بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله اجمعين 558- مجلسي حسن 26 / 548 عَلِيُّ بنُ إِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي أَيُّوبَ الخَزَّازِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللَّهِ (عليه السلام) أَنَّ آزَرَ أَبَا إِبرَاهِيمَ (عليه السلام) كَانَ مُنَجِّماً لِنُمرُودَ وَ لَم يَكُن يَصدُرُ إِلَّا عَن أَمرِهِ فَنَظَرَ لَيلَةً فِي النُّجُومِ فَأَصبَحَ وَ هُوَ يَقُولُ لِنُمرُودَ لَقَد رَأَيتُ عَجَباً قَالَ وَ مَا هُوَ قَالَ رَأَيتُ مَولُوداً يُولَدُ فِي أَرضِنَا يَكُونُ هَلَاكُنَا عَلَى يَدَيهِ وَ لَا يَلبَثُ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى يُحمَلَ بِهِ قَالَ فَتَعَجَّبَ مِن ذَلِكَ وَ قَالَ هَل حَمَلَت بِهِ النِّسَاءُ قَالَ لَا قَالَ فَحَجَبَ النِّسَاءَ عَنِ الرِّجَالِ فَلَم يَدَعِ امرَأَةً إِلَّا جَعَلَهَا فِي المَدِينَةِ لَا يُخلَصُ إِلَيهَاوَ وَقَعَ آزَرُ بِأَهلِهِ فَعَلِقَت بِإِبرَاهِيمَ (عليه السلام) فَظَنَّ أَنَّهُ صَاحِبُهُ فَأَرسَلَ إِلَى نِسَاءٍ مِنَ القَوَابِلِ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ لَا يَكُونُ فِي الرَّحِمِ شَي ءٌ إِلَّا عَلِمنَ بِهِ فَنَظَرنَ فَأَلزَمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَا فِي الرَّحِمِ إِلَى الظَّهرِ فَقُلنَ مَا نَرَى فِي بَطنِهَا شَيئاً وَ كَانَ فِيمَا أُوتِيَ مِنَ العِلمِ أَنَّهُ سَيُحرَقُ بِالنَّارِ وَ لَم يُؤتَ عِلمَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى سَيُنجِيهِ قَالَ فَلَمَّا وَضَعَت أُمُّ إِبرَاهِيمَ أَرَادَ آزَرُ أَن يَذهَبَ بِهِ إِلَى نُمرُودَ لِيَقتُلَهُ فَقَالَت لَهُ امرَأَتُهُ لَا تَذهَب بِابنِكَ إِلَى نُمرُودَ فَيَقتُلَهُ دَعنِي أَذهَب بِهِ إِلَى بَعضِ الغِيرَانِ أَجعَلهُ فِيهِ حَتَّى يَأتِيَ عَلَيهِ أَجَلُهُ وَ لَا تَكُونَ أَنتَ الَّذِي تَقتُلُ ابنَكَ فَقَالَ لَهَا فَامضِي بِهِ قَالَ فَذَهَبَت بِهِ إِلَى غَارٍ ثُمَّ أَرضَعَتهُ ثُمَّ جَعَلَت عَلَى بَابِ الغَارِ صَخرَةً ثُمَّ انصَرَفَت عَنهُ قَالَ فَجَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ رِزقَهُ فِي إِبهَامِهِ فَجَعَلَ يَمَصُّهَا فَيَشخُبُ لَبَنُهَا وَ جَعَلَ يَشِبُّ فِي اليَومِ كَمَا يَشِبُّ غَيرُهُ فِي الجُمعَةِ وَ يَشِبُّ فِي الجُمعَةِ كَمَا يَشِبُّ غَيرُهُ فِي الشَّهرِ وَ يَشِبُّ فِي الشَّهرِ كَمَا يَشِبُّ غَيرُهُ فِي السَّنَةِ فَمَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَن