قالت السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام :-
فجعل الله الإيمان تطهيراً لكم من الشرك ، والصلاة تنزيهاً لكم عن الكبر ، والزكاة تزكية للنفس (1) ونماء في الرزق (2) ، والصيام تثبيتاً للإخلاص (3) ، والحجّ تشييداً للدين (4) ، والعدل تنسيقاً للقلوب (5) ، واطاعتنا نظاماً للملة ، وإمامتنا أمانا من الفرقة ، والجهاد عزاً للإسلام ، والصبر معونةً على استيجاب الأجر (6) ، والأمر بالمعروف مصلحة للعامّة ، وبر الوالدين وقايةً من السخط (7) ، وصلة الارحام منماةً للعدد (8) ، والقصاص حصناً للدماء ، والوفاء بالنذر تعريضاً للمغفرة ، وتوفية المكاييل والموازين تغييراً للبخس (9) ، والنهي عن شرب الخمر تنزيهاً عن الرجس (10) ، واجتناب القذف حجاباً عن اللّغة (11) ، وترك السرقة إيجاباً للعفة (12) ، وحرّم الله الشرك إخلاصاً له بالربوبية ، ( فاتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلاّ وأنتم مسلمون ) وأطيعوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه ، فإنه ( إنّما يخشى الله من عباده العلماء ) .
____________
(1) أي من دنس الذنوب ، أو من رذيلة البخل ، إشارة إلى قوله تعالى : ( تطهرهم وتزكيهم بها ) .
(2) إيماء إلى قوله تعالى ( وما آتيتم من زكوة تريدون وجه الله فاولئك هم المضعفون ) ، على بعض التفاسير .
(3) أي لتشيد الإخلاص وإيقائه أو لا ثباته وبيانه . ويؤيد الأخير أن في بعض الروايات : « تبيينا » . وتخصيص الصوم بذلك لكونه أمراً عدمياً لا يظهر لغيره تعالى ، فهو أبعد من الرياء وأقرب الى الاخلاص . وهذا أحد الوجوه في تفسير الحديث المشهور : « الصوم لي وأنا أجزي به »
(4) إنما خص التشيد به لظهوره ووضوحه وتحمل المشاق فيه وبذل النفس والمال له ؛ فالاتيان به أدل دليل على ثبوت الدين ؛ أو يوجب استقرار الدين في النفس لتلك العلل وغيرها مما لا نعرفه . ويحتمل أن يكون إشارة إلى ما ورد في الأخبار الكثيرة من أن علة الحج التشرف بخدمة الإمام وعرض النصرة عليه وتعلم شريع الدين منه ، فالتشييد لا يحتاج إلى تكلف . وفي العلل ورواية ابن أبي طاهر : « تسليةً للدين » فلعل المعنى تسلية للنفس بتحمل المشاق وبذل الأموال بسبب التقيد بالدين ؛ أو المراد بالتسلية الكشف والأيضاح فإنها كشف الهم ؛ أو المراد بالدين أهل الدين . أو اسند إليه مجازاً . والظاهر أنه تصحيف « تسنية » وكذا في بعض نسخ العلل ، أي يصبير سبباً لرفعة الدين وعلوّه .
(5) التنسيق : التنظيم . وفي العلل : « مسكاً للقلوب » أي ما يمسكها . وفي القاموس : « المسكة بالضم : ما يتمسك به وما يمسك الأبدان من الغذاء والشراب ، والجمع كصرد . والمسك محركة : الموضع يمسك الماء » . وفي رواية ابن أبي طاهر والكشف : « تنّسكا للقلوب » أي عبادةً لها ، لأن العدل أمر نفساني تظهر آثاره على الجوارح .
(6) إذ به يتم فعل الطاعات وترك السيئات .
(7) أي سخطهما أو سخط الله تعالى ، والأول أظهر .
(8) المنماة : اسم مكان أو مصدر ميمي أي بصير سبباً لكثرة عدد الأولاد والعشاير ، كما أن قطعها يذر الديار بلاقع من أهلها .
9) في ساير الروايات : « للبخسة » ، أي لئلا ينقص مال من ينقص المكيال والميزان إذ التوفية موجبة للبركة وكثرة المال ؛ أو لئلا ينقصوا أموال الناس ، فيكون المقصود أن هذا أمر يحكم العقل بقبحه .
(10) إي النجس أو ما يجب التنزه عنه عقلاً ، والأوّل أوضح في التعليل ، فيمكن الاستدلال على نجاستها .
(11) أي لعنة الله ، أو لعنة المقذوف ، أو القاذف ، فيرجع إلى الوجه الأخير في السابقة ، والأول أظهر ، إشارة إلى قوله تعالى : ( لعنوا في الدنيا والآخرة ) .
