بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله الذي لا تدركه الشواهد, ولا تحويه المشاهد ,ولا تراه النواظر, ولا تحجبه السواتر, أحمده وهو بالحمد جدير وأستنصره وهو نعم المولى ونعم النصير .
والصلاة والسلام على من خصه الله بالشفاعة الكبرى يوم الفزع الأكبر الذي بلغ الرسالة وأدى الأمانة محمد الصادق الوعد الأمين وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم إلى يوم الدين .
لا تزال تخرصات الفرقة الوهابية الضالة المُضلِة من خلال تعديهم السافر على من اصطفاهم الله سبحانه وتعالى لتبليغ رسالاته وجعل منهم سُفُنَ نجاة لإنقاذ البشرية من التيه والعصيان . تارة من خلال اتهام الأنبياء بالنسيان, وتارة من خلال إصدار أحكام عن الهوى, وتارة أُخرى بلطم الملائكة وفقئ أعيُنِهم وغيرها من الأباطيل مما يندى له جبين كل مؤمن وكل مؤمنة .
أما نحن فنعتقد: أنّ الأنبياء معصومون قاطبة ، وكذلك الأئمة عليهم جميعاً التحيات الزاكيات، وقد خالَفَنا في ذلك بعض المسلمين ، فلم يوجبوا العصمة في الأنبياء ، فضلاً عن الأئمة.
والعصمة : هي التنزُّه عن الذنوب والمعاصي صغائرها وكبائرها ، وعن الخطأ والنسيان ، وإن لم يمتنع عقلاً على النبي أن يصدر منه ذلك، بل يجب أن يكون منزَّهاً حتى عمّا ينافي المروءة، كالتبذل بين الناس من أكل في الطريق أو ضحك عال، وكل عمل يستهجن فعله عند العرف العام.
والدليل على وجوب العصمة ؛ أنّه لو جاز أن يفعل النبي المعصية، أو يخطأ وينسى، وصدر منه شيء من هذا القبيل، فإمّا أن يجب اتباعه في فعله الصادر منه عصياناً أو خطأً عملآ بقوله تعالى {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [آل عمران: 132]وقوله سبحانه
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59] أو لا يجب، فإن وجب اتّباعه فقد جوّزنا فعل المعاصي برخصة من الله تعالى، بل أوجبنا ذلك، وهذا باطل بضرورة الدين والعقل. وان لم يجب إتّباعه فذلك ينافي النبوَّة التي لا بدّ أن تقترن بوجوب الطاعة أبدا {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ } [النساء: 64] .
على أن كل شيء يقع منه من فعل أو قول فنحن نحتمل فيه المعصية أو الخطأ، فلا يجب اتّباعه في شيءٍ من الأشياء، فتذهب فائدة البعثة، بل يصبح النبي كسائر الناس، ليس لكلامهم ولا لعملهم تلك القيمة العالية التي يعتمد عليها دائماً، كما لا تبقى طاعة حتمية لأوامره، ولا ثقة مطلقة بأقواله وأفعاله . وهذا الدليل على العصمة يجري عيناً في الامام؛ لان المفروض فيه أنه منصوب من الله تعالى لهداية البشر خليفة للنبي، لذلك فالانبياء معصومون من كل سهو وخطأ وكلّ زَلّة عمدية في صعيد تلقّي الوحي وحفظه وإبلاغه إلى الاُمّة، فهم تحت رقابة الملائكة الكاملة من لحظةِ تَلَقّيه إلى إبلاغه. وهم أي الانبياء والرُسُل مصونون ومعصومون من كلّ معصية وذَنب، وإنّما يثق الناس بصدق دعوى الانبياء، ويطمئنُّون إليهم ويَقبَلون كلامهم إذا كانوا مُبرّأَين ومصونين من المعصية والذنب. إنّ الانبياء رجالٌ لا يجتمع مقامهم العلميّ والمعنوي الرفيع مع الضلالة والزلل. مضافاً إلى كونهم مصونين عن الذَنب والمعصية ـ مصونون عن الخطأ والزلل أيضاً في مجال القضاء وفصل الخصومات، وتشخيص أحكام الموضوعات الدينيّة، والمسائل العاديّة في الحياة.
