تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
تعريفها :وهي ما يوجب ادراك شيء بسبب ادراك شيء ملازم له .
بيان وايضاح : ان الدلالة قد اخذ فيها عنوان الطريقية وهي ما تكون طريقا الى مجهول من خلال الملازمة التي تحققها الدلالة .
فمثلا لو سمعنا دق الجرس انتقل الذهن مباشرة الى وجود شخص ما خلف الباب .
لو لاحظنا تعريف المصنف جيدا نرى انه قدم الملزوم على اللازم حيث قال : ما يوجب ادراك اي العلم بشيء وهو الشخص الذي خلف الباب على مافرضه المصنف وهو الملزوم ,ثم قال :بسبب ادراك شيء ملازم له وهو اللازم الذي فرضه المصنف ,دق الجرس .
وقد يحصل ايهام لبعض الطلبة في تفسير هذا التعريف على ضوء انه لابد ان يقدم الدال وهو دق الجرس ثم ينتقل الذهن الى المدلول وهو وجود شخص خلف الباب ,فتدبر .
اما لو عكسنا تعريف المصنف وقلنا :ان الدلالة عبارة عن العلم بشيء يوجب العلم بشيء اخر
تجد في هذا التعريف انه قدًّم اللازم على الملزوم على حسب ما يقتضيه تفكير الانسان بطبعه ,
فان العلم بشيء وهو الدال اواللازم ,يوجب العلم بشيء اخر , وهو المدلول او الملزوم .
وهذا التعريف اقرب ما يتصور الى ذهن الطالب ,وكيف ما كان فان تعريف المصنف لم يخرج عن الدقة من حيث شموله لركني الدلالة وهما الدال والمدلول ,ومجموعهما دلالة .
واذا اتضح هذا لابد من انارة الطريق بالسؤال الذي يجعل الطالب الوقوف على سبب طرح مطلب الدلالة في علم المنطق ووجه الحاجة الى هذا المطلب ؟
الجواب : ان الدلالة تنقسم الى عدة اقسام كما سوف تقف عليها ,فهل كل الاقسام يقع فيها الخطا حتى تكون محطة لدراستها في علم المنطق ,الذي يعصمها من الخطا ام يكون في قسم دون بقية الاقسام ؟
وقبل ذكر الاقسام ووجه الحاجة الى اليها في علم المنطق او بعضها ,لابد من معرفة جملة من المطالب ليكون بحثنا ممنهج .
المطلب الاول : شرط الدلالة
كل دلالة حتى تدل لابد من توفر فيها شرطان الاول :العلم بالملازمة ــ وهو بين لمن تدبر في تعريف المصنف ــ بين الدال والمدلول .
مثال :لو راينا دخان مثلا فان شرط انتسابه الى النار هو العلم بان الدخان ملازم للنار .ومن دون العلم بالملازمة ينتقل الذهن الى المدلول .
الثاني :العلم من تحقق وجود الدال ,لان العلم بالمدلول انما يتحقق ببركة الدال ,والفرق بين هذا الشرط وسابقه ,انه قد يعلم الانسان بالملازمة بحسب الشرط الاول , لكن من دون وجود الدال,واما الشرط الثاني مفاده وجود الدال ليتحقق الانتقال الذهني .
المطلب الثاني : اقسام الدلالة
للدلالة ثلاثة اقسام (العقلية ,الطبعية ,الوضعية ) وكل منها ينقسم الى لفظية وغير لفظية فحاصل الاقسام ستة .أ ـ الدلالة العقلية اللفظية ,مثل : دلالة سماع الصوت خارج الدار على وجود متكلم .
واما العقلية غير اللفظية كـ : دلالة رؤية الدخان على وجود النار .
ب ـ الدلالة الطبعية اللفظية ,مثل دلالة اخ على التألم ,واما الدلالة الطبعية الغير لفظية كـ سرعة حركة النبض على وجود الحمى .
ج ــ الدلالة الوضعية اللفظية , مثل : دلالة الالفاظ على معانيها كدلالة لفظ القلم على معناه الذي وضع له , وتنقسم الى مطابقية ,وتضمنية ,والتزامية ...
واما الدلالة الوضعية غير اللفظية ,مثل : دلالة اشارات السير المرورية على الاتجاهات .
تنبيهٌ : لايشتبه عليك الامر فان الدلالة الوضعية اللفظية تشمل ما يلفظه الانسان وما يكتبه كذلك فان الالفاظ سواء ملفوظه او مكتوبة فهي من قسم الدلالة اللفظية الوضعية .
تابع ...