بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
(أحياء الأمر)
روي الشيخ الصدوق (رحمه الله) بإسناد معتبر عن أبي الصلت الهروي عن الأمام الرضا (عليه السلام) قال سمعت أبا الحسن الرضا يقول رحم الله عبدا أحيا أمرنا فقلت لو سمعوا محاسن كلامنا لتبعونا .
هناك عدة محطات في هذه الحديث الشريف يمكن ان نقف عندها ..
الأولى :إن هذه الرواية الشريفة عبارة و أطلقه على العبد الذي يتبع أهل البيت (عليهم السلام) بأنه عبدُ –رحم الله عبداً-ولا يخفى علينا في وصف العبودية من أهمية حيث انه العبودية جعلت في كثير من النصوص متقدم على مقام الرسول نقول في صلاتنا -اشهد إن محمد صل الله عليه واله عبدُ و رسوله- قدم مقام العبودية على مقام الرسول لان العبودية الخالصة لله سبحانه وتعالى عبارة عن التسليم المطلق للخالق عند إذن يصبح الإنسان عبداً وهذا التسليم المطلق للخالق لا يكون إلا بالإتباع كما قال تعالى (إن كنتم تحبون الله فتبعوني يحببكم الله) إتباع أهل البيت (عليهم السلام) إتباع للرسول (صل الله عليه واله)وهو إتباع للخالق فلذا يتصف العبد إذا قام العبودية الذي هو أحب الأسماء إلى رسول الله (صل الله عليه واله) كما ورد في بعض الأحاديث .
الثانية :مسائل إحياء الأمر هناك مظاهر متعدد لأحياء الأمر أهل البيت (عليهم السلام).
المظهر الأول :الإحياء هو انه الشيعة والموالين لما بينهم يتواصوا بالحق ورد في الرواية عن الإمام الباقر (عليه السلام)في وصية ليخيثمة أن يبلغ مواليه وهم الشيعة وان إحياء الأمر يكون بالتزاور و أن يشيع الحي منا جنازة الميت بان يزور الصحيح منا المريض وان ينصر منا القوي الضعيف ففي نفس المجتمع الشيعي والبيت الشيعي هناك مظهر من مظاهر إحياء الأمر .
المظهر الثاني :من مظاهر أحياء الأمر يرتبط بالغير خارج المجتمع الشيعي وهو ما جاءت هذه الرواية عن الأمام الرضا (عليه السلام )لتؤكد هذا المظهر حيث عبارة إن الناس أذا سمعوا محاسن كلامنا فان المقصود من الناي المخالفين غير الشيعي لأنها جعلت بمقام العبد المتبع لآهل البيت (عليهم السلام ) فيريد الأمام (عليه السلام) إن يقول أن احد مظاهر أحياء أهل البيت (عليهم السلام) إن نعلم الآخرين محاسن كلمات وهذا يتوقف على مقدمات وهو في البداية أن نتعلم كلامهم بعد ذلك نعلم الآخرين .
فيأتي السؤال ؟ هل يوجد في كلمات اهل البيت الى كلمات حسنة وغير حسنه ام كل كلاماتهم نور ,وما المقصود بمحاسن كلامنا .
في بعض الروايات في نفس احياء الامر تشير الى ان معارف اهل البيت على قسمين منها تعتبر من الأسرار الخواص والقسم الآخر يعتبر الى كافة البشر علاج لما في قلوبهم ودواء لما في صدورهم فالمقصود بمحاسن الكلام الذي ينفع الناس المخالف .
القسم الثاني :يشترط الامام الباقر (عليه السلام) في بعض لروايات في هذا الكلام ان لا نزيد عليه من أوهمنا لآن كلامهم اهل البيت (عليهم السلام ) صادر من منبع الحكمة فالإنسان لو زاد عليه من وهمه فانه قد ينقلب هذا الكلام الى ضده فانه كلامهم (عليهم السلام) نورا و مواصفات النورانية ظاهر في نفسه مظهر لغيره فاذا وضعنا عليه او همنا حين اذن يكون حاجبا أمام اضاءت الطريق للناس فينبغي علينا نعلم محاسن الكلام ,لا يعني لا نفسر كلامهم لكن نفسر كلام اهل البيت (عليهم السلام)بما ارادوا عن طريق الجمع بين الروايات او عن النصوص الاخرى ومبلغ هذا الامر الحق الى الناس حين اذن ترى الناس يدخلون في دين الله افواجا ومن ابراز المصاديق التي تحدثنا عليها سيرة الحسين بن سعيد الاهوازي كان يقوم بهذه الوظيفة على احسن وجه يركز على الجانب الايجابي في فضائل اهل البيت في كلامهم فتجد ان مثل علي بن مهزيار إستبصر و أصبح من خلص محدثين والروايات من جراء الحسين بن سعيد الاهوازي .
المظهر الثالث :من مظاهر أحياء الأمر أهل البيت ان نعمل بكلمات أهل البيت وكما يقول الأمام الباقر (عليه السلام) بوصية لخيثمة التي آمره ان يبلغها مواليه ان اشد الناس حزنن يوم القيامة رجلا قال شيء ولم يعمل به وكما أكدت الروايات الكثيرة أن محبتنا لوحدها (أهل البيت عليه السلام) لا تغني اذا لم نعمل يتكلم عن الشيعي الحقيق قد تكون لمحبتهم فائدة في الدنيا لكن في يوم القيامة بدون أتباع لا يحصل هناك ولاية حقيقية لأنه الولاية الحقيقية هي التي تنشاء من المحبة المتبادلة ومن الرضا المتبادل (رضي الله عنهم وارضوا عنه) وهذا الرضا المتبادل والمحبة المتبادلة لا تكون إلا (إن كنتم تحبون الله فتبعوني ) فلابد من العمل بالتقوى ولابد من الورع عن محارم الله حين أذن يكون هذا الأمر من ابرز المصاديق الحقيقية لأحياء أمر للأهل البيت (عليهم السلام)وحين أذن نكون زين لهم لا شين عليهم . البحث129