إنّ وثوق الناس بهم، وتحقق أهداف البعثة إنّما يتحقّقان إذا كانت عصمةُ الاَنبياء عصمة واسعة وشاملة لكلّ المناحي . وهم منزهون ومبرَّأون عن الامراض المنفِّرة والعاهات، وكذا الاعمال التي تحكي عن دناءة الروح وخساسة النفس في الاشخاص . إن استنباط عدم عصمة الانبياء ـ من بعض الايات القرآنية ـ هو في الحقيقة قضاء متسرّع، وحكم متعجّل ينبغي التجنب عنه، ولاجل عدم الوقوع في هذا الامر، يُفسَّر هذا النمط من الايات في ضوء ملاحظة القرائن الموجودة في نفس الايات . وعليه فأن عصمة الانبياء ناشئة من معرفتهم الرفيعة والعميقة بجلال الحق تعالى وجماله، وصفاته وأسمائه، ومن معرفتهم بثمار الطاعات ونتائجها المشرقة من جهة، وتبعات المعاصي ونتائجها السيّئة في الدنيا والاخرة من جهة أُخرى . ولذلك عصمة الانبياء لاتتنافى مع كونهم مختارين أحراراً في الارادة والانتخاب، وانَّما هي معرفتهم الدقيقة والكاملة بقدرة الله أو عاقبة التمرّد عليه وتجاهل أوامره ونواهيه. الانبياء كلّهم معصومون، ومع ذلك يمكن أن يكون شخص ما معصوم دون أن يكون نبياً ، كالسيدة مريم بنت عمران (عليها السلام)، التي كانت طاهرة ومطهرة بنص القرآن الكريم من دون أن تكون من الانبياء .
والحمد لله رب العالمين .
والصلاة والسلام على من خصه الله بالشفاعة الكبرى يوم الفزع الأكبر الذي بلغ الرسالة وأدى الأمانة محمد الصادق الوعد الأمين وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم إلى يوم الدين .
لا تزال تخرصات الفرقة الوهابية الضالة المُضلِة من خلال تعديهم السافر على من اصطفاهم الله سبحانه وتعالى لتبليغ رسالاته وجعل منهم سُفُنَ نجاة لإنقاذ البشرية من التيه والعصيان . تارة من خلال اتهام الأنبياء بالنسيان, وتارة من خلال إصدار أحكام عن الهوى, وتارة أُخرى بلطم الملائكة وفقئ أعيُنِهم وغيرها من الأباطيل مما يندى له جبين كل مؤمن وكل مؤمنة .
أما نحن فنعتقد: أنّ الأنبياء معصومون قاطبة ، وكذلك الأئمة عليهم جميعاً التحيات الزاكيات، وقد خالَفَنا في ذلك بعض المسلمين ، فلم يوجبوا العصمة في الأنبياء ، فضلاً عن الأئمة.
والعصمة : هي التنزُّه عن الذنوب والمعاصي صغائرها وكبائرها ، وعن الخطأ والنسيان ، وإن لم يمتنع عقلاً على النبي أن يصدر منه ذلك، بل يجب أن يكون منزَّهاً حتى عمّا ينافي المروءة، كالتبذل بين الناس من أكل في الطريق أو ضحك عال، وكل عمل يستهجن فعله عند العرف العام.
