بسم الله الرحمن الرحيم
اذا عرفت حقيقة الخاتمية في باب النبوة والرسالة فاعلم ان دور العقل في هذه المسالة محدود والذي يمكن العقل معرفته هو انه متى انتهت الشريعة الى النقطة النهائية في بيان الخطط الاساسية لبرمجت الحياة الانسانية بحيث لم يبق هنالك اصل او قاعدة دينية يحتاج اليها الانسان بما هو انسان وذو فطرة انسانية ,لا هو يعيش في زمان او مكان معين او ظروف خاصة فعندئذ يجب ان يختم باب النبوة اذ بعث نبي اخر بشريعة جديدة يصبح لغوا في الفرض المذكور ,هذا ما يستطيع العقل معرفته والتعرف عليه .
واما تعيين تلك الشريعة الختمية والنبي الخاتم فليس هذا في وسع العقل ادراكه بل ينحصر طرقه في الوحي نعم بعد ورود الوحي بذلك وتعيين الشريعة الخاتمية يفتح طريق البحث والدراسة امام العقل بتقييم المعارف والاحكام النازلة في تلك الشريعة وكشف فلسفة الخاتمية كما سيوافيك بيانه .
اليك نماذج من دلائل الخاتمية على ضوء القران والسنة .
1((ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول اللّه وخاتم النبيين وكان اللّه بكل شيءعليما ))
فان صدر الاية يشير الى قصة تبني رسول الله ص زيداً قبل النبوة وكان العرب ينزلون الادعياء منزلة الابناء في احكام الزواج واليراث فاراد الله سبحانه وتعالى ان ينسخ تلك السنة الجاهلية فامر رسول الله ان يتزوج زوجته زينب بعد مفارقته لها فلما تزوجها رسول الله اوجد ذلك الزواج ضجة بين المنافقين والمتوغلين في النزعات الجاهلية ,فرد الله مزامعهم وطعنهم بقوله تعالى ((ماكان محمد ابا احدٍ من رجالكم )) من الذين لم يلدهم ومنهم زيد . وذيل الاية تبين ما لمحمد ص من المنصب الالهي الذي يرتبط بعموم المسلمين وغيرهم من ابناء البشر وهو انه ص رسول الله وخاتم النبيين فجاء بشريعة الهية ختمت بها الشرائع الالهية جمعاء كم ختمت بنبوته باب النبوة فلا ياتي بعده نبي ولا رسول ولا شريعة .
وقد تقدم ان الخاتم بفتح التاء ما يختم به كما ان الطابع ما يطبع به فهم ص رسول من الله وقد ختم به باب النبوة فلا نبي بعده وقد عرفت ان الرسالة منصب إبلاغ الشريعة الالهية الى الناس او تابعة فيها وعلى هذا فختم النبوة يستلزم ختم الرسالة ,اذ لا رسالة من غير النبوة سواء قلنا بانهما متلازمان او ان النبوة اعم من الرسالة وذلك لانه كما ان نفي احد المتلازمين يقتضي نفي الاخر كذلك نفي الاعم يستلزم نفي الاخص فنفي المضيء مطلقا يستلزم نفي طلوع الشمس اذ الشمس اخص مطلقا من المضيء .وكذلك نفي الحيوان يقتضي نفي الانسان اذ الانسان اخص مطلقا من الحيوان .
وبذلك يظهر وهن ما استشكل به جماعة البهائية على استدلال بالاية على الخاتمية من ان الاية انما تدل على ختم باب النبوة دون باب الرسالة فمن الممكن ان يبعث رسول من الله تعالى بعد النبي الاكرم ص دون النبي ص .
وهم ودفع
ربما يتوهم ان الخاتم في الاية لا يعني به ما يختم به ,بل المقصود به ان النبي ص يشبه الخاتم في سلسلة الانبياء فالاية ناظرة الى ما للنبي الاكرم ص من الفضل والمزية على غيره من الانبياء ولا صلة له بمسالة ختم باب النبوة .
الجواب : ذلك مدفوع اذ ان معنى الخاتم في اللغة كما تقدم وهو ما يختم به واما إطلاقه على ما يتزين به الرجال والنساء وتسميته خاتما من باب المجاز والاستعارة وذلك لانهم كانوا يختمون به مكتوبهم ومواثيقهم واستعمال اللفظ في المعنى المجازي رهن وجود علاقة مصححة للاستعمال هذا اولا ,ثانيا وجود قرينة دالة على المقصود , وكلاهما مفقودان في المقام والسياق يأباهما اذ الظاهر من السياق هو انه ليس بين النبي الاكرم وبينكم وغيركم من ابناء البشر علاقة الابوة والبنوة من حيث النسب وانما العلاقة بينه وبينكم علاقة الرسالة اذ هو رسول الله اليكم والى غيركم من ابناء البشر الى يوم القيامة وهذا ما دل عليه بكلمة (رسول الله) و(خاتم النبيين) .
اضف الى ذلك ان صاحب الشبهة وهو البهائية فصلوا النبوة من الرسالة ولازم ذلك ان النبي ص افضل النبيين دون الرسل وهذا خلف اجماع المسلمين .
2 ((وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن اكثر الناس لا يعلمون))
تقرير دلالة الاية على عمومية الرسالة وبهذا يدل على الخاتمية ,اذ اختصاص الاية بعموم الناس في عصره يحتاج الى قرينة وليست بموجودة
3 من النصوص الروائية ايضا الحديث المتواتر (انت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي)
وغيرها من الادلة الكثيرة جدا اكثر من ان تحصى عددا
شبهات حول النبوة ياتي تابع ...