لا ملازمة بين الحكم بالجود وادراك الكنه

[المجلسي]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على على محمد وال محمد

من الامور التي يعتقد البعض انها من المسلمات انه لابد من تصور ما وادراك معيّن لكل حقيقة من الحقائق الموجودة والا لامعنى لوجودها اي اذا كان موجود فلابد من وصول العلم لادراك كنهه ، من هذه الحقائق هو الذات المقدسة ونحن نقول
لاملازمة بين الحكم بالوجود وادراك الكنه
فان اغلب الموجودات التي نحكم بجودها عن طريق المشاهدة والحس لانعلم من حقائقها شيئا وكثيرا من القوى الطبيعية مع انه لاسبيل الى ادراك كنهها نحن على يقين من وجدها بمشاهدة اثارها ولايصح لذي مسكة ان يفرض ملازمة بين الحكم بالوجود وادراك الكنه ، وقد نقل ان احد المشايخ حاضر يوما احد أساتذته العرفاء فقال له اتدري لماذا لاتددرك الله تعالى العقول ولاتتصوره المشاعر ، أضرب لك مثلا ان اجسام المرئيات وأشباح المبصرات اذا ألصقت بالنواظرولامست المحاجر فانها لاتراها جرّب ذلك ، وهو جل الاؤه مع كل شيء لابمقارنة وغير كل شيء لابمزايلة انعقدت بجلاله المشاعر تقومت بالائه المدارك فهو اقرب الينا من حبل الوريد فلقربه لاندركه ولدنوه لانتصوره والشيء قد يخفى لفرط ظهوره

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه محمد واله الطاهرين