بسم الله الرحمن الرحيم
والعاديات ضبحا * فالموريات قدحا *
فالمغيرات صبحا * فأثرن به نقعا * فوسطن به جمعا
قال ابو بصير: سألت الامام الصادق (عليه السلام) عن سورة والعاديات.. فقال (عليه السلام): لقد نزلت هذه السورة في واقعة الوادي اليابس.
فسألته قائلاً: وما كان حالهم وقصتهم؟
فقال (عليه السلام): ان اهل الوادي اليابس اجتمعوا اثنى عشر الف فارساً، وتعاقدوا وتواثقوا ان لا يتخلف رجل عن رجل ولا يخذل احدٌ احداً ولا يفر رجل عن صاحبه حتى يموتوا كلهم ويقتلوا محمد(صل الله عليه واله) وعلياً (عليه السلام) فنزل جبرئيل على محمد (صل الله عليه واله) فأخبره بقصتهم.
فبعث (صل الله عليه واله) لهم باديء ذي بدء ابا بكر في اربعة آلاف فارس، فعاد دون ان يحقق شيئا وكذلك بعث عمرا فكان كأبي بكر فبعث (صل الله عليه واله) اخيراً بعلي (عليه السلام) في اربعة آلاف فارس من المهاجرين والانصار فسمع اهل الوادي اليابس بمقدم علي (عليه السلام) وجيوش المسلمين.
فخرج اليهم العدو بمئتي رجل شاكين السلاح، فبرز اليهم علي (عليه السلام) في نفر من اصحابه فقالوا :ـــ من أنتم؟ ومن اين اقبلتم؟ وماذا انتم فاعلون؟فقال (عليه السلام):ـــ انا علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله (صل الله عليه واله) واخوه ورسوله، ادعوكم الى شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله. فان قبلتم لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم من خير وشر.
قالوا: قد سمعنا مقالتك، فاستعد للقتال، واعلم اننا اياك اردنا وانت طلبتنا وانا قاتليك واصحابك، وموعدنا الصبح.
فقال (عليه السلام): ويحكم! تهددوني بكثرتكم؟ فانا استعين بالله وملائكته والمسلمين عليكم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
فانصرفوا الى مواضعهم وانصرف علي (عليه السلام) وصحبه الى مراكزهم، واستعدا للقتال، فلما جن الليل امر اصحابه ان يحسنوا الى دوابهم ويقضموا ويسرجوا. فلما انشق عمود الصبح صلى (عليه السلام) بالناس ثم غار عليهم. ولم يعلموا بهجوم المسلمين حتى وطئهم الخيل فما ادرك آخر اصحابه حتى قتل جل مقاتليهم وسبى ذراريهم واستباح اموالهم.
ونزل جبرئيل فاخبر رسول الله (صل الله عليه واله) بما فتح الله على علي وجنود الاسلام. فصعد (صل الله عليه واله) المنبر، فحمد الله واثنى عليه، واخبر المسلمين بالنصر واعلمهم انه لم يصب منهم الا رجلان.
ثم خرج النبي (صل الله عليه واله) ومعه المسلمون من المدينة ليستقبل علياً، حتى لقيه على اميال من المدينة. فلما رآه علي (عليه السلام) مقبلا نزل من دابته ونزل النبي (صل الله عليه واله) وقبل ما بين عينيه، فنزل المسلمون الى على عليه السلام ، الذي اقبل بالغنائم والأسارى والاموال التي حصلوا عليها من أهل الوادي اليابس.
فانزل الله على رسوله(والعاديات ضبحا * فالموريات قدحا * فالمغيرات صبحا * فأثرن به نقعا * فوسطن به جمعا).. فسالت دموع الفرح بين عيني رسول الله (صل الله عليه واله) فقال لعلي (عليه السلام):لولا اني اشفق ان تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في المسيح لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر بملأ من الناس ألا اخذوا التراب من تحت قدميك.
