في ليلة عاشوراء الامام الحسين يعتزل اصحابه ويجلس بباب خيمته
يصلح سيفه وينكث الارض بنصله مطرقا براسه الى الارض فتأتيه العقيلة زينب عليها السلام بعدما سمعته ينعى نفسه أبيات يقول فيها
يادهر أُفٍ لَكَ من خليلِ *** كَمْ لَكَ بالأشْراقِ والأصيلِ
من صَاحبٍ وطَالبٍ قَتيلِ *** والدَّهرُ لايقْنعُ بالبدَيــلِ
وإنمّا الأمرُ إلى الجليــلِ *** وكلُّ حيٍّ سالكٌ سبيلي
ويكررها ثلاثا فقال
يااختاه لو ترك القطا لنام
ولسان حاله يقول نحن نطلب السلم من القوم ولكنهم لا يرضون الا بحرب
فليس لنا الا الوقوف امامهم ببسالة نعلمهم ان المؤمنين لن تهزمهم كثرة اعدائهم ولا ترهبهم جحافلهم كما قال الله تعالى " قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ غ— وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ "(249سورة البقرة ) ونجد هناك محاورة بين الامام الحسين واصحابه
ليلة عاشورا يقول فيها الامام الحسين عليه السلام لهم بعدما جمعهم بعد كلام طويل أنتم في حل من بيعتي وان الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا فكل واحد منكم يأخذ بيد احدا من اهل بيتي فأن القوم إن ظفروا بي ذهلوا عن غيري فقام عدة من اصحابه وقالوا بكلام ما معناه بأننا لن نتركك مادامت في ابداننا روح وسنفديك بأرواحنا واولادنا فقام مسلم بن عوسجة وقال والله لو قتلت وقطعت واحرقت ونشرت سبعين مرة سأقاتل دونك يأبن رسول الله وعن اهل بيتك فشكرهم على قولهم وصدق نياتهم وعزمهم على التضحية بأرواحهم دونه قال لهم تعالوا لأريكم منازلكم في الجنة فقال احدهم حينها ماهي الا سويعات ونعانق الحور العين .
هذه الروح العظيمة التي امتلكها اصحاب الامام الحسين عليه السلام لن تتكرر ابدا لانها اشربت بحب الرسالة واهل بيت النبوة وآمنوا بصدق مقالتهم وعلموا منزلتهم من ربهم ففدوهم بأرواحهم ونالوا الدرجة العالية والمقام الرفيع لانهم علموا ان الله راض عنهم بنصرتهم لأبن بنت نبيهم عليه الصلاة والسلام.
حسين ال جعفر الحسيني