والدليل على وجوب العصمة ؛ أنّه لو جاز أن يفعل النبي المعصية، أو يخطأ وينسى، وصدر منه شيء من هذا القبيل، فإمّا أن يجب اتباعه في فعله الصادر منه عصياناً أو خطأً عملآ بقوله تعالى {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [آل عمران: 132]وقوله سبحانه
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59] أو لا يجب، فإن وجب اتّباعه فقد جوّزنا فعل المعاصي برخصة من الله تعالى، بل أوجبنا ذلك، وهذا باطل بضرورة الدين والعقل. وان لم يجب إتّباعه فذلك ينافي النبوَّة التي لا بدّ أن تقترن بوجوب الطاعة أبدا {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ } [النساء: 64] .
على أن كل شيء يقع منه من فعل أو قول فنحن نحتمل فيه المعصية أو الخطأ، فلا يجب اتّباعه في شيءٍ من الأشياء، فتذهب فائدة البعثة، بل يصبح النبي كسائر الناس، ليس لكلامهم ولا لعملهم تلك القيمة العالية التي يعتمد عليها دائماً، كما لا تبقى طاعة حتمية لأوامره، ولا ثقة مطلقة بأقواله وأفعاله . وهذا الدليل على العصمة يجري عيناً في الامام؛ لان المفروض فيه أنه منصوب من الله تعالى لهداية البشر خليفة للنبي، لذلك فالانبياء معصومون من كل سهو وخطأ وكلّ زَلّة عمدية في صعيد تلقّي الوحي وحفظه وإبلاغه إلى الاُمّة، فهم تحت رقابة الملائكة الكاملة من لحظةِ تَلَقّيه إلى إبلاغه. وهم أي الانبياء والرُسُل مصونون ومعصومون من كلّ معصية وذَنب، وإنّما يثق الناس بصدق دعوى الانبياء، ويطمئنُّون إليهم ويَقبَلون كلامهم إذا كانوا مُبرّأَين ومصونين من المعصية والذنب. إنّ الانبياء رجالٌ لا يجتمع مقامهم العلميّ والمعنوي الرفيع مع الضلالة والزلل. مضافاً إلى كونهم مصونين عن الذَنب والمعصية ـ مصونون عن الخطأ والزلل أيضاً في مجال القضاء وفصل الخصومات، وتشخيص أحكام الموضوعات الدينيّة، والمسائل العاديّة في الحياة.
إنّ وثوق الناس بهم، وتحقق أهداف البعثة إنّما يتحقّقان إذا كانت عصمةُ الاَنبياء عصمة واسعة وشاملة لكلّ المناحي . وهم منزهون ومبرَّأون عن الامراض المنفِّرة والعاهات، وكذا الاعمال التي تحكي عن دناءة الروح وخساسة النفس في الاشخاص . إن استنباط عدم عصمة الانبياء ـ من بعض الايات القرآنية ـ هو في الحقيقة قضاء متسرّع، وحكم متعجّل ينبغي التجنب عنه، ولاجل عدم الوقوع في هذا الامر، يُفسَّر هذا النمط من الايات في ضوء ملاحظة القرائن الموجودة في نفس الايات . وعليه فأن عصمة الانبياء ناشئة من معرفتهم الرفيعة والعميقة بجلال الحق تعالى وجماله، وصفاته وأسمائه، ومن معرفتهم بثمار الطاعات ونتائجها المشرقة من جهة، وتبعات المعاصي ونتائجها السيّئة في الدنيا والاخرة من جهة أُخرى . ولذلك عصمة الانبياء لاتتنافى مع كونهم مختارين أحراراً في الارادة والانتخاب، وانَّما هي معرفتهم الدقيقة والكاملة بقدرة الله أو عاقبة التمرّد عليه وتجاهل أوامره ونواهيه. الانبياء كلّهم معصومون، ومع ذلك يمكن أن يكون شخص ما معصوم دون أن يكون نبياً ، كالسيدة مريم بنت عمران (عليها السلام)، التي كانت طاهرة ومطهرة بنص القرآن الكريم من دون أن تكون من الانبياء .
والحمد لله رب العالمين .