بسم الله الرحمن الرحيم
تعين قتل عمر بن الخطاب
كثره القيل والقال على موت عمر بن الخطاب وما كان من شأن قتله ولما قتل أبو لؤلؤة فيروز النهاوندي ومن ا سباب القتل لانه من المجوس وليس مسلماً وهذا مما تتداوله بعض العامة من مذاهب اهل السنة وذلك في الاختلاف يوم موت عمر بن الخطاب فقد ذكر في
الميرزا عبد الله الأفندي: إن فيروز قد كان من أكابر المسلمين، والمجاهدين، بل من خُلَّص أتباع أمير المؤمنين (عليه السلام)(1).
وروي عن أمير المؤمنين علي السلام، أنه قال لعمر بن الخطاب: إني أراك في الدنيا قتيلاً، بجراحة من عبد أم معمر، تحكم عليه جوراً، فيقتلك توفيقاً(2). ومما دل النصوص انه لما طعن عمر قال لابن عباس: لقد كنت وأبوك تحبان أن تكثر العلوج بالمدينة، وكان العباس أكثرهم رقيقاً، فقال: إن شئت فعلت. أي إن شئت قتلنا. قال: كذبت، بعدما تكلموا بلسانكم، وصلوا قبلتكم، وحجوا حجكم..(3).
وحسب نص ابن أبي شيبة: أنه قال: (إن شئنا قتلناه) فأجابه عمر بما ذكر.. وهنا ايضا أقرعمر بإسلام أبي لؤلؤة.
وقال عيينة بن حصين لعمر: إني أرى هذه الأعاجم قد كثرت ببلدك فاحترس منهم، قال: إنهم قد اعتصموا بالإسلام.
قال: أما والله لكأني أنظر إلى أحمر أزرق منهم قد جال في هذه، في بطن عمر، فلما طعن عمر قال: ما فعل عيينة الخ..(4).
قد ورد في حديث عن الإمام الهادي عليه السلام، أن حذيفة رحمه الله روى قضية قتل أبي لؤلؤة لعمر، ثم قال حذيفة في أواخر كلامه: فاستجاب الله دعاء مولاتي عليها السلام.. إلى أن قال: وأجرى قتله على يد قاتله رحمة الله عليه(5) ، فالترحم جرى على لسان الإمام (عليه السلام) وهذا دليل اخر على اسلامه..
روي عن جابر الأنصاري، أنه قال: لما طعن أبو لؤلؤة عمراً فقال عمر: يا عدو الله، ما حملك على قتلي؟ ومن الذي دسك إلى قتلي؟! قال: اجعل بيني وبينك حكماً حتى أتكلم معك. فقال عمر: بمن ترضى بيننا حكم عدلٍ؟! قال: بعلي بن أبي طالب عليه السلام..فلما جاءه الإمام علي عليه السلام، قال عمر لأبي لؤلؤة: تكلم، فقد حكم بيننا حكم عدل! فقال: أنت أمرتني بقتلك يا عمر.قال: وكيف ذلك؟! قال: إني سمعتك تخطب على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله، وأنت تقول: كانت بيعتنا لأبي بكر فلتة وقانا الله شرها، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه، وقد عدت أنت إلى مثلها. فقال له: صدقت. ثم أغمي عليه ومات ..(6).
وكان بعد قتل عمر بن الخطاب بادر عبيد الله بن عمر، فقتل الهرمزان، وجفينة، وبنتاً صغيرة لأبي لؤلؤة، فأشار الإمام علي عليه السلام على عثمان أن يقتله بهم، فأبى..(7).
هذه اشارة إلى أن أمير المؤمنين عليه السلام يعتبر ابنة أبي لؤلؤة في جملة أهل الإسلام، ويطالب بقتل قاتلها، ولا يقتل المسلم بكافر، مع كونها صغيرة لم تبلغ سن التكليف، فإن لحوق حكم الإسلام بها إنما يكون من أجل تبعيتها لأبويها المسلمين، أو لأحدهما إذا كان مسلماً..
وهذا يثير احتمال أن يكون أبوها مسلماً، وقد لحقت هي به، مع احتمال أن تكون أمها هي المسلمة وقد ألحقت بها..
بل إن إسلام أمها يكفي لإثبات إسلام أبيها. فإن إسلام أمها يفرض أن يكون أبوها مسلماً أيضاً. إذ إن النبي صلى الله عليه وآله لم يكن يقر كافراً على مسلمة.