يَمكُثَ ثُمَّ إِنَّ أُمَّهُ قَالَت لِأَبِيهِ لَو أَذِنتَ لِي حَتَّى أَذهَبَ إِلَى ذَلِكَ الصَّبِيِّ فَعَلتُ قَالَ فَافعَلِي فَذَهَبَت فَإِذَا هِيَ بِإِبرَاهِيمَ (عليه السلام) وَ إِذَا عَينَاهُ تَزهَرَانِ كَأَنَّهُمَا سِرَاجَانِ قَالَ فَأَخَذَتهُ فَضَمَّتهُ إِلَى صَدرِهَا وَ أَرضَعَتهُ ثُمَّ انصَرَفَت عَنهُ فَسَأَلَهَا آزَرُ عَنهُ فَقَالَت قَد وَارَيتُهُ فِي التُّرَابِ فَمَكَثَت تَفعَلُ فَتَخرُجُ فِي الحَاجَةِ وَ تَذهَبُ إِلَى إِبرَاهِيمَ (عليه السلام) فَتَضُمُّهُ إِلَيهَا وَ تُرضِعُهُ ثُمَّ تَنصَرِفُ فَلَمَّا تَحَرَّكَ أَتَتهُ كَمَا كَانَت تَأتِيهِ فَصَنَعَت بِهِ كَمَا كَانَت تَصنَعُ فَلَمَّا أَرَادَتِ الِانصِرَافَ أَخَذَ بِثَوبِهَا فَقَالَت لَهُ مَا لَكَ فَقَالَ لَهَا اذهَبِي بِي مَعَكِ فَقَالَت لَهُ حَتَّى أَستَأمِرَ أَبَاكَ قَالَ فَأَتَت أُمُّ إِبرَاهِيمَ (عليه السلام) آزَرَ فَأَعلَمَتهُ القِصَّةَ فَقَالَ لَهَا ائتِينِي بِهِ فَأَقعِدِيهِ عَلَى الطَّرِيقِ فَإِذَا مَرَّ بِهِ إِخوَتُهُ دَخَلَ مَعَهُم وَ لَا يُعرَفُ قَالَ وَ كَانَ إِخوَةُ إِبرَاهِيمَ (عليه السلام) يَعمَلُونَ الأَصنَامَ وَ يَذهَبُونَ بِهَا إِلَى الأَسوَاقِ وَ يَبِيعُونَهَا قَالَ فَذَهَبَت إِلَيهِ فَجَاءَت بِهِ حَتَّى أَقعَدَتهُ عَلَى الطَّرِيقِ وَ مَرَّ إِخوَتُهُ فَدَخَلَ مَعَهُم فَلَمَّا رَآهُ أَبُوهُ وَقَعَت عَلَيهِ المَحَبَّةُ مِنهُ فَمَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ قَالَ فَبَينَمَا إِخوَتُهُ يَعمَلُونَ يَوماً مِنَ الأَيَّامِ الأَصنَامَ إِذَا أَخَذَ إِبرَاهِيمُ (عليه السلام) القَدُومَ وَ أَخَذَ خَشَبَةً فَنَجَرَ مِنهَا صَنَماً لَم يَرَوا قَطُّ مِثلَهُ فَقَالَ آزَرُ لِأُمِّهِ إِنِّي لَأَرجُو أَن نُصِيبَ خَيراً بِبَرَكَةِ ابنِكِ هَذَا قَالَ فَبَينَمَا هُم كَذَلِكَ إِذَا أَخَذَ إِبرَاهِيمُ القَدُومَ فَكَسَرَ الصَّنَمَ الَّذِي عَمِلَهُ فَفَزِعَ أَبُوهُ مِن ذَلِكَ فَزَعاً شَدِيداً فَقَالَ لَهُ أَيَّ شَي ءٍ عَمِلتَ فَقَالَ لَهُ إِبرَاهِيمُ (عليه السلام) وَ مَا تَصنَعُونَ بِهِ فَقَالَ آزَرُ نَعبُدُهُ فَقَالَ لَهُ إِبرَاهِيمُ (عليه السلام) أَ تَعبُدُونَ ما تَنحِتُونَ فَقَالَ آزَرُ لِأُمِّهِ هَذَا الَّذِي يَكُونُ ذَهَابُ مُلكِنَا عَلَى يَدَيهِ . هذا قول المعصوم الذي لا يرد و هو يقول ( وَ وَقَعَ آزَرُ بِأَهلِهِ فَعَلِقَت بِإِبرَاهِيمَ ) |
الرد :
أولا إعلم أنه حتى لو وردت عندنا رواية سندها كالفولاذ و متنها معارض القرآن فنحن نرمي بها عرض الحائط ...
