بسم الله الرحمن الرحيم
الرحمن
الرحمن
مأخوذ من الرحمة ، ومعناها معروف ، وهي ضد القسوة والشدة . قال الله تعالى : " أشداء على الكفار رحماء بينهم 48 : 29 . إعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم 5 : 98 " . وهي من الصفات الفعلية ، وليست رقة القلب مأخوذة في مفهومها ، بل هي من لوازمها في البشر .
فالرحمة - دون تجرد عن معناها الحقيقي - من صفات الله الفعلية كالخلق والرزق ، يوجدها حيث يشاء .
فالرحمة - دون تجرد عن معناها الحقيقي - من صفات الله الفعلية كالخلق والرزق ، يوجدها حيث يشاء .
قال عز وجل : " ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم أو إن يشأ يعذبكم 17 : 54 .
يعذب من يشآء ويرحم من يشآء وإليه تقلبون 29 : 21 " . حسب ما تقتضيه حكمته البالغة .
وقد ورد في الآيات طلب الرحمة من الله سبحانه : " وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين 23 : 118 " .
وقال غير واحد من المفسرين وبعض اللغويين : إن صيغة الرحمن مبالغة في الرحمة ، وهو كذلك في خصوص هذه الكلمة ، سواء أكانت هيئة فعلان مستعملة في المبالغة أم لم تكن ، فان كلمة " الرحمن " في جميع موارد استعمالها محذوفة المتعلق ، فيستفاد منها العموم وأن رحمته وسعت كل شئ .
ومما يدلنا على ذلك أنه لا يقال : إن الله بالناس أو بالمؤمنين لرحمن ، كما يقال : إن الله بالناس أو بالمؤمنين لرحيم . وكلمة " الرحمن " بمنزلة اللقب من الله سبحانه ، فلا تطلق على غيره تعالى ، ومن أجل ذلك استعملت في كثير من الآيات الكريمة
من دون لحاظ مادتها قال سبحانه ))" قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شئ)) 36 : 15 .
((إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون)) : 23 .
((هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون)) : 52 .
((ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت)) 67 : 3 " .
ومما يقرب اختصاص هذا اللفظ به قوله تعالى :0 "(( رب السماوات والارض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا)) 19 : 65 " .
فان الملحوظ أن الله تعالى قد اعتنى بكلمة " الرحمن " في هذه السورة " مريم " حتى كررها فيها ست عشرة مرة . وهذا يقرب أن المراد بالآية الكريمة أنه ليس لله سمي بتلك الكلمة .
الرحيم
: صفة مشبهة ، أو صيغة مبالغة . ومن خصائص هذه الصيغة أنها تستعمل
غالبا في الغرائز واللوازم غير المنفكة عن الذات : كالعليم والقدير والشريف ، والوضيع والسخي والبخيل والعلي والدني .
فالفارق بين الصفتين : أن الرحيم يدل على لزوم الرحمة للذات وعدم انفكاكها عنها ، والرحمن يدل على ثبوت الرحمة فقط .
ومما يدل على أن الرحمة في كلمة " رحيم " غريزة وسجية : أن هذه الكلمة لم ترد في القرآن عند ذكر متعلقها إلا متعدية بالباء ، فقد قال تعالى : " إن الله بالناس لرؤف رحيم 1432 . وكان بالمؤمنين رحيما 33 : 43 " . فكأنها عند ذكر متعلقها انسلخت عن التعدية إلى اللزوم .
وذهب الآلوسي إلى أن الكلمتين ليستا من الصفات المشبهة ، بقرينة إضافتهما إلى المفعول في جملة : " رحمن الدنيا والآخرة وحريمهما " . والصفة المشبهة لا بد من أن تؤخذ من اللازم ( 1) .
وهذا الاستدلال غريب ، لان الاضافة في الجملة المذكورة ليست من الاضافة إلى المفعول بل هي من الاضافة إلى المكان أو الزمان . ولا يفرق فيها بين اللازم والمتعدي .