(12) أي لاولة عن التصرف في أموال الناس مطلقاً ، أو يرجع الى ما مر ، وكذا الفقرة التالية . وفي الكشف بعد قوله « للعفة » : « والتنزه عن أموال الأيتام ، والإستيثار بفيئهم إجارة من الظلم ، والعدل في الاحكام إيناساً للرعية ، والتبري من الشرك إخلاصاً للربوبية »
فجعل الله الإيمان تطهيراً لكم من الشرك ، والصلاة تنزيهاً لكم عن الكبر ، والزكاة تزكية للنفس (1) ونماء في الرزق (2) ، والصيام تثبيتاً للإخلاص (3) ، والحجّ تشييداً للدين (4) ، والعدل تنسيقاً للقلوب (5) ، واطاعتنا نظاماً للملة ، وإمامتنا أمانا من الفرقة ، والجهاد عزاً للإسلام ، والصبر معونةً على استيجاب الأجر (6) ، والأمر بالمعروف مصلحة للعامّة ، وبر الوالدين وقايةً من السخط (7) ، وصلة الارحام منماةً للعدد (8) ، والقصاص حصناً للدماء ، والوفاء بالنذر تعريضاً للمغفرة ، وتوفية المكاييل والموازين تغييراً للبخس (9) ، والنهي عن شرب الخمر تنزيهاً عن الرجس (10) ، واجتناب القذف حجاباً عن اللّغة (11) ، وترك السرقة إيجاباً للعفة (12) ، وحرّم الله الشرك إخلاصاً له بالربوبية ، ( فاتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلاّ وأنتم مسلمون ) وأطيعوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه ، فإنه ( إنّما يخشى الله من عباده العلماء ) .
____________
(1) أي من دنس الذنوب ، أو من رذيلة البخل ، إشارة إلى قوله تعالى : ( تطهرهم وتزكيهم بها ) .
(2) إيماء إلى قوله تعالى ( وما آتيتم من زكوة تريدون وجه الله فاولئك هم المضعفون ) ، على بعض التفاسير .
(3) أي لتشيد الإخلاص وإيقائه أو لا ثباته وبيانه . ويؤيد الأخير أن في بعض الروايات : « تبيينا » . وتخصيص الصوم بذلك لكونه أمراً عدمياً لا يظهر لغيره تعالى ، فهو أبعد من الرياء وأقرب الى الاخلاص . وهذا أحد الوجوه في تفسير الحديث المشهور : « الصوم لي وأنا أجزي به »
(4) إنما خص التشيد به لظهوره ووضوحه وتحمل المشاق فيه وبذل النفس والمال له ؛ فالاتيان به أدل دليل على ثبوت الدين ؛ أو يوجب استقرار الدين في النفس لتلك العلل وغيرها مما لا نعرفه . ويحتمل أن يكون إشارة إلى ما ورد في الأخبار الكثيرة من أن علة الحج التشرف بخدمة الإمام وعرض النصرة عليه وتعلم شريع الدين منه ، فالتشييد لا يحتاج إلى تكلف . وفي العلل ورواية ابن أبي طاهر : « تسليةً للدين » فلعل المعنى تسلية للنفس بتحمل المشاق وبذل الأموال بسبب التقيد بالدين ؛ أو المراد بالتسلية الكشف والأيضاح فإنها كشف الهم ؛ أو المراد بالدين أهل الدين . أو اسند إليه مجازاً . والظاهر أنه تصحيف « تسنية » وكذا في بعض نسخ العلل ، أي يصبير سبباً لرفعة الدين وعلوّه .
(5) التنسيق : التنظيم . وفي العلل : « مسكاً للقلوب » أي ما يمسكها . وفي القاموس : « المسكة بالضم : ما يتمسك به وما يمسك الأبدان من الغذاء والشراب ، والجمع كصرد . والمسك محركة : الموضع يمسك الماء » . وفي رواية ابن أبي طاهر والكشف : « تنّسكا للقلوب » أي عبادةً لها ، لأن العدل أمر نفساني تظهر آثاره على الجوارح .
(6) إذ به يتم فعل الطاعات وترك السيئات .
(7) أي سخطهما أو سخط الله تعالى ، والأول أظهر .
(8) المنماة : اسم مكان أو مصدر ميمي أي بصير سبباً لكثرة عدد الأولاد والعشاير ، كما أن قطعها يذر الديار بلاقع من أهلها .
9) في ساير الروايات : « للبخسة » ، أي لئلا ينقص مال من ينقص المكيال والميزان إذ التوفية موجبة للبركة وكثرة المال ؛ أو لئلا ينقصوا أموال الناس ، فيكون المقصود أن هذا أمر يحكم العقل بقبحه .
(10) إي النجس أو ما يجب التنزه عنه عقلاً ، والأوّل أوضح في التعليل ، فيمكن الاستدلال على نجاستها .
(11) أي لعنة الله ، أو لعنة المقذوف ، أو القاذف ، فيرجع إلى الوجه الأخير في السابقة ، والأول أظهر ، إشارة إلى قوله تعالى : ( لعنوا في الدنيا والآخرة ) .
(12) أي لاولة عن التصرف في أموال الناس مطلقاً ، أو يرجع الى ما مر ، وكذا الفقرة التالية . وفي الكشف بعد قوله « للعفة » : « والتنزه عن أموال الأيتام ، والإستيثار بفيئهم إجارة من الظلم ، والعدل في الاحكام إيناساً للرعية ، والتبري من الشرك إخلاصاً للربوبية »