بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم على محمد واله الطيبين الطاهرين
كلامهم نور
معنى قول الامام الصادق عليه السلام
قال الامام الصادق : شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا يفرحون لفرحنا يحزنون لحزننا
مقدمة :
غير خفي عليك ان شاء الله تعالى ايها القارىء الكريم ان المولى تبارك وتعالى عندما يتحدث بأياته المباركة فأن الايات تحمل الظاهر والباطن وهو واضح فكل لفظ مادي هو ظاهري ,لكن يبقى المعنى الباطني ,ـ او قل هو روح الاية وجوهرهاـ مجهول بكنهه وحقيقته (الاَّ لمن ارتضى) فلفظ الكرسي والقلم وغيرها من التعابير ليس هي المقصودة بالذات اعني ظاهرها المادي ,فهي عبائر عن حقيقة ومقام سامي لايعلم حقيقته الا المقربون .
********************
وعليه اذا اتضح هذا قلنا : ان كلمات اهل البيت عليهم السلام كانت تنحو هذا المنحى في اغلب عبائرهم عليهم السلام فلكلامهم ظاهر وباطنا وروحا ,فان لفظ الطينة كان من التعابير المجازية الكنائية ,تعبيرا عن الهيكلية والشاكلة التي ما للانسان بحسب قابليته واستعداده واختياره ,بأن حقيقته في عالم الدنيا يكون على كذا ولا يكون على كذا ,وهذا امرٌ يختلف بحسب حال كل انسان ومقامه فمنهم من كانت نوريته اقوى من البعض الاخر .
وبعبارة اوضح : ان المصباح الذي يضيء بالمكان المظلم له طاقة ان يمتد بنوره عشرة امتر مثلاً, فأن اضعف مراتبه هو اخر نقطة في طرفه ,واشد مرتبة ما كان نفس حقيقته,فانهم عليهم السلام خلقوا من نفس هذه الحقيقة النورية لصفاء نفوسهم وطهارتها من الرجس , وما دون ذلك من فاضل طينتهم التي هي على مراتب كما اسلفنا .
كتبه العماري