بسم الله الرحمن الرحيم
(زينب بنت عبدالله بن جعفر)
تولى معاوية خلافة المسلمين وحكم اغلب البلاد الاسلامية بعد شهادة امير المؤمنين علي عليه السلام فكتب الى مروان ـــ عامله على المدينة ـــ ان يخطب ليزيد، بنت عبدالله بن جعفر (ابن أخ الامام علي عليه السلام) على حكم ابيها في الصداق وقضاء دينه بالغا ما بلغ اضف الى ذلك
فان هذا الزواج سيؤدي الى صلح الحيين بني هاشم وبني أمية .فانطلق مروان الى عبدالله بن جعفر يخطب اليه؛ فقال عبدالله:
ـــ ان أمر نسائنا الى الحسن بن علي عليه السلام فاطلب اليه، فأتى مروان الحسن عليه السلام خاطباً فقال الحسن عليه السلام:
ـــ اجمع من اردت لأعلن لكم رأيي.
فدعي اشراف بني هاشم وبني أمية. ونهض مروان فحمد الله واثنى عليه ثم قال :ــ أما بعد فأن معاوية امرني ان اخطب زينب بنت عبدالله بن جعفر، على يزيد بن معاوية وفق الشروط التالية:
*-قبول ما يحكم به ابوها في الصداق
*-اداء دين أبيها بلغ مابلغ
*-الصلح بين طائفتي بني هاشم وبني امية
*-ان يزيد بن معاوية كفو من لا كفو له. ولعمري لمن يغبطكم بيزيد اكثر من يغبطه بكم .
*-يزيد من يستسقي الغمام بوجهه
ثم سكت وجلس.
فقام الحسن عليه السلام فحمد الله واثني عليه، وقال:
ـــ اما بشأن الصداق فلسنا نعدل في قيمته عن سنة النبي (ص)، واما دين أبيها فليست نسائنا اللاتي يؤدين عن آبائهن، واما الصلح بين الطائفتين، فإنا عاديناكم لله وفي الله فلا نصالحكم للدنيا، واما افتخارنا بيزيد اكثر من افتخاره بنا، فان كانت الخلافة فاقت النبوة فنحن المغبوطون به وان كانت النبوة فاقت الخلافة فهو المغبوط بنا، واما قولك ان الغمام يستسقي بوجه يزيد فان ذلك لم يكن الا لآل النبي (ص) وقد رأينا ان نزوجها ابن عمها القاسم بن محمد بن جعفر، وقد زوجتها منه وجعلت مهرها ضيعتي التي بالمدينة فلها فيها غنى وكفاية.
فقال مروان:ــ اغدراً يا بني هاشم؟
قال الحسن عليه السلام:
ــ أجل . واحدة بواحدة. فقد كان هذا جوابا لما نطقت به.
فيأس مروان وكتب بذلك لمعاوية. فقال معاوية :خطبنا اليهم فلم يفعلوا، ولو خطبوا الينا لما رددناهم.