والعاديات ضبحا * فالموريات قدحا *
فالمغيرات صبحا * فأثرن به نقعا * فوسطن به جمعا
قال ابو بصير: سألت الامام الصادق (عليه السلام) عن سورة والعاديات.. فقال (عليه السلام): لقد نزلت هذه السورة في واقعة الوادي اليابس.
فسألته قائلاً: وما كان حالهم وقصتهم؟
فقال (عليه السلام): ان اهل الوادي اليابس اجتمعوا اثنى عشر الف فارساً، وتعاقدوا وتواثقوا ان لا يتخلف رجل عن رجل ولا يخذل احدٌ احداً ولا يفر رجل عن صاحبه حتى يموتوا كلهم ويقتلوا محمد(صل الله عليه واله) وعلياً (عليه السلام) فنزل جبرئيل على محمد (صل الله عليه واله) فأخبره بقصتهم.
فبعث (صل الله عليه واله) لهم باديء ذي بدء ابا بكر في اربعة آلاف فارس، فعاد دون ان يحقق شيئا وكذلك بعث عمرا فكان كأبي بكر فبعث (صل الله عليه واله) اخيراً بعلي (عليه السلام) في اربعة آلاف فارس من المهاجرين والانصار فسمع اهل الوادي اليابس بمقدم علي (عليه السلام) وجيوش المسلمين.
فخرج اليهم العدو بمئتي رجل شاكين السلاح، فبرز اليهم علي (عليه السلام) في نفر من اصحابه فقالوا :ـــ من أنتم؟ ومن اين اقبلتم؟ وماذا انتم فاعلون؟فقال (عليه السلام):ـــ انا علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله (صل الله عليه واله) واخوه ورسوله، ادعوكم الى شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله. فان قبلتم لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم من خير وشر.
قالوا: قد سمعنا مقالتك، فاستعد للقتال، واعلم اننا اياك اردنا وانت طلبتنا وانا قاتليك واصحابك، وموعدنا الصبح.
فقال (عليه السلام): ويحكم! تهددوني بكثرتكم؟ فانا استعين بالله وملائكته والمسلمين عليكم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
فانصرفوا الى مواضعهم وانصرف علي (عليه السلام) وصحبه الى مراكزهم، واستعدا للقتال، فلما جن الليل امر اصحابه ان يحسنوا الى دوابهم ويقضموا ويسرجوا. فلما انشق عمود الصبح صلى (عليه السلام) بالناس ثم غار عليهم. ولم يعلموا بهجوم المسلمين حتى وطئهم الخيل فما ادرك آخر اصحابه حتى قتل جل مقاتليهم وسبى ذراريهم واستباح اموالهم.
ونزل جبرئيل فاخبر رسول الله (صل الله عليه واله) بما فتح الله على علي وجنود الاسلام. فصعد (صل الله عليه واله) المنبر، فحمد الله واثنى عليه، واخبر المسلمين بالنصر واعلمهم انه لم يصب منهم الا رجلان.
ثم خرج النبي (صل الله عليه واله) ومعه المسلمون من المدينة ليستقبل علياً، حتى لقيه على اميال من المدينة. فلما رآه علي (عليه السلام) مقبلا نزل من دابته ونزل النبي (صل الله عليه واله) وقبل ما بين عينيه، فنزل المسلمون الى على عليه السلام ، الذي اقبل بالغنائم والأسارى والاموال التي حصلوا عليها من أهل الوادي اليابس.
فانزل الله على رسوله(والعاديات ضبحا * فالموريات قدحا * فالمغيرات صبحا * فأثرن به نقعا * فوسطن به جمعا).. فسالت دموع الفرح بين عيني رسول الله (صل الله عليه واله) فقال لعلي (عليه السلام):لولا اني اشفق ان تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في المسيح لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر بملأ من الناس ألا اخذوا التراب من تحت قدميك.
كتاب بحار الانوار
12-وقائع الوادي اليابس