إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تحقيق حول خاتمية النبوة 4

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تحقيق حول خاتمية النبوة 4


    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد


    لقد اتضح مما تقدم من النصوص في الكتاب والسنة ان باب النبوة والرسالة صار مختوما بالنبي الاكرم ص وشريعته فحلال محمد حلال الى يوم القيامة وحرامه حرام الى يوم القيامة وهاهنا يطرح سؤال وهو انه لماذا صارت النبوة مختومة ولم يبعث نبي اخر بشريعة جديدة ؟ اولم تكن جهة تعدد الشرائع وتجددها في اختلاف الناس في علومهم وفكرتهم في ادوار التاريخ وهكذا اختلاف الظروف والشرائط الحاكمة على حياتهم ؟....
    الجواب : ان ما ذكر من تاثير التفاوت والاختلاف بين الناس من حيث المدينة والعلم والعقلية والظروف الزمانية والمكانية في تعدد الشرائع وتجدد النبوات امر صحيح في حد نفسه ,ولكنه ليس بوحده مدارا لذلك حتى يستمر تجدد النبوة والشريعة الى يوم القيامة ونحن بعد التامل التام في مسالة الخاتمية وما يبتني عليه اصل النبوة والشريعة اعني حكمة الصانع تعالى وعلمه ورحمته نستطيع ان نتعرف على فلسفة الخاتمية وسرها واليك توضيح ذلك .
    1 استعداد الانسان وحاجته الى تلقي الشريعة الالهية محدود بحد خاص وليس بغير المتناهي فالاصول والاحكام الالهية التي يحتاج اليها الانسان في ار حياته محدودة و متناهية واذا فرضنا انه قد تلقى جميع تلك الاصول والاحكام من طريق الوحي والنبوة ,لم يبق مجال لتحديد النبوة والشريعة وهذا هو الخاتمية في النبوة فلو فرض مجيء نبي او هاد من الله تعالى بعد ذلك لم ياتي بشريعة جديدة ,اذ المفروض ان الشريعة بلغت الى غاية من يتصور فيها من الكمال والانسان تلقى من الوحي اكمل ما يتصور تلقيه من اصول المعارف والاحكام بواسطة الوحي والنبوة ,وانما الذي يتصور هاهنا هو سائر الوظائف والشؤون التي كانت للقادة الالهيين من الدعوة الى التوحيد والعمل الصالح وصيانة الشريعة من التحريف وتبيين معارف الشريعة واحكامها والقضاء في الاختلاف الدينية وفصل الخصومات والمنازعات ونحو ذلك .
    2 التامل في المعارف ,القران واحكامه يدل على العقل الى ان الشريعة هي تلك الشريعة الكاملة التي لا يتصور هنالك اكمل واتم منها ففي كل مجال من مجالات التي تتعلق بشؤون الانسان في حياته وعلاقاته مع خالقه ونفسه وابناء جلدته وعالم الكون مطلقا يرى العقل السليم بوضوح ان الخطط والاصول التي القاها الاسلام احسن واكمل ما يتصور في ذلك المجال فعلى سبيل المثال .
    أ ـ ان وجوده سبحانه مما لا يقبل الشك والترديد لمن نظر الى الكون بعين البصيرة و الاعتبار .
    ب ـ ان الله تعالى قد احاط بكل شيء علما وقدرة وتدبير بل هو الاول والاخر ...وهو اين ماتكونوا معكم
    ج ـ انه تعالى واحد بالوحدة الحقة بسيط الذات ليس له حد فهو قاهر ليس مقهور
    د ـ انه تعالى غني بالذات حميد في فاته لا يدانيه احد وشوب ونقص وحاجة .
    الى غير ذلك من المعارف العالية التي لا يوجد لها مثيل ولا نظير في غير الاسلام ولا يتصور ورائها معارف حتى تبين من طرق الوحي والنبوة .
    وهكذا في مجال الاخلاق والسياسة والاجتماع ...نعم هنالك شيء وهو ان القران بين الخطط الرئيسية واصول البرنامج الديني ومن هنا يجب ان يكون رجال راسخون في العلم ومطهرون يقومون بتبيين تلك الاصول الكبريات على الموضوعات المستحدثة عبر الزمن والازمنة وهذا ما يرجع الى مسالة الخلافة والامامة من جانب ,والاجتهاد في الاحكام الدين من جانب اخر على ما سوف ياتي ان شاء الله في القريب العاجل .
    فان قلت لماذا لم يعط الله تعالى هذه الشريعة الكاملة والخاتمة الى غير نبي غير نبي الاسلام ص من الانبياء السابقين ,وكذلك الى حصرها في الخمسة ؟
    قلت : العم بالجزئيات في هذه المسالة خارج عن العقل ولم يرد فيها اي بيان من الوحي نفسه لكن نحن نعلم بالعلم القطعي ان ذلك كله كان بمقتضى الحكمة الالهية وان هنالك ملاكات واقعية لحصر الشرائع في الخمسة وختمها في مرحلة معينة من تاريخ الانسان والذي يمكن القول بملاحظة الايات والاحاديث ومطالعة التاريخ هو ان الامم المتقدمة لم يكونوا مستعدين ومؤهلين لتحمل هذه الرسالة العظيمة والشاهد على ذلك ما يحكيه التاريخ وينص عليه القران من تحريف الكتب الالهية النازلة على الانبياء المتقدمين فاين كتاب نوح وابراهيم ع واين التوراة والانجيل ... ولكن الامة الاسلامية اثبتت اهليتها لذلك فبالغت في الاعتناء والاهتمام بشأن القران فصار مصونا من التحريف بزيادة او نقصان .
    فان قلت : هب ان الشريعة بلغت الى اكمل واتم ما يتصور من المعارف والاحكام وبذلك ختمت النبوة التشريعية فما هو الوجه في ختم النبوة مطلقا ولماذا لم تستمر النبوة غير التشريعية :اعني نبوة التبليغ والتبشير ؟
    قلنا : الجواب عن ذلك ,على ضوء اصل الامامة عند الشيعة الامامية واضح اذ اوصياء النبي ص هم الائمة الاثنا عشر من ذرية النبي ص وهم معصومون مطهرون بعصمة وطهارة الهية خاصة والله تعالى هو الذي اعطاهم منصب الوصية وامر النبي ص بابلاغ ذلك ... وقد بلغ النبي ص ذلك في واقعت الغدير المشهورة لدى الجميع .

يعمل...
X