بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
هل هذا الحصر من قبيل الكل في الاجزاء او الكلي في الجزئيات ,وهنا لابد من وجه الفرق بينهما ليتضح المراد .
ان باب الكلي والجزئي يصح الحمل اي حمل الكلي على جزئي فتقول : زيد انسان ,لكن في الكل والجزء لا يصح الحمل فلا تحمل الكل على الجزء فتقول : الجدار بيتٌ ,لان الجدار ليس بيت .
اذاً الانحصار ابواب المعاني هو انحصار الكل في الجزء فلا يصح الحمل كل منهما على علم المعاني ,فلا يصدق على كل منهما مستقلاً وهو لا يصح .
سؤال : انه لماذا قال الماتن : في الابواب كلمة (احوال) الا كلمة (القصر) لم يقل في احوال القصر وكذلك بالنسبة الى البقية ؟
الجواب : انه تارة تتغير العبارة للتفنن في العبارة ,وتارة اخرى لغرض ما ,فان كلمة القصر والانشاء والايجاز وهكذا هي نفس الاحوال فلا يصح ان يقول مثلا: في احوال القصر ,لان القصر نفس الاحوال فتكون العبارة حينئذٍ الاحوال في الاحوال ,وحمل الشيء على نفسه معيب .
سؤال اخر : لماذا انحصرت الابواب في ثمانية لم لا تكون انقص او ازيد من ذلك ؟
الجواب : ينقسم الكلام الى خبر وانشاء وهو من الحصر العقلي ,والخبر الذي تكون له نسبة في الخارج متكون من مسند ومسند اليه واسناد فهذه ثلاثة (3) ويقع الكلام في هذه الامور الثلاثة ثم نضمها الى الانشاء فتصير اربعة(4) ,وكل من المسند والمسند اليه لهما اقسام من حيث الاعلال والجر والنصب والخفض وهكذا فصارت الاقسام خمسة (5) , واذا قيست جملة الى جملة اما معطوفة او لا فان العطف يسمى الوصل فصارت الاقسام (6) , ثم الفعل الذي له متعلقات او الذي يقوم مقام الفعل اما ان ينحصر بمتعلقاته او لا الذي ينحصر نحو ما ضربت الا زيد وعليه نعقد باب الحصر وعدم الحصر وهو باب القصر فصارت الابواب (7) , ثم كل كلام بلحاظ معانيه اما ان يكون اللفظ مساويا للمعنى او ازيد منه او انقص ,فعقدوا بابا ثامنا هو باب المساواة والاطناب والايجاز فصارت الابواب (8) .
اشكال من قبل الشارح على الخطيب القزويني وحاصله : عندما حصر الخطيب ان الخبر له مسند ومسند اليه واسناد فلا وجه للانحصار ذلك في الخبر ,فان الانشاء ايضا له ذلك ,تقول : اضرب زيدا ,فان المتعلق هو الفعل والمسند اليه هو الضمير (انت) فلا وجه للتخصيص في الخبر .
اشكال اخر للشارح قال : ان حاصل حصر الابواب ثمانية وان كان صحيح لكن لا داعي لحصرها بتقسيم عقلي ,لانه بمجرد ان نرجع الى فهرست الكتاب نجدها ثمانية ,لكن المهم هو ان تتعرض الى علة عدم قولك :في باب القصر (احوال القصر) وتبين العلة من وراء ذلك ,لانه مهم .
سؤال :انه لماذا خصصت البحث عن احوال (الفصل والقصر والايجاز) في باب مستقل وذكرت بقيت الاحوال في ضمن سياق البحث ,لان التوكيد والانكار وغيرها من الصفات هي ايضا احوال ولم تتعرض اليها في باب مستقل ؟
الجواب : ان اهمية الفصل والقصر والايجاز مهمة الى درجة جعلوها هي البلاغة بعينها , دون البقية حيث تاتي في السياق ,ولهذا خصهما .