شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
الشّرْحُ:
قد وردتْ هذه الكلمة على صِيغ مختلفة : «من العِصْمة ألاّ تقدر» . وأيضاً : «من العِصْمة ألاّ تجد» . وقد رُوِيتْ مرفوعةً أيضا .
وليس المرادُ بالعِصْمة هاهنا العِصْمة الَّتي ذكرها المتكلّمون ؛ لأنّ العصمة عند المتكلمين من شرطها القُدْرة ، وحقيقتها راجعة إلى لُطْفٍ يمنَع القادِرَ على المَعْصية عنده من المعصية ، وإنّما المراد أنّ غيرَ القادِر في اندفاع العقوبة عنه كالقادِر الذي لا يفعَل . [ فهما شريكان في عدم الخطيئة ، لكن الثاني له ثواب الطاعة دون الأوّل ] .انتهى
ان من درر امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام في احد اسباب طهارة النفس ،وعدم مقارفتها للذنوب هو -عدم الوجدان -او التعذر ،فان احب الله تعالى عبدا من عباده لم ييسر له ارتكاب المحارم ،فالنفس امارة بالسوء ،وميالة الى الشهوات ...ولكن ياتي اللطف الالهي ويعيق صاحبه من عمل ما نوى له رحمة له،ورافة به ،ونحن كم ادركنا هذه اللطف الرباني وسما بنا عن الذنوب والزلات والخطايا دون ان نعي ذلك !!!!!
...الهي كلما قلت الحمد لله توجب علي ان اقول الحمد لله لذلك .
السلام على سيدي ومولاي امير البلغاء ،وسيد الفصحاء ،امير المؤمنين علي بن ابي طالب