ومما يدل على أن قتل عمر كان في شهر ربيع الأول، رواية مطولة رواها أحمد بن إسحاق القمي(رحمه الله)، عن الإمام الهادي(عليه السلام)، مفادها: أن حذيفة بن اليمان دخل على رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) في يوم التاسع من ربيع الأول، وعنده علي والحسنان عليهم السلام، وهم يأكلون مع النبي(صلّى الله عليه وآله وسلّم).. وهو يخبرهم بمقتل رجل في هذا اليوم تصدر منه أمور هائلة تجاه أهل البيت عليهم السلام، ذكر منها: أنه يحرق بيت الوحي، ويرد شهادة علي(عليه السلام)، ويكذب فاطمة صلوات الله وسلامه عليها، ويغتصب فدكاً، ويسخن عين الزهراء، ويلطم وجهها، ويدبر على قتل علي(عليه السلام)، ويغصب حق أهل البيت(عليهم السلام)، وأن فاطمة(عليها السلام) تدعو عليه، ويستجيب الله لها في مثل هذا اليوم. قال حذيفة: فاستجاب الله دعاء مولاتي(عليها السلام).. إلى أن قال: وأجرى قتله على يد قاتله(رحمة الله عليه).
قال المجلسي: (قال السيد: نقلته من خط محمد بن علي بن محمد بن طي(رحمه الله).. ووجدنا فيما تصفحنا من الكتب عدة روايات موافقة لها، فاعتمدنا عليها).
-----------------تعين قتل عمر بن الخطاب
كثره القيل والقال على موت عمر بن الخطاب وما كان من شأن قتله ولما قتل أبو لؤلؤة فيروز النهاوندي ومن ا سباب القتل لانه من المجوس وليس مسلماً وهذا مما تتداوله بعض العامة من مذاهب اهل السنة وذلك في الاختلاف يوم موت عمر بن الخطاب فقد ذكر في
الميرزا عبد الله الأفندي: إن فيروز قد كان من أكابر المسلمين، والمجاهدين، بل من خُلَّص أتباع أمير المؤمنين (عليه السلام)(1).
وروي عن أمير المؤمنين علي السلام، أنه قال لعمر بن الخطاب: إني أراك في الدنيا قتيلاً، بجراحة من عبد أم معمر، تحكم عليه جوراً، فيقتلك توفيقاً(2). ومما دل النصوص انه لما طعن عمر قال لابن عباس: لقد كنت وأبوك تحبان أن تكثر العلوج بالمدينة، وكان العباس أكثرهم رقيقاً، فقال: إن شئت فعلت. أي إن شئت قتلنا. قال: كذبت، بعدما تكلموا بلسانكم، وصلوا قبلتكم، وحجوا حجكم..(3).
وحسب نص ابن أبي شيبة: أنه قال: (إن شئنا قتلناه) فأجابه عمر بما ذكر.. وهنا ايضا أقرعمر بإسلام أبي لؤلؤة.
وقال عيينة بن حصين لعمر: إني أرى هذه الأعاجم قد كثرت ببلدك فاحترس منهم، قال: إنهم قد اعتصموا بالإسلام.
قال: أما والله لكأني أنظر إلى أحمر أزرق منهم قد جال في هذه، في بطن عمر، فلما طعن عمر قال: ما فعل عيينة الخ..(4).
قد ورد في حديث عن الإمام الهادي عليه السلام، أن حذيفة رحمه الله روى قضية قتل أبي لؤلؤة لعمر، ثم قال حذيفة في أواخر كلامه: فاستجاب الله دعاء مولاتي عليها السلام.. إلى أن قال: وأجرى قتله على يد قاتله رحمة الله عليه(5) ، فالترحم جرى على لسان الإمام (عليه السلام) وهذا دليل اخر على اسلامه..
