بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
صلة الموصول /
لما فرغ المصنف من تعداد الأسماء الموصولة وشرح معانيها ، أخذ في بيان ما يلزمها من الاستعمال وهو أن كل موصول يلزمه أن يعرَّف بصلة لرفع الإبهام سواء كان موصول اسمي مختص أم مشترك أو حرفي ، ويشترط في الصلة شروط :
الأول : أن تكون الصلة بعد الموصول مباشرة فلا يفصل بينهما فاصل أجنبي .
الثاني : أن تكون الصلة مشتملة على ضمير عائد إلى الموصول مطابق له في الإفراد والتذكير وفروعهما التأنيث والتثنية والجمع .
الثالث : أن تكون الصلة معهودة بين المتكلم والمخاطب نحو : ( جاء الذي عرفته ) ، أو منزلة منزلة المعهود نحو قوله تعالى : ( فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ ) وإلا ( لم تكون معهودة ) لم تصلح للتعريف أي لا تصلح أن تكون صلة
الرابع : أن لا تستدعي كلاما قبلها فلا بد أن تكون صلة الموصول جملة مستقلة ليس لها ارتباط بما قبل الموصول نفسه ، نحو: جاءني حتى أبوه قائم (حتى) لا بد أن يتقدمها كلام يكون غاية له .
الخامس : أن تكون الصلة جملة ، أو شبه جملة ولا تقع الجملة جملة الصلة إلا خبرية لفظاً ومعنى مؤلفة من مبتدأ وخبر نحو : ( الذي ابنهُ كفل ) ( جاء الذي زيد أبوه ) ، ( الذي ) موصول بجملة هي مبتدأ وخبر أو من فعل وفاعل نحو : ( جاء الذي كرم أخوه ) . وأما الإنشائية والطلبية فهذه لا تقع صلة للموصول لأن الطلب غير محصل فلا يكون معهودا ولا يصلح للتعريف ، ويقوم مقام جملة الصلة شبهها ( بمن عندي ) ، ( من ) موصول بظرف شبيه بالجملة ، هذا في صلة الموصول إن كان الموصول غير ( الألف واللام ) ، وإن كان الموصول ( الألف واللام ) فصلتها لا تكون جملة فعلية ولا اسمية ولا ظرفاً ولا جاراً ومجروراً، وإنما يشترط في صلة (أل) الموصولة أن تكون صفة صريحة أي خالصة في الوصفية ( ضارب ) ، ( حسن ) ، ( ظريف ) ، بخلاف التي غلبت عليها الاسمية ( ابطح ) ( اجرع ) ( صاحب ) ( راكب ) فإنها لا تصلح لأن يوصل بها لأن الشيء في أصله قد يكون دالاً على ذات وصفة وحدث ، ثم يستعمل استعمال الأسماء الجامدة كالصاحب والراكب فـ (أل) فيها حرف تعريف لا موصولة ، وقد توصل الألف واللام بفعل مضارع شبهوه بالصفة لأنه مثلها في المعنى قال الشاعر :
ما أنت بالحكم الترضى حكومته ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل