بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
المعرف بأداة التعريف /
وهذا هو النوع الأخير في باب المعارِف (المعرف بأداة التعريف ) وهو عنوان مطول فلو قال المعرف بالأداة أو ذو الأداة لكان أكثر اختصارا لكن قوله (المعرف بأداة التعريف ) ليشمل (أل) بنوعيها سواء كانت (أل) بجملتها معرِّفة ، أو اللام ، أو الهمزة حيث اختلف النحويون فيها على مذاهب :
الأول / وهو مذهب الخليل : أن المعرف هو ( أل ) برمتها والهمزة أصلية ( همزة قطع ) لا زائدة و عوملت معاملة ألف الوصل لكثرة الاستعمال ونطيره حذف همزة القطع في ( خذ وكل ومر و وي لامه ) ، ( أخذ ، يأخذ ، أُأُخذ ) وفي الاستعمال ( خُذ ) حذف حرف المضارعة والهمزة ، ( وي لأُمه ) وفي الاستعمال تحولت همزة القطع إلى وصل ( وي لامه ) ( أتعجب لامه ) .
الثاني / وهو مذهب سيبويه ( نسب إلى سيبويه ) : أن المعرف هو ( أل ) برمتها والهمزة زائدة ( همزة وصل ) .
الثالث / وهو مذهب أكثر النحاة والبعض قال أنه لسيبويه : أن المعرف هو اللام وحدها .
الرابع / وهو مذهب المبرد : أن المعرف هو الهمزة وحدها واللام زائدة فرقا بين همزة الاستفهام والهمزة المعرفة .
ورجح المصنف رأي الخليل وهو أقرب عنده وذلك بسبب :
- سلامة رأي الخليل من زيادة همزة الوصل لأنها لا ترد إلا في الأسماء والأفعال
- عدم الالتباس بين الاستفهام والخبر
- بقاء همزة الوصل في غير الابتداء مسهلة أو مبدلة
- سلامة رأي الخليل من مخالفة المعهود في نقل الحركة إلى ما بعد همزة الوصل من الاستغناء عنها في نحو ( الآخرة والأولى ) أُولى : ألْ :ألْ أُولى : أَلُ أْوْلى : فيلتقي ساكنان وحيث أن الهمزة تعامل معاملة حروف العلة فتحذف : ألُولى ( قراءة ورش )
- وسلامته أيضا من أن يرتكب حينئذ في همزة الوصل في السعة ما لا يجوز مثله إلا في الضرورة وهو القطع في قولهم ( يا الله وها الله لأفعلن )
أقسام ( أل )
تنقسم ( أل ) إلى اسمية ( الموصولة الداخلة على اسم الفاعل والمفعول والصفة ) ، وحرفية وهذه تنقسم إلى :
- أل التعريفية
- أل الزائدة وتدخل على المعارف وهي لازمة ( في ألفاظ محفوظة ) نحو : ( اللات اسم صنم ) ونحو : ( الآن ) فانه بني لتضمنه معنى اداة التعريف ونحو : ( الذين واللاتي ) فإنهما معرفان بالصلة والأداة فيهما زائدة لازمة ومن ذلك ( اليسع والسموءل ) ، وغير لازمة ( للضرورة ) تدخل على المعرفة وتدخل على النكرة نحو :
رأيتك لمّا أن عرفت وجوهنا ... صدقت وطبت النّفس يا قيس عن عمرو
أراد : طبت نفسا لأنه تمييز ولكنه زاد فيه الألف واللام لإقامة الوزن ، ونحو زيادة الألف واللام في هذا البيت زيادتها في قراءة بعضهم : (لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ) ( أي ذليلا ) الحال كالتمييز في وجوب التنكير والشاذ قد يلحق بالمجوز للضرورة .
- أل للمح الوصف ( للمح الأصل ) وهي التي تكون حرف زائد للتنبيه عن الأصل ( الفضل ، الحارث ، النعمان )
- أل للغلبة وهي التي يكون مصحوبها قد غلب على بعض ما له معناه