روي عن جابر الأنصاري، أنه قال: لما طعن أبو لؤلؤة عمراً فقال عمر: يا عدو الله، ما حملك على قتلي؟ ومن الذي دسك إلى قتلي؟! قال: اجعل بيني وبينك حكماً حتى أتكلم معك. فقال عمر: بمن ترضى بيننا حكم عدلٍ؟! قال: بعلي بن أبي طالب عليه السلام..فلما جاءه الإمام علي عليه السلام، قال عمر لأبي لؤلؤة: تكلم، فقد حكم بيننا حكم عدل! فقال: أنت أمرتني بقتلك يا عمر.قال: وكيف ذلك؟! قال: إني سمعتك تخطب على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله، وأنت تقول: كانت بيعتنا لأبي بكر فلتة وقانا الله شرها، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه، وقد عدت أنت إلى مثلها. فقال له: صدقت. ثم أغمي عليه ومات ..(6).
وكان بعد قتل عمر بن الخطاب بادر عبيد الله بن عمر، فقتل الهرمزان، وجفينة، وبنتاً صغيرة لأبي لؤلؤة، فأشار الإمام علي عليه السلام على عثمان أن يقتله بهم، فأبى..(7).
هذه اشارة إلى أن أمير المؤمنين عليه السلام يعتبر ابنة أبي لؤلؤة في جملة أهل الإسلام، ويطالب بقتل قاتلها، ولا يقتل المسلم بكافر، مع كونها صغيرة لم تبلغ سن التكليف، فإن لحوق حكم الإسلام بها إنما يكون من أجل تبعيتها لأبويها المسلمين، أو لأحدهما إذا كان مسلماً..
وهذا يثير احتمال أن يكون أبوها مسلماً، وقد لحقت هي به، مع احتمال أن تكون أمها هي المسلمة وقد ألحقت بها..
بل إن إسلام أمها يكفي لإثبات إسلام أبيها. فإن إسلام أمها يفرض أن يكون أبوها مسلماً أيضاً. إذ إن النبي صلى الله عليه وآله لم يكن يقر كافراً على مسلمة.
ومما يدل على أن قتل عمر كان في شهر ربيع الأول، رواية مطولة رواها أحمد بن إسحاق القمي(رحمه الله)، عن الإمام الهادي(عليه السلام)، مفادها: أن حذيفة بن اليمان دخل على رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) في يوم التاسع من ربيع الأول، وعنده علي والحسنان عليهم السلام، وهم يأكلون مع النبي(صلّى الله عليه وآله وسلّم).. وهو يخبرهم بمقتل رجل في هذا اليوم تصدر منه أمور هائلة تجاه أهل البيت عليهم السلام، ذكر منها: أنه يحرق بيت الوحي، ويرد شهادة علي(عليه السلام)، ويكذب فاطمة صلوات الله وسلامه عليها، ويغتصب فدكاً، ويسخن عين الزهراء، ويلطم وجهها، ويدبر على قتل علي(عليه السلام)، ويغصب حق أهل البيت(عليهم السلام)، وأن فاطمة(عليها السلام) تدعو عليه، ويستجيب الله لها في مثل هذا اليوم. قال حذيفة: فاستجاب الله دعاء مولاتي(عليها السلام).. إلى أن قال: وأجرى قتله على يد قاتله(رحمة الله عليه).
قال المجلسي: (قال السيد: نقلته من خط محمد بن علي بن محمد بن طي(رحمه الله).. ووجدنا فيما تصفحنا من الكتب عدة روايات موافقة لها، فاعتمدنا عليها).
(1)سفينة البحار ج7 ص559 عن رياض العلماء.
(2)سفينة البحار ج7 ص559 عن البحار ط قديم ج8 ص228.
(3) صحيح البخاري ج5 ص84 و 85 ط المكتبة الثقافية بيروت. ونيل الأوطار ج6 ص158 وتاريخ مدينة دمشق ج44 ص416 وشرح نهج البلاغة ج12 ص188 وأسد الغابة ج4 ص75 والسنن الكبرى ج8 ص47 وتاريخ المدينة لابن أبي شيبة ج3 ص934 وفتح الباري ج7 ص51، وإرشاد الساري ج6 ص112 وطبقات ابن سعد ج3 ص337.
(4) تاريخ المدينة لابن أبي شيبة ج3 ص890 وفي هامشه عن الرياض النضرة ج2 ص100 وسيرة عمر ج2 ص604.
(5) ستأتي مصادر هذه الرواية إن شاء الله تعالى.
(6)عقد الدرر ص80 و81.
(7)سفينة البحار ج7 ص561 عن البحار ط قديم ج8 ص331 عن الكامل لابن الأثير، وعن الإستيعاب، وعن روضة الأحباب، وكثير من أرباب السير.