و هذه الرواية متنها لا يصح كما أنه خبر آحاد في مقابل روايات تواترت على طهارة أنساب الأنبياء و لا يقف خبر الآحاد في مقابل التواتر
فالمتواتر من الروايات عندنا يقول بطهارة أصلاب الأنبياء جميعا بلا استثناء و الرواية مخالفة للإجماع فلا نأخذ بها ...
عند الاجماع ضد خبر ما يكون الحكم على هكذا خبر بالرفض و يردونه و يكون خبر شاذ لا حجية فيه ...
و المجلسي عندما يصحح أو يضعف فيكون على السند و ليس المتن .. و المتن لا يصح و هو يعارض القرآن الكريم .. فهذه الرواية لا قيمة لها ..
و بما أنك نقلت من تحسين الرواية من مرآة العقول يا ليتك كنت أمينا و نقلت تعليق المجلسي على هذا الخبر حيث قال
مرآة العقول الجزء 26 صفحة 548 - 549 - 550
(3): حسن.
قوله عليه السلام:" إن آزر أبا إبراهيم عليه السلام"
(4) اعلم أن العامة اختلفوا في أبي إبراهيم، قال الرازي في تفسير قوله تعالى:" وَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ" ظاهر هذه الآية تدل على أن اسم والد إبراهيم هو آزر، و منهم من قال اسمه تارخ، قال الزجاج:
لا خلاف بين النسابين أن اسمه تارخ، و من الملحدة من جعل هذا طعنا في القرآن.
أقول: ثم ذكر لتوجيه ذلك وجوها (إلى أن قال): و الوجه الرابع: إن والد إبراهيم عليه السلام كان تارخ، و آزر كان عما له، و العم قد يطلق عليه لفظ الأب كما حكى الله عن أولاد يعقوب أنهم" قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَ إِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ وَ إِسْحاقَ" و معلوم أن إسماعيل كان عما ليعقوب، و قد أطلقوا عليه لفظ الأب
فكذا هيهنا.
أقول: ثم قال بعد كلام: قالت الشيعة إن أحدا من آباء الرسول و أجداده ما كان كافرا، و أنكروا أن والد إبراهيم كان كافرا، و ذكروا أن آزر كان عم إبراهيم و ما كان والدا له و احتجوا على قولهم بوجوه.
الحجة الأولى: إن آباء نبينا ما كانوا كفارا، و يدل عليه وجوه (منها) قوله تعالى:" الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ وَ تَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ" قيل: معناه أنه كان ينقل روحه عن ساجد إلى ساجد، و بهذا التقدير فالآية دالة على أن جميع آباء محمد صلى الله عليه و آله كانوا مسلمين، و حينئذ يجب القطع بأن والد إبراهيم كانمسلما.
ثم قال: و مما يدل أيضا على أن أحدا من آباء محمد صلى الله عليه و آله ما كانوا مشركين قوله صلى الله عليه و آله: لم أزل أنقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات، و قال تعالى:
" إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ" و ذلك يوجب أن يقال إن أحدا من أجداده ما كان من المشركين انتهى.
و قال الشيخ الطبرسي- رحمه الله- بعد نقل ما مر من كلام الزجاج: و هذا الذي قاله الزجاج يقوى ما قاله أصحابنا أن آزر كان جد إبراهيم لأمه، أو كان عمه من حيث صح عندهم أن آباء النبي صلى الله عليه و آله إلى آدم كلهم كانوا موحدين، و أجمعت الطائفة على ذلك انتهى.
أقول: الأخبار الدالة على إسلام آباء النبي صلى الله عليه و آله من طرق الشيعة مستفيضة بل متواترة، و كذا في خصوص والد إبراهيم قد وردت بعض الأخبار، و قد عرفت إجماع
الفرقة المحقة على ذلك بنقل المخالف و المؤالف، و هذا الخبر صريح في كون والده عليه السلام آزر فلعله ورد تقية و بسط القول فيه و في سائر خصوصيات قصصه عليه السلام موكول إلى كتابنا الكبير.
--------------- انتهى