بسم الله الرحمن الرحيم
(هل الاستخارة تكشف عن الغيب)
ان الاستخارة لا تكشف عن الغيب وليس طريقها هذا ابداً ، لكن الناس يصرون على ذلك بسبب الضعف الفكري والديني الذي ينتابهم، وفي ضوء ذلك يمكن تناول الموضوع بشكل مفصل للغاية الا ان ما لا يدرك كله لا يترك كله، وفي ضوء ميزان البحث يتحتم ان يأتي القارئ وهو مهتم بمعرفة الموضوع مشدود الذهن للتعلم والا ذهب ما يراد اثباته لنفعه؛ فالإستخارة في كلام العرب تعني الدعاء، ومعنى إستخرتُ اللهَ، سألت الله أن يوفقني لخير الاشياء التي أقصدها، ولذلك يرد على الناس فهمهم ومقصودهم المرتكز في اذهانهم عنها فيكون من الواجب جداً ان يتقدموا للفقهاء ويأخذوا من معينهم فانهم اقرب من يعطينا العلم المنجي امام الله يوم القيامة.
الاستخارة موضوع ثابت ووارد به روايات عدة وقد أُلف فيه بعض الكتب احدها للعلامة السيد عبد الله شبر، فقد ذكر العلاّمة المجلسي (رحمه الله)في كتابه بحار الانوار88: 222 ابواباً في الاستخارات وفضلها وكيفياته , فذكر في الباب الاول الروايات الواردة في الحث على الاستخارة والترغيب فيها والرضا والتسليم.
منها:عن الامام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: يقول الله عز وجل: من شقاء عبدي أن يعمل الأعمال فلا يستخيرني.
وعن الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: بعثني رسول الله (صل الله عليه واله) الى اليمن فقال لي وهو يوصيني: يا علي ما حار من استخار ولا ندم من استشار.(امالي الطوسي1/ 135)
وغيرها الكثير من الروايات الواردة فيه ويستفاد منها اهمية هذا الموضوع، لكن هل أخذ الموضوع واقعيته ام لا؟ عند العلماء والفضلاء واهل البصيرة من المؤمنين الكرام الامر يكون طبيعياً ولا شيء فيه يخالف اي ميزان، دون البعض فتجده يطلب استخارة بعنوان الكشف عن المستقبل بنحو الجزم، فيذهب للعراف ويريد منه ان يكشف له عن نجاح ولده او زواج ابنه من اي بنت، هكذا تجد العجائب والغرائب وكأنه يجلس امام عالم الغيب.
(أخصر صورة فيها)
يكفي أن تذكر الصلوات(اللهم صل علي محمد وآل محمد) ثلاثاً ثم تقبض السبحة فتحسب اثنين اثنين فأن خرج اثنين فهي غير جيدة وأن بقيت واحدة فهي جيدة ويستفاد من بعض الروايات أن يقرنها بطلب العافية، فأخصرها أن يقول المستخير: أستَخِيرُ اللهَ بِرَحمَتِهِ خِيَرَةََ فِي عافِيَه، ثلاثا أو سبعا… وفي بعضها في الأمور العظام مائة، وفي الأمور اليسيرة بما دونه.منقول.