إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شرح منطق المظفر الدرس السادس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرح منطق المظفر الدرس السادس

    بسم الله الرحمن الرحيم
    مازال الكلام في بيان مقدمات اثبات الحاجة الى علم المنطق التي هي:
    العلم ينقسم الى تصور والى تصديق.
    والتصور والتصديق ينقسمان الى البديهي والنظري.
    والنظري قد يقع فيه الخطأ.
    فنحتاج الى قانون يعصم الذهن عن الخطأ في الفكر وهو المنطق.
    وتم الكلام حول المقدمة الاولى والكلام فعلا في المقدمة الثانية:
    ان العلم بكلا قسميه التصور والتصديق ينقسم الى البديهي والنظري والاول هو العلم الحاصل بلا فكر كتصور والدك او احد اخوتك فهذا العلم لا يحتاج الى تفكير فلا يتوقف تصور احد الوالدين على تفكير او كتصور الماء او الشمس او النار ونحو ذلك؛بخلاف العلم النظري فهو لا يحصل الا بالتفكير كأيجاد حل للمعادلة الرياضية فهو لا يحصل الابعد طول تامل وتفكير وكايجاد حل لسؤال غامض في الامتحان.
    اذن بعض العلم بديهي وبعضه نظري ؛وهذا واضح لكن ينبغي الاشارة الى امور:

    الامر الاول:الفرق بين التصور البديهي والتصديق البديهي والتصور النظري والتصديق النظري:
    فالتصور البديهي هو الصورة الذهنية الحاصلة رأسا وبلا توقف على تفكير كالامثلة السابقة بخلاف التصور النظري الذي هو الصورة الذهنية التي لا تحصل الا بعد التفكير كتصور الملائكة والجن .
    اما التصديق البديهي فهو الخبر الذي تصدق به وتحكم به بلا حاجة الى تفكير كما لو قيل لك الكل اكبر من الجزء والنقيضان لا يجتمعان ومكة موجودة والشمس طالعة فهذه الاخبار انت تصدق بها بلا تفكير فضابطة التصديق البديهي هو ان الحكم على الخبر لا يحتاج الى تفكير وان توقف تصور موضوع الخبر ومحموله على التفكير فمثلا قولنا المعلول يحتاج الى العلة فهو علم بديهي وان احتاج تصور الموضوع(المعلول)والمحمول(العلة)الى فكر لان الحكم الذي هو التصديق لا يحتاج ولا يتوقف على الفكر فقد تقدم ان التصديق هو نفس الحكم الحاصل بعد تصور الموضوع والمحمول والنسبة وبما ان الحكم هنا لا يحتاج الى الفكر فهذا الخبر(المعلول يحتاج الى العلة)علم بديهي فنحن بعد ان نتصور المعلول ونتصور العلة يحصل الحكم ونصدق رأسا وبلا تفكير بثبوت المحمول للموضوع.
    ومنه نعلم حال التصديق النظري فهو الخبر الذي يتوقف التصديق به(الحكم)على تفكير كقولهم العالم حادث فالتصديق بهذا الخبر متوقف على تفكير واستدلال فنقول العلم متغير وكل متغير حادث فالعلم حادث فالتصديق النظري هو الخبر الذي يتوقف التصديق به على تفكير سواء احتاج تصور الموضوع والمحمول الى فكر او لا؛فمثلا:قولهم العالم حادث هذا الخبر يحتاج التصديق به وتصور طرفيه الى فكر بخلاف قولهم مثلا ان عدد548هو نصف عدد1096فالتصديق بهذا الخبر هو ما يحتاج الى فكر بخلاف طرفيه فان تصورهما بديهي .
    اذن التصور البديهي هو الصورة الذهنية الحاصلة بلا فكروالتصديق البديهي هو الخبر الذي يحصل التصديق به بلا فكر سواء احتاج تصور طرفيه الى تفكير او لا.
    والتصور النظري هو الصورة الذهنية التي لا تحصل الا بالتفكير والتصديق النظري هو الخبر الذي يتوقف التصديق به على فكر سواء احتاج تصور طرفيه الى فكر او لا.

    الامر الثاني:ان البداهة والنظارة وصفان للعلم لا للمعلوم:
    توضيحه :ان نفس الشئ قد يكون علما بديهيا لشخص ونظري لشخص اخر فمثلا اذا قيل لك ان العدد96نصف 192قد يكون هذا الخبر عندك تصديق بديهي لكن لو قيل لشخص اخر او طفل صغير لاحتاج الى تفكير وعملية حسابية حتى يصل الى النتيجة ويصدق بها .
    اذن نفس العلم هو بديهي لشخص ونظري لشخص اخر ولذا قيل ان البداهة والنظارة وصفان للعلم اي لعلم الشخص فعلمك بالنتيجة السابقة بديهي وعلم الطفل نظري.

    الامر الثالث:قولنا التصور والتصديق ينقسمان الى البديهي والنظري هل هو علم بديهي او نظري؟وبعبارة اخرى مالدليل على انقسامهما الى البديهي والنظري؟
    الجواب:استدل البعض كالكاتبي في الرسالة الشمسية على انقسامهما بقوله :لو كانت كل التصورات بديهية لما احتجنا الى التفكير مطلقا وهذا واضح البطلان اذ من البين احتياجنا اليه في الكثير من التصورات كتصورنا لحقيقة الملائكة والروح .فهذا الفرض باطل.
    واذا كانت كل التصورات نظرية لاحتجنا في تصور كل مفهوم الى تفكير اي الى تصور مفاهيم اخرى وهذه المفاهيم حسب الفرض ايضا نظرية لاننا فرضنا كل المفاهيم نظرية فتحتاج هذه الاخرى الى تفكير اي الى تصور مفاهيم اخرى وهكذا الى ما لانهاية اي يلزم التسلسل وهو باطل.
    فاذا لم يكن كل المفاهيم بديهية ولم تكن كلها نظرية لزم ان يكون بعضها بديهي وبعضها نظري وهو المطلوب.
    ولكن البعض كالتفتزاني في التهذيب ذهب الى ان انقسام التصور والتصديق الى البديهي والنظري هو امر بديهي لا يحتاج الى فكر واستدلال فقال(وينقسمان بالضرورة اي بالبداهة الى البديهي والنظري)والحق معه فلا حاجة الى تكلف الاستدلال.

    الامر الرابع:قد يتصور البعض ان مقصود المناطقة من قولهم ان البديهي لايحتاج الى كسب ان العلم البديهي هو كالامور المغروزة في فطرة الانسان وفي فطرة الحيوانات فانها منذ ولادتها عندها علم ببعض الامور كعلم الرضيع بطريقة الرضاعة ونحوها .ولكن الامر ليس كذلك فمقصودهم من ان البديهي لا يحتاج الى كسب اي لايحتاج ال نظر وفكر وان توقف العلم به على الحواس ونحوها .
    والحمد لله رب العالمين.
يعمل...
X