ثم إنه قد ورد في بعض الروايات : أن " الرحمن " اسم خاص ومعناه عام وأما لفظ " الرحيم " فهو اسم عام ، ومعناه خاص ومختص بالآخرة أو بالمؤمنين ( 2 ) إلا أنه لا مناص من تأويل هذه الروايات أو طرحها ، لمخالفتها الكتاب العزيز ، فانه قد استعمل فيه لفظ " الرحيم من غير اختصاص بالمؤمنين أو بالآخرة ففي الكتاب العزيز :
: صفة مشبهة ، أو صيغة مبالغة . ومن خصائص هذه الصيغة أنها تستعمل
غالبا في الغرائز واللوازم غير المنفكة عن الذات : كالعليم والقدير والشريف ، والوضيع والسخي والبخيل والعلي والدني .
فالفارق بين الصفتين : أن الرحيم يدل على لزوم الرحمة للذات وعدم انفكاكها عنها ، والرحمن يدل على ثبوت الرحمة فقط .
ومما يدل على أن الرحمة في كلمة " رحيم " غريزة وسجية : أن هذه الكلمة لم ترد في القرآن عند ذكر متعلقها إلا متعدية بالباء ، فقد قال تعالى : " إن الله بالناس لرؤف رحيم 1432 . وكان بالمؤمنين رحيما 33 : 43 " . فكأنها عند ذكر متعلقها انسلخت عن التعدية إلى اللزوم .
وذهب الآلوسي إلى أن الكلمتين ليستا من الصفات المشبهة ، بقرينة إضافتهما إلى المفعول في جملة : " رحمن الدنيا والآخرة وحريمهما " . والصفة المشبهة لا بد من أن تؤخذ من اللازم ( 1) .
وهذا الاستدلال غريب ، لان الاضافة في الجملة المذكورة ليست من الاضافة إلى المفعول بل هي من الاضافة إلى المكان أو الزمان . ولا يفرق فيها بين اللازم والمتعدي .
ثم إنه قد ورد في بعض الروايات : أن " الرحمن " اسم خاص ومعناه عام وأما لفظ " الرحيم " فهو اسم عام ، ومعناه خاص ومختص بالآخرة أو بالمؤمنين ( 2 ) إلا أنه لا مناص من تأويل هذه الروايات أو طرحها ، لمخالفتها الكتاب العزيز ، فانه قد استعمل فيه لفظ " الرحيم من غير اختصاص بالمؤمنين أو بالآخرة ففي الكتاب العزيز :
فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم 14 : 36 .
نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم 15 : 49 .
إن الله بالناس لرؤف رحيم 22 : 65 .
ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله إنه كان بكم رحيما 17 : 66 .
إلى غير ذلك من الآيات الكريمة ، وفي بعض الادعية والروايات : رحمن الدنيا الآخرة ورحيمهما ( 3) .
ويمكن أن يوجه هذا الاختصاص بأن الرحمة الالهية إذا لم تنته إلى الرحمة في الآخرة ، فكأنها لم تكن رحمة ( 4 ) .
وما جدوى رحمة تكون عاقبتها العذاب والخسران ؟ فإن الرحمة الزائلة تندك أمام العذاب الدائم لا محالة ، وبلحاظ ذلك صح أن يقال : الرحمة مختصة بالمؤمنين أو بالآخرة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم 15 : 49 .
إن الله بالناس لرؤف رحيم 22 : 65 .
ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله إنه كان بكم رحيما 17 : 66 .
إلى غير ذلك من الآيات الكريمة ، وفي بعض الادعية والروايات : رحمن الدنيا الآخرة ورحيمهما ( 3) .
ويمكن أن يوجه هذا الاختصاص بأن الرحمة الالهية إذا لم تنته إلى الرحمة في الآخرة ، فكأنها لم تكن رحمة ( 4 ) .
وما جدوى رحمة تكون عاقبتها العذاب والخسران ؟ فإن الرحمة الزائلة تندك أمام العذاب الدائم لا محالة ، وبلحاظ ذلك صح أن يقال : الرحمة مختصة بالمؤمنين أو بالآخرة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 2 ) تفسير الطبري ج 1 ص 43 ، وتفسير البرهان ج 1 ص 28 . (2) ( 1 ) تفسير الآلوسي ج 1 ص59
( 3 ) الصحيفة السجادية في دعائه - ع - في استكشاف الهموم ، ومستدرك الحاكم ج 1 ص 155 .
( 4 ) اشير إلى ذلك في بعض الادعية المأثورة .
( 3 ) الصحيفة السجادية في دعائه - ع - في استكشاف الهموم ، ومستدرك الحاكم ج 1 ص 155 .
( 4 ) اشير إلى ذلك في بعض الادعية المأثورة .