إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تفسير ـ فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تفسير ـ فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون


    بسم الله الرحمن الرحيم
    وصل يارب على محمد واله اجمعين


    اية وتفسيرها

    الاية :

    (( فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون ))

    - بيان -

    لما امتن الله تعالى على النبي والمسلمين ، بإرسال النبي الكريم منهم إليهم نعمة لا تقدر بقدر ومنحه على منحة ـ وهو ذكر منه لهم ـ إذ لم ينسهم في هدايتهم إلى مستقيم الصراط ، وسوقهم إلى أقصى الكمال ، وزيادة على ذلك ، وهو جعل القبلة ، الذي فيه كمال دينهم ، وتوحيد عبادتهم ، وتقويم فضيلتهم الدينية والاجتماعية فرع على ذلك دعوتهم إلى ذكره وشكره ، ليذكرهم بنعمته على ذكرهم إياه بعبوديته وطاعته ، ويزيدهم على شكرهم لنعمته وعدم كفرانهم ،

    وقد قال تعالى :

    ( واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لاقرب من هذا رشدا ) الكهف ـ ٢٤.

    وقال تعالى : ( لان شكرتم لازيدنكم ) إبراهيم ـ ٧.

    والآيتان جميعا نازلتان قبل آيات القبلة من سورة البقرة.

    ثم إن الذكر ربما قابل الغفلة كقوله تعالى

    ( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا ) الكهف ـ ٢٨ ،

    وهي انتفاء العلم بالعلم ، مع وجود أصل العلم ، فالذكر خلافه ، وهو العلم بالعلم ، وربما قابل النسيان وهو زوال صورة العلم عن خزانة الذهن ، فالذكر خلافه ،

    ومنه قوله تعالى

    ( واذكر ربك إذا نسيت ).

    وهو حينئذ كالنسيان معنى ذو آثار وخواص تتفرع عليه ، ولذلك ربما أطلق الذكر كالنسيان في موارد تتحقق فيها آثارهما وإن لم تتحقق أنفسهما ، فإنك أذا لم تنصر صديقك ـ وأنت تعلم حاجته إلى نصرك فقد نسيته ، والحال أنك تذكره ، وكذلك الذكر.

    والظاهر أن إطلاق الذكر على الذكر اللفظي من هذا القبيل ، فإن التكلم عن الشئ من آثار ذكره قلبا ،

    قال تعالى ( قل سأتلوا عليكم منه ذكرا ) الكهف ـ ٨٣.

    ونظائره كثيرة ، ولو كان الذكر اللفظي أيضا ذكرا حقيقة فهو من مراتب الذكر ، لانه مقصور عليه ومنحصر فيه ،

    وبالجملة :

    الذكر له مراتب كما قال تعالى :

    ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) الرعد ـ ٢٨ ،

    وقال

    ( واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول ) الاعراف ـ ٢٠٥ ،

    وقال تعالى

    ( فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشدذكرا )

    البقرة ـ ٢٠٠ ،

    فالشدة إنما يتصف به المعنى دون اللفظ ،

    وقال تعالى

    ( واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لاقرب من هذا رشدا ) الكهف ـ ٢٤

    وذيل هذه الآية تدل على الامر برجاء ما هو أعلى منزلة مما هو فيه ، فيؤل المعنى إلى أنك إذا تنزلت من مرتبة من ذكره إلى مرتبة هي دونها ، وهو النسيان ، فاذكر ربك وارج بذلك ما هو أقرب طريقا وأعلى منزلة ،

    فينتج

    أن الذكر القلبي ذو مراتب في نفسه ، وبذلك يتبين صحة قول القائل :

    أن الذكر حضور المعنى عند النفس ، فان الحضور ذو مراتب.

    ولو كان لقوله تعالى ، فاذكروني ـ وهو فعل متعلق بياء المتكلم حقيقة من دون تجوز أفاد ذلك ، أن للانسان سنخا آخر من العلم غير هذا العلم المعهود عندنا الذي هو حصول صورة المعلوم ومفهومه عند العالم ، إذ كلما فرض من هذا القبيل فهو تحديد وتوصيف للمعلوم من العالم ، وقد تقدست ساحته سبحانه عن توصيف الواصفين ،

    قال تعالى
    ( سبحان الله عما يصفون إلا عباد الله المخلصين ) الصافات ـ ١٦٠ ،

    وقال : ( ولا يحيطون به علما ) طه ـ ١١٠ ،

    وسيجئ بعض ما يتعلق بالمقام في الكلام على الآيتين إنشاء الله.

    مقتبس من تفسير الميزان

يعمل...
X