بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ليكون للعالمين نذيرا
والصلاة والسلام على من بُعِثَ رحمة للعالمين وعلى آله البررة الميامين واللعنة على شانئيهم الى يوم الدين .
إن الملاك في كون الشيء «بدعة» هو أن لا يوجد له جذور في القرآن الكريم و السنّة النبوية ، و الحال إذا نظرنا إلى ظاهرة إقامة مجالس الاحتفال بالمولد و تكريم الرسول الأعظم نجد أنّ لهذه الظاهرة جذورها في القرآن الكريم حيث حثّت الآيات الكريمة على تكريمه و تعظيمه .
وأمّا الأحاديث الإسلامية، فصحيح أنّه لم يرد حديث ينص على إحياء ذكرى المولد النبوي بصورة مباشرة، و لا يوجد مسلم يدّعي وجود حديث من هذا القبيل، لكن المسلمين الذين يقومون بإحياء تلك المناسبات يستدلّون على شرعية عملهم هذا بقولهم : إنّ الله تعالى قد أمرنا - بما لا ريب فيه - بإظهار الود و الولاء للرسول الأكرم (صلى الله عليه و آله و سلم) على طول السنة ، فمن حقّنا أن نستعمل تلك المناسبات الكريمة لتجسيد ذلك الأمر، و امتثال ما أمر به سبحانه و تعالى .
كما أنّ السيد المسيح (عليه السلام) دعا اللّه سبحانه و تعالى أن ينزل عليه و على الحواريين معه مائدة من السماء و اعتبروا يوم نزول هذه المائدة مناسبة جديرة بالاهتمام و الاحتفاء بها و اعتبارها عيداً لهم ، و لقد أشار الذكر الحكيم إلى ذلك بقوله: {رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ } [المائدة: 114].
فإذا كانت تلك النعمة المحدودة التي تشبع البطن و تسد الرمق بصورة مؤقتة تستحق هذا الاهتمام و الاحتفاء بها ، و إقامة الاحتفال بمناسبة نزولها ، فلماذا يا ترى يحرم على المسلمين الاحتفال بالنعم الكبرى التي أنزلها اللّه سبحانه و تعالى عليهم ؟ ، مثل نعمة وجود الرسول الأكرم ، أو نعمة مبعثه المبارك (صلى الله عليه و آله و سلم) تلك النعم العظيمة و الخالدة ؟ أو لماذا لا يحق لهم إقامة مجالس الفرح و السرور بتلك المناسبات العطرة ؟ !!
والعجيب أنّ البعض يرى أنّ الاحتفال بتلك المناسبات و إقامة مجالس الفرح و السرور، الروحية والمعنوية هو عبادة للرسول الأكرم (صلى الله عليه و آله و سلم) ينبغي على المسلمين التنزّه عنها، حيث يقول:
«الذكريات التي ملأت البلاد باسم الأولياء هو نوع من العبادة لهم و تعظيمهم». إنّ مركز الخلل في هذا التفكير هو أنّ أصحاب هذا الاتّجاه اعتبروا كلّ تعظيم عبادة ، و الحال أنّ حقيقة مفهوم العبادة تتحقّق مع وجود شرطين أساسيّين ، هما: التعظيم أوّلًا، و أن يكون هذا التعظيم و الخشوع و الخضوع مقترناً و نابعاً من الاعتقاد بكون «المخشوع له» إله .
و الحال أنّ القائمين بتلك المجالس في جميع أرجاء العالم منزهون من هذا الاعتقاد الخاطئ، بل يعتقدون اعتقاداً راسخاً أنّ النبي الأكرم رسول كريم و واسطة بينهم و بين اللّه تعالى .
أضف إلى ذلك لو سلّمنا بأنّ التعظيم يعتبر نوعاً من العبادة، فحينئذ لا تجد موحداً على وجه الأرض أبداً، لأنّه ما من إنسان إلّا و يعظّم شيئاً آخر، مثل الأب والأُمّ أو الأُستاذ أو ...، و هل تجد عاقلًا يلتزم بهذه النتيجة الواضحة البطلان ؟!
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ليكون للعالمين نذيرا
والصلاة والسلام على من بُعِثَ رحمة للعالمين وعلى آله البررة الميامين واللعنة على شانئيهم الى يوم الدين .
إن الملاك في كون الشيء «بدعة» هو أن لا يوجد له جذور في القرآن الكريم و السنّة النبوية ، و الحال إذا نظرنا إلى ظاهرة إقامة مجالس الاحتفال بالمولد و تكريم الرسول الأعظم نجد أنّ لهذه الظاهرة جذورها في القرآن الكريم حيث حثّت الآيات الكريمة على تكريمه و تعظيمه .
وأمّا الأحاديث الإسلامية، فصحيح أنّه لم يرد حديث ينص على إحياء ذكرى المولد النبوي بصورة مباشرة، و لا يوجد مسلم يدّعي وجود حديث من هذا القبيل، لكن المسلمين الذين يقومون بإحياء تلك المناسبات يستدلّون على شرعية عملهم هذا بقولهم : إنّ الله تعالى قد أمرنا - بما لا ريب فيه - بإظهار الود و الولاء للرسول الأكرم (صلى الله عليه و آله و سلم) على طول السنة ، فمن حقّنا أن نستعمل تلك المناسبات الكريمة لتجسيد ذلك الأمر، و امتثال ما أمر به سبحانه و تعالى .
كما أنّ السيد المسيح (عليه السلام) دعا اللّه سبحانه و تعالى أن ينزل عليه و على الحواريين معه مائدة من السماء و اعتبروا يوم نزول هذه المائدة مناسبة جديرة بالاهتمام و الاحتفاء بها و اعتبارها عيداً لهم ، و لقد أشار الذكر الحكيم إلى ذلك بقوله: {رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ } [المائدة: 114].
فإذا كانت تلك النعمة المحدودة التي تشبع البطن و تسد الرمق بصورة مؤقتة تستحق هذا الاهتمام و الاحتفاء بها ، و إقامة الاحتفال بمناسبة نزولها ، فلماذا يا ترى يحرم على المسلمين الاحتفال بالنعم الكبرى التي أنزلها اللّه سبحانه و تعالى عليهم ؟ ، مثل نعمة وجود الرسول الأكرم ، أو نعمة مبعثه المبارك (صلى الله عليه و آله و سلم) تلك النعم العظيمة و الخالدة ؟ أو لماذا لا يحق لهم إقامة مجالس الفرح و السرور بتلك المناسبات العطرة ؟ !!
والعجيب أنّ البعض يرى أنّ الاحتفال بتلك المناسبات و إقامة مجالس الفرح و السرور، الروحية والمعنوية هو عبادة للرسول الأكرم (صلى الله عليه و آله و سلم) ينبغي على المسلمين التنزّه عنها، حيث يقول:
«الذكريات التي ملأت البلاد باسم الأولياء هو نوع من العبادة لهم و تعظيمهم». إنّ مركز الخلل في هذا التفكير هو أنّ أصحاب هذا الاتّجاه اعتبروا كلّ تعظيم عبادة ، و الحال أنّ حقيقة مفهوم العبادة تتحقّق مع وجود شرطين أساسيّين ، هما: التعظيم أوّلًا، و أن يكون هذا التعظيم و الخشوع و الخضوع مقترناً و نابعاً من الاعتقاد بكون «المخشوع له» إله .
و الحال أنّ القائمين بتلك المجالس في جميع أرجاء العالم منزهون من هذا الاعتقاد الخاطئ، بل يعتقدون اعتقاداً راسخاً أنّ النبي الأكرم رسول كريم و واسطة بينهم و بين اللّه تعالى .
أضف إلى ذلك لو سلّمنا بأنّ التعظيم يعتبر نوعاً من العبادة، فحينئذ لا تجد موحداً على وجه الأرض أبداً، لأنّه ما من إنسان إلّا و يعظّم شيئاً آخر، مثل الأب والأُمّ أو الأُستاذ أو ...، و هل تجد عاقلًا يلتزم بهذه النتيجة الواضحة البطلان ؟!