بِسمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى أشْرَفِ الْأَنْبِياءِ وَالْمُرْسَلِينَ أَبِي الْقاسِمِ مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِهِ الْطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِين ..
كثيرة هي الأعمال المستحبة التي يحبها الله تعالى من عباده ليثيبهم عليها ، ومنها الصبر على مكاره الدنيا والحلم عن الجاهلين ، والإخلاص لله تعالى ، والحب لله وزيارة الأخوان والبذل في سبيل الله تعالى
فمن واظب على هذه الأعمال صار من جيران الله تعالى .
ولا نقصد ـ هنا ـ المجاورة المكانية ؛ لأنه سبحانه لايحويه مكان ، بل المقصود هو القرب من الرحمة الالهية ، وهو علو المنزلة ، وسمو المرتبة ، والله العالم ..
عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر، عن آبائه (عليهم السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله ) قال:
" إذا كان يوم القيامة جمع الله الخلائق في صعيدٍ واحدٍ ونادى منادٍ من عند الله يسمع آخرهم كما يسمع أولهم يقول:
أين أهل الصبر ؟
قال(صلى الله عليه وآله ) :
" فيقوم عنق من الناس فتستقبلهم زمرة من الملائكة فيقولون لهم، ما كان صبركم هذا الذي صبرتم فيقولون:
صبّرنا أنفسنا على طاعة الله، وصبّرناها عن معصيته "
قال(صلى الله عليه وآله ) :
" فينادي مناد من عندالله: صدق عبادي خلوا سبيلهم ليدخلوا الجنة بغير حساب "
قال(صلى الله عليه وآله ) :
" ثم ينادي مناد آخر يسمع آخرهم كما يسمع أولهم فيقول: أين أهل الفضل ؟ فيقوم عنق من الناس فتستقبلهم الملائكة فيقولون: ما فضلكم هذا الذي ترديتم به ؟ فيقولون: كنا يجهل علينا في الدنيا فنحتمل ويساء إلينا فنعفوا "
قال(صلى الله عليه وآله ) :
" فينادي مناد من عند الله تعالى صدق عبادي،خلوا سبيلهم ليدخلوا الجنة بغير حساب "
قال(صلى الله عليه وآله ) :
" ثم ينادي مناد من الله عزوجل يسمع آخرهم كما يسمع أولهم فيقول: أين جيران الله (جل جلاله) في داره ؟ فيقوم عنق من الناس فتستقبلهم زمرة من الملائكة فيقولون لهم: ما كان عملكم في دار الدنيا فصرتم به اليوم جيران الله تعالى في داره ؟ فيقولون: كنا نتحاب في الله (عزوجل)، ونتباذل في الله، ونتوازر في الله "
قال(صلى الله عليه وآله ) :
" فينادي مناد من عند الله تعالى: صدق عبادي خلوا سبيلهم لينطلقوا إلى جوار الله في الجنة بغير حساب "
قال(صلى الله عليه وآله ) :
" فينطلقون إلى الجنة بغير حساب "
ثم قال أبو جعفر (عليه السلام) :
" فهؤلاء جيران الله في داره يخاف الناس ولا يخافون، ويحاسب الناس ولا يحاسبون "
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (ج 7 / ص 171)