بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله اجمعين
... قال أيضا في مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج26، ص: 369
و رووا عنه أيضا" أنه قيل له: لو استغفرت لأبيك و أمك، فقال: لو استغفرت لهما لاستغفرت لأبي طالب، فإنه صنع إلى ما لم يصنعا، و أن عبد الله و آمنة و أبا طالب في حجرة من حجرات جهنم.
فأما الذين زعموا أنه كان مسلما فقد رووا خلاف ذلك، فأسندوا خبرا إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال:" قال رسول الله صلى الله عليه و آله: قال لي جبرئيل: إن الله مشفعك في ستة بطن حملتك آمنة بنت وهب، و صلب أنزلك عبد الله بن عبد المطلب، و حجر كفاك أبي طالب، و بيت آواك عبد المطلب، و أخ كان لك في الجاهلية- قيل: يا رسول الله (صلى الله عليه و آله) و ما كان فعله قال: كان سخيا يطعم الطعام، و يجوز بالنوال- و ثدي أرضعك حليمة بنت أبي ذؤيب.
قالوا: و قد نقل الناس كافة عن رسول الله أنه قال:" نقلنا من الأصلاب الطاهرة إلى الأرحام الزكية" فوجب بهذا أن يكون آباؤه كلهم منزهين عن الشرك، لأنهم لو كانوا عبدة أصنام لما كانوا طاهرين.
قالوا: و أما ما ذكر في القرآن من إبراهيم و أبيه آزر و كونه ضالا مشركا فلا يقدح في مذهبنا، لأن آزر كان عم إبراهيم، فأما أبوه فتارخ بن ناحور و و سمي العم أبا كما قال:" أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قالَ لِبَنِيهِ ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَ إِلهَ آبائِكَ" ثم عد فيهم إسماعيل و ليس من آبائه، و لكنه عمه.
ثم قال: و احتجوا في إسلام الآباء بما روي عن جعفر بن محمد أنه قال: يبعث الله عبد المطلب يوم القيامة و عليه سيماء الأنبياء و بهاء الملوك.
-------------- انتهى
و سأورد بعض ما بعض ما صرح به علمائنا في الإجماع على سلامة و طهارة أنساب الأنبياء من الشرك و النجس ...
قال المجلسي في بحار الأنوار الجزء 15 صفحة 117 ( بيان طويل سآخذ مقتطف منه و لعلني أرفق كلامه كاملا في مشاركة مستقلة ) ..
[117]
62 د : عبدالله أنفذه أبوه يمتار ( 1 ) له تمرا من يثرب فتوفي بها ( 2 ) .
63 عد : قال الشيخ أبوجعفر رضي الله عنه : اعتقادنا في آباء النبي صلى الله عليه وآله أنهم
مسلمون من آدم إلى أبيه عبدالله ، وأن أبا طالب كان مسلما ، وآمنة بنت وهب بن عبد
مناف ام رسول الله صلى الله عليه وآله كانت مسلمة ، وقال النبي صلى الله عليه وآله : خرجت من نكاح ولم أخرج
من سفاح من لدن آدم .
وقد روي أن عبدالمطلب كان حجة ، وأبوطالب ( 3 ) كان وصيه عليه السلام ( 4 ) .
بيان : اتفقت الامامية رضوان الله عليهم على أن والدي الرسول وكل أجداده
إلى آدم عليه السلام كانوا مسلمين ، بل كانوا من الصديقين : إمام أنبياء مرسلين ، أو أوصياء معصومين ،
ولعل بعضهم لم يظهر الاسلام لتقية أو لمصلحة دينية .
قال أمين الدين الطبرسي رحمه الله في مجمع البيان : قال أصحابنا : إن آزركان جد
إبراهيم عليه السلام لامه ، أو كان عمه من حيث صح عندهم أن آباء النبي صلى الله عليه وآله إلى آدم
كلهم كانوا موحدين ، وأجمعت الطائفة على ذلك ، ورووا ( 5 ) عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال :
لم يزل ينقلني الله من أصلاب الطاهرين إلى أرحام المطهرات ، حتى أخرجني في عالمكم
هذا ، لم يدنسني بدنس الجاهلية .
ولو كان في آبائه عليه السلام كافر لم يصف جميعهم بالطهارة ، مع قوله سبحانه : ( إنما
المشركون نجس ) ولهم في ذلك أدلة ليس هنا موضع ذكرها . انتهى