) اما من المشترك اللفظي فيكون اتعماله في المتكلم والكلام لمصاديق متعددة واما يراد من البليغ المشترك المعنوي وهو ما ينطبق على الكلام والمتكلم بلفظ واحد كلي له فردان (الكلام والمتكلم ).
الى هنا , تمت المقدمة , بحمد الله